الشارقة:علاء الدين محمود كان موعداً مع دهشة سحر الكلام ولغة البيان أمس الأول في قصر الثقافة بالشارقة في آخر أمسية من أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الخامسة عشرة، بمشاركة 5 مبدعين هم: إيمان عبد الهادي الأردن، وحسين القباحي مصر، ود. طلال الجنيبي الإمارات، ومحمد عبد الباري السودان، وإبراهيم محمد إبراهيم الإمارات، وشهدت الأمسية حضوراً كثيفاً ، تقدّمه محمد البريكي مدير بيت الشعر، وسفير جمهورية السودان لدى الإمارات محمد عبد العظيم الصادق، في ليلة مختلفة قدّمها باقتدار السعودي مفرح الشقيقي. بدأت الأمسية بلغة أنيقة ، الأردنية إيمان عبد الهادي، ونثرت نصوصاً تحمل مضامين فلسفية: ورثت الضوء عن مصباح جدي لذلك حلكة ستجيءُ بعدي ولم يك في سراج الضوء زيتٌ ولكن الأصابع ذات وقد ستأتي من سماء الغيب كفٌ وتوثق في خيال الريح قصدي وقدّم حسين القباحي نصوصاً بديعة إذ يقول: تمدين قبل انطفائك بعضا من الملح يقتات منه الفؤاد أبحر فيه إلى أول النبع استر عند انطفائي كل الذي تكشفين وأمتد ما بين نصفي ونصفي أزاوج ما بيننا والبلاد. وقرأ محمد عبد الباري شعراً محلّقاً في فضاء صوفي عميق، لتعبر الكلمات عنده عن اتساع الرؤية والكشف، من خلال نصوصه شكلٌ أول للوجدِ، والحمامة والأصدقاء وفيه يقول: سالوا ولا ماءَ لا مرآة وانعكسوا وباسمهم في الأعالي صلصل الجرسُ وكلما فتنت بالريح أنفسهم تقمصوا فكرة الأشجار وانغمسوا وقدم طلال الجنيبي قصائد تفاعل معها الحاضرون، خاصة مع مقدرته على الانتقال الحر الخفيف ما بين الشعر التقليدي والحر: يا مساء الورد هل حل الهناء كم ترى قد مر عشق من هنا يا مساء الورد يا زهر الشعور يا سروراً صار عنواني أنا يا حبورا ينتشي منه الحبور يا ضياء قد لاح مع برق السناء وعن شهداء رسل الإنسانية في الإمارات يقول: يا وسام الفخر في صدر الوطن يا ملاذ الروح يا روح الشهيد قد علوتِ فوق أطياف الفتن ومنحت الأرض إحساساً مجيد قد رويت بالدماء عشقا سكن في شرايين الفداء عبر الوريد أنت إحساس مضى عبر الزمن رسخ العشق بإدراكٍ جديد بدوره قرأ إبراهيم محمد إبراهيم صاحب المفردة المنفتحة على الدهشة نصاً واحداً من ديوانه الجديد ما بعد فساد الملح، بعنوان سفر القرية: أوسعُ ما في الكونِ يضيقُ إذا انفَتَحَ القلبُ لها ولَها يسهو.. فتفِرّ الأيامُ خِفافاً من بينِ يديهِ ويكبو.. مثلَ حُروفِ العِشقِ على شفتيهِ إنْ فَزَّ لِيُدرِكَ ما فاتَ، إذا انْتبها. أسكرَهُ المَدّ الهَمَجِيّ بِبَحرِ الّليلِ مضى في غيبوبتِهِ، يتحرّى آثارَ أولي العزمِ من الأصحابِ، يُنادي: يا أهلَ القريةِ.. يرتَدَُّ صدى النّخوةِ: يا أهلَ القريةِ.. ثُمّ يعودُ بِعُكّازِ الوقتِ الضّائِعِ، ينبُشُ قبرَ التاريخِ، يُفتّشُ عن ضِلعٍ لمْ تأْكُلْهُ الأرضُ.. يُسِرّ إلى دودِ الأرضِ بما فَقُها تسألُهُ، من تعرِفُ أسرارَ عجينتِهِ الرّفْقَ بهذا الطّينِ المُنْهَكِ، في دربٍ تتشظّى في الليلِ دُروباً.. تسألُهُ الرّفقَ بِطينتِها الحيّةِ، تسألُهُ النّومَ على رُكبتِها، حتى ينبُتَ في خدّيها النّرجِسُ في الصّبحِ.. وشهدت الأمسية توقيع ديوان شجرُ الملامح للشاعر أحمد الأخرس، الذي شارك بنصين من الديوان في الأمسية التي ختمت بتكريم محمد البريكي مدير بيت الشعر لشعراء الأمسية.
مشاركة :