يسعى بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحقيق الشهرة والصيت، فهذه المواقع تختصر الوقت والجهد للوصول إلى المبتغى والهدف المنشود، ويسلط بعضهم الضوء على موضوعات وقضايا اجتماعية ويناقشها مع المتفاعلين، فيما يلجأ آخرون إلى نشر تفاصيل حياته الشخصية بطريقة طريفة وفي «إطار كوميدي». لكن بعضهم ضلّ الطريق في تقديم المفهوم الصحيح للكوميديا، فأصبحت موادهم وتسجيلاتهم المصورة سلاحاً ذو حدين، وبدل الشهرة والنجومية، أتت التفاعلات بشكل لا يتمنونه أبداً، فأصبحوا موضع سخرية واستهجان ونقد. ومن أبرز مشاهير مواقع التواصل في السعودية أبو محمد الراشد الملقب بـ«أبو محمد القصيمي»، والذي اشتهر بتسجيلاته المصورة التي يراها محبوه «عفوية»، لكن على الجانب الآخر يتعرض «القصيمي» إلى انتقادات لاذعة، ويرى منتقدوه أن تصرفاته «غير مقبولة». يظهر «أبو محمد»، وهو في العقد الخامس، في معظم تسجيلاته بـ«بالفانيلة والسروال»، وهو ما اعتبره البعض «غير لائق»، بالإضافة إلى ظهوره تارةً يأكل الجراد، وأخرى يلتهم حشائش الأرض، ويلاعب الحيوانات ويغني ويعزف على آلته الموسيقية (العود) وعلى زنده طيور زينة، من دون أي اعتبارات. وعلى رغم أن هذه الشخصية محاطة بالغموض، أحبه البعض لـ«حسه الكوميدي الطريف»، واعتبروه «أطيب شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي»، معتبرين انه «لا يسيء أو يشتم، وليس لديه خلافات مع أحد، وهدفه إسعاد متابعيه فقط». وتناقل محبي «القصيمي» قبل أشهر خبر تعرضه إلى أزمة قلبية، دخل إثرها العناية المركزة في مستشفى الملك فهد التخصصي في مدينة بريدة، وتفاعل مع الخبر محبوه عبر وسم حمل اسمه، داعين له بالشفاء العاجل. «القصيمي» ليس الوحيد من محبي الشهرة، إذ يرى البعض أن هناك الكثيرين ممن أداروا ظهورهم إلى عادات المجتمع وتقاليده في سبيل الوصول إلى الشهرة، وأصبح الأمر يتكرر بشكل شبه يومي على مواقع التواصل، ما يثير مخاوف البعض من ظهور جيل مهووس بحب الظهور والأضواء. وتظهر تسجيلات على هذه المواقع مشاركة البعض تفاصيل حياته اليومية «من غير داعٍ»، تبدأ بالاستيقاظ من النوم، وتصوير وجبة الفطور، والتنقلات المختلفة بين المنزل والعمل والمطعم وغيرها، ما لا يهم المشاهد، وسط عدم مراعاة الخصوصية. ولعل التطبيق الأحدث على الشبكات الاجتماعية «سناب شات»، جعل الأرض خصبة لكثيرين ممن يطاردهم هاجس الشهرة، فأبرز شخصيات أصبحت نجوماً في وقت قياسي، وفاقت نجومية مشاهير الإعلام والفن. واستغل هؤلاء شهرتهم في كسب المال، من خلال جذب المتابعين لعرض منتجات مختلفة عبر حساباتهم للترويج لها في مقابل مردود مادي، أو المشاركة في بعض الفاعليات والحضور خلال افتتاح المراكز والمحال التجارية.
مشاركة :