لا تصدق أن النداءات بالحفاظ على الذوق العام هي مثالية زائفة، أو تضييق على حريات الناس واختياراتهم وقراراتهم، حتى في نيويورك ولندن هناك "ذوق عام" تتم المحافظة عليه بقوة القانون! خذ مثلا أن الفتاة هناك لا تستطيع الخروج من مسبح الفندق نحو الاستقبال بـ"المايوه".. يفترض أن ترتدي ملابس محتشمة -تبعا للعرف المحلي- ثم تستطيع التجول في مرافق الفندق! هناك ذوق عام وبروتوكولات متعارف عليها لا يُقبل المساس بها. بشكل مختصر: في أكثر دول العالم انفتاحا يتقيد الناس بآداب عامة.. يدركون معنى الذوق العام والتقيد بأدبيات وآداب التعامل مع الغير.. يحافظون عليه.. ثمة اتفاق تام على الجمال والقبح تبعا لأعرافهم وثقافاتهم. قبل أيام لفت نظري شاب يصعد إلى الطائرة في أحد مطاراتنا، بلباس البيت -ما يُعرف في مجتمعنا بثوب النوم- فإن افترضنا جهل هذا الشاب بالآداب العامة، أو محاولته القفز عليها، فكيف يسمح له أساسا بدخول المطار، ومن ثم دخول الصالات، وصولا إلى كونترات إنهاء إجراءات السفر، والمرور بعدد من البوابات، وهو بهذه الصورة المقززة! من هنا؛ حينما نتحدث عن ضرورة الحفاظ على الذوق العام في بلادنا تبعا للأعراف المحلية فهذا أمر مشروع.. أبدا لا يضحك عليك أحد ويوهمك بالتخلي عن الحفاظ على الذوق العام بأي حجة كانت.. إن مارست الصمت تجاه من يرتدي "ثوب النوم" ستشاهد من يتجول في المطار "بالسروال والفنيلة"! الذوق أن تتقيد بأعراف المجتمع.. تراعي مشاعر الآخرين.. هذا ينعكس على حضارة ورقي ووعي المجتمع بشكل عام.. فإن لم يمتلك هؤلاء رادعا أخلاقيا يمنعهم ويهذب أخلاقهم.. فالقانون يؤدبهم ويؤدب غيرهم.
مشاركة :