تتوفر الكثير من العلاجات لسرطان الثدي، ولكن تبقى المقاومة لها هي المشكلة التي تواجه العلاج، حيث تصبح الخلايا السرطانية غير حساسة للعلاج ولا تستجيب له، لذلك تجرى الدراسات والأبحاث للتوصل إلى حل لتلك المشكلة ، ووجد أن مزج بعض العلاجات مع بعضها يمكن أن يقوم بالمهمة. قام - بناء على دراسات حول شبكة الإشارات الخلوية التي يغيرها العلاج- تحليل شمل 64 زوجاً من الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي، وهي علاجات نصفها مستخدم حالياً بينما النصف الآخر في مرحلة التجارب السريرية، وتمكن نتيجة ذلك الباحثون من معهد بحوث الطب الحيوي في برشلونة من التعرف إلى 10 منها يمكن أن تسهم في علاج المرض، وتم اختبار تأثير 7 منها في خلايا سرطانية بالمختبر، ووجد أن المعدل المرتفع من التآزر(التأثير المشترك الذي يفوق تأثير كل على حدة) وواحد من تلك العلاجات المدمجة تم التحقق من صحته من خلال التجربة على الفئران، وأسفرت النتائج عن أن مزج اثنين من العلاجات المستخدمة للمرض عزز بدرجة كبيرة التأثير المضاد للورم لكل من العلاجين ونشرت النتائج بمجلة أبحاث السرطان نسخة الشبكة العنكبوتية، ويقول الباحثون إن 70% من العلاجات المدمجة مع بعضها يكون التآزر للعلاجين المدمجين أكثر بكثير من تأثير العلاج الواحد ويمكن الحصول على ذلك التأثير بواسطة جرعة صغيرة ومن خلال اختبار دمج علاجين معينين على الفئران وجد أن الورم ضمر بنسبة 60% بينما تأثير كل علاج على حدة يمنع فقط نمو أورام جديدة، وأكثر من ذلك وجد أن مزج الجرعات وبكميات أقل يمكن أن يؤدي مفعولاً أفضل وهو أمر مهم لأن العلاجات سامة وتستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية، وإن كان استخدامها بجرعة أقل يمكن أن يؤدي الفاعلية ذاتها للعلاج الكيماوي فإن ذلك ميزة كبيرة لتقليل الآثار الجانبية التي يعانيها المريض كما يقلل من المقاومة أو يؤخرها، وتنشأ المقاومة عندما تبدأ الخلية السرطانية تتعلم كيف تتهرب من العلاج وذلك بواسطة نشوء تغيرات وراثية عشوائية بها، وإن نجحت تلك العلاجات الممزوجة فإن ذلك يجنب المريض الكثير من الآثار الجانبية.
مشاركة :