عزت العلايلي: فنان بروح طفل يشق طريقه بثبات بقلم: عبدالمجيد دقنيش

  • 1/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

النجم المصري عزت العلايلي أن السينما تمثل ظل المجتمع على الأرض، فهي تعكس الواقع بسلبياته وإيجابياته وفق رؤية كاتب الفيلم أو مخرجه للمجتمع، ومن المعيب تجاهل دور السينما في مجتمعات تعيش تناقضات متعددة، حيث يكون للفن السابع الريادة في تحليل الأوضاع ونقدها. وعن السينما، يقول النجم المصري “نحن في حاجة دائمة لهذا الفن النبيل والجميل، السينما هي التعبير الصادق عن أيّ مجتمع، فهي تمثل المرآة الناقلة لواقعها السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والفلسفي، إذ نظل دائما في حاجة ملحة كي نرى ونعرف وجهة نظرنا من خلال الصورة، التي هي أبلغ دليل وشاهد على العصر والزمان والأحداث الكبرى”. وفي سؤال لـ”العرب” حول أين يجد العلايلي نفسه أكثر بين ثلاث: الدراما والسينما والمسرح، يجيب “لا أستطيع التفريق بين هذه وتلك، لأنّ كل التعبيرات الفنية صعبة وتتطلب مسؤولية كبيرة، وأنا مثلا حينما أنخرط في عمل سينمائي أعطيه كل وقتي وتفكيري وأعود إلى البيت مرهقا، ولا أستطيع القيام بأيّ عمل فني آخر، التصوير في السينما متعب جدا، حيث يقع الخلط في أجزاء التصوير فتصور مشاهد أخيرة ثم تعود إلى البداية وغيرها.. فيصبح الممثل عبارة عن حاسوب يبرمج من قبل المخرج، وهذا ينطبق ولو بشكل مختلف قليلا على المسرح والتلفزيون”. وعن الدور الذي يحلم بتجسيده، يقول “سعيت في كل أعمالي التي قدمتها والتي أود تقديمها أن أعكس صورة الإنسان المصري في كل تناقضاته وتحدياته، وقد جسدت عدة أدوار تؤرخ لحرب أكتوبر 1973، ورصدت كيف حقق الإنسان المصري هذا النجاح كوريث للعالم العربي واستقلاليته، والتطرق إلى علاقة مصر بالوطن العربي آنذاك، مثل هذه الأدوار أحبها كثيرا، وأختارها دون تفكير”. أما اليوم، يقول ضيفنا “لا أبالغ حين أقول إنه بعد ما عاشته مصر والمنطقة العربية عموما في ظل ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، فإني أطمح لتجسيد أكثر من 300 دور، كي يتسنى لي المساهمة ولو بجزء بسيط في التأريخ لهذه الفترة المهمة من تاريخ مصر والوطن العربي”. نحن والآخر لا يتفق عزت العلايلي مع رأي المخرج الراحل مصطفى العقاد القائل بأن “معركتنا مع الغرب معركة إعلام”، معتبرا أن هذا الرأي فيه الكثير من المبالغة، ويبرر بقوله “لأننا في الوطن العربي نملك مفكرين ومثقفين وإعلاميين كبارا رغم اختلاط الحابل بالنابل في الفترة الأخيرة، العالم العربي، بكل صدق، يملك عظماء في الإعلام والفن والثقافة، لكن التقنيات التكنولوجية لدى الغرب تلعب دورا مهما في ارتقاء من يمتلكها”. ويضيف “صحيح أن الإعلام روح وفكر قبل أن يكون جهاز تقنيا أو حاسوبا ومحامل تكنولوجية، ولكن تبقى دقة وسرعة تدفق المعلومات بمساعدة التكنولوجيا هي التي تحدث الفارق”. أطمح لتجسيد أكثر من 300 دور وعن صورة العربي لدى الآخر، والتي ظلت على امتداد عقود نمطية ومهتزة، يرى العلايلي أن العرب قادرون على محاربة هذه الصورة النمطية المهتزة بالفكر والعقل، حيث باستطاعتهم إبداع أدب وفن وثقافة أحسن من أيّ كائن في هذا العالم. ويضيف “أنا أعتبر نفسي مثلي مثل الإنسان الغربي، رغم تفوقه تكنولوجيا واتصاليا، إلاّ أننا نتفوق عليه بتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا، وهذا ما يجب أن نزرعه في أبنائنا وأجيالنا القادمة حتى يفتخروا بأنفسهم”. لعزت العلايلي رأي في مدى قدرة الثورات العربية على تحقيق أهدافها، معتبرا أن نجاحها يتطلب زمنا طويلا، إذ لا يمكن أن تنجح أيّ ثورة بين عشية وضحاها، فالتغيير يتطلب وقتا وجهدا، وللثورات العربية إيجابياتها وسلبياتها، مشددا بالقول “في هذه الحياة ليس هناك شيء سهل يحقق نتائجه بسرعة”. وعن تقييمه للتجربة التونسية، يقول “التجربة التونسية مثلما هو معلوم تمرّ من حالة إلى حالة، واليوم ليس بالغد، وغدا ليس اليوم، وهناك أمور لا تحدث فجأة، إذ أن التغيير يجب أن يطال المجتمع برمّته لا فردا بعينه، فجميعنا نعمل معا على بناء مجتمع جديد ناضج وواع، وهذا طبعا يتطلب منا الصبر والجلد”. ويختم عزت العلايلي حواره مع “العرب” مجيبا عن سؤالنا حول الأنماط الموسيقية التي يستمع إليها وهو في بيته ساعات الراحة من العمل، فيقول “أستمع إلى كل الأنماط الموسيقية الجميلة، ولكن أستمع خاصة إلى عبدالحليم وأم كلثوم وفائزة أحمد وفريد الأطرش ولطفي بوشناق وصابر الرباعي الذي أعتبره فنانا متمكنا، كما أستمع لغيرهم، ولكلّ فنان قوامه ومميزاته ومع ذلك إن خيرتني فسأختار أم كلثوم في كل أغانيها، وخاصة الأغنية التي تتغنى بمصر “وقف الخلق”، وهي من كلمات حافظ إبراهيم وتقول بعض أبياتها: وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي/وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي/أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي/إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي ومجدي/أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي. كاتب من تونس :: اقرأ أيضاً سلافوي جيجك: أكتب بتلقائية مع أنني لا أحب الكتابة كبوة الآباء ونهوض الأبناء: الجديد تفتتح عامها الثالث ياسين عدنان وروايته المغامرة هوت ماروك مولانا فيلم يواجه التطرف الديني بخطاب الاعتدال

مشاركة :