حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، معتبرًا تلك الخطوة ضربة قاتلة ومنهية لعملية السلام مع الجانب الاسرائيلي. وذهب الرئيس الفلسطيني الى حد التهديد الصريح والمباشر بسحب الاعتراف بإسرائيل، كأحد الخيارات المطروحة أمام القيادة الفلسطينية، في حال نفذ دونالد ترامب كلامه بنقل السفارة الى القدس. تصريحات عباس جاءت على هامش مشاركته في مؤتمر باريس الدولي للسلام، الذي يعقد في فرنسا بمشاركة نحو سبعين دولة ومقاطعة اسرائيل له، حيث وصفت إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المؤتمر بالعبثي، فيما تعول القيادة الفلسطينية على هذا المؤتمر واصفة إياه بالفرصة الأخيرة لاحلال السلام بين الجانبين. حركة فتح التي يترأسها عباس هددت أيضا بما أطلقت عليه فتح أبواب الجحيم في المنطقة والعالم برمته، حال قامت الولايات المتحدة الامريكية بنقل سفارتها الى القدس. جاء ذلك على لسام الناطق باسم الحركة، أسامة القواسمي، الذي أكد ان الخطوة الأمريكية ستهدد استقرار المنطقة برمتها، معتبراً القدس الشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية على حد قوله، وهي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 67، وتخضع للقوانين الدولية ذات الصِّلة أهمها القرار 2334. التطورات هذه تأتي مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيساً جديداً للولايات المتحدة خلفاً لباراك أوباما الذي فشلت ادارته طوال فترة حكمه في التوصل الى حل نهائي يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة واحدة. ونصبت الإدراة الامريكية نفسها منذ سنين كالراعي الرئيسي والأساسي لعملية السلام بين الجانبين، لكن النتيجة على الأرض كان عنوانها الفشل تلوالآخر، ما دفع دولاً أوروبية للتدخل بثقلها في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين والتوصل لاتفاق سلام نهائي، يعيد للفلسطينيين جزءاً ولو بسيطاً من حقوقهم التي يقر العالم بشرعيتها. في المقابل يستمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التمسك بخيار المفاوضات والحل السلمي مع الجانب الإسرائيلي رغم عدم حصول اَي تقدم ملموس على الأرض منذ اكثر من عشرين عاماً، وهو ما عرض عباس للمزيد من الانتقادات من قبل شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني، تتهمه بعدم القدرة على تحقيق إنجازات واقعية تعود بالإيجاب على حياة الفلسطينين، واصفة تحركاته وانجازاته بالرمزية فقط ولا تعدوا إدارة للصراع وليس إدارة لحله. في المقابل يتسائل كثيرون ماذا يملك القادة الفلسطينيون والعرب سوى التهديد و الاستنكار والتلويح بقرارات ليس لها مكان الا عبر وسائل الاعلام.
مشاركة :