قالت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إن أفغانستان صارت ساحة جديدة ضمن ساحات المعارك الأميركية الروسية بعد سوريا وأوكرانيا، حيث عملت موسكو على إضعاف المصالح الأميركية ومشكلة عدة تحديات لم يتوقعها الأميركيون في تلك المنطقة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأميركي المقبل ترمب ينبغي له أن يعي توجه روسيا الجديد في أفغانستان فيما يتعلق بالتهديدات التي تشكلها، خاصة أن ثمة ما يدعو واشنطن للقلق بعد استضافة موسكو لحوار ثلاثي ضم أيضاً بكين وإسلام آباد، وفيه أيضا تجاهل الروس توجيه دعوات لكابل وواشنطن ونيودلهي، التي كانت حتى وقت قريب حليفا تاريخيا لروسيا، لكنها الآن تجر أقدامها باتجاه أميركا. ولفتت المجلة إلى أن الحوار الروسي-الصيني-الباكستاني جاء ضمن سلسلة جهود دبلوماسية لفتح قنوات حوار مع إسلام آباد وحركة طالبان، في خطوة تبين هجر روسيا لسياستها القديمة تجاه المنطقة. ولفتت المجلة إلى أن علاقات موسكو ساءت مع واشنطن عام 2014 بعد احتلال جزء من أوكرانيا، وهو العام ذاته الذي شهد خفض أميركا قواتها بأفغانستان دون أن تقضي على تمرد حركة طالبان، التي انتعشت قوتها من جديد، ليس هذا فقط، بل أيضا صار لتنظيم الدولة موطئ قدم هناك، تخشى موسكو أن تستغله الجماعة المتطرفة لنسج شبكات في آسيا الوسطى ومنها لتضرب قلب روسيا. هذه الأوضاع، تابعت المجلة، دفعت موسكو لتكثيف تواصلها مع حركة طالبان، الذي بدأ عام 2007، لكنه شهد صعودا كبيرا فقط العام الماضي أي عام 2016، وسط احتمالات غير مؤكدة بأن الروس بدؤوا في إمداد طالبان ببعض الدعم المادي، كما أن موسكو لا تخفي رغبتها في التوسط لعقد سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية. تقول المجلة إن روسيا تبدى قلقا واضحا تجاه تنظيم الدولة وتجارة المخدرات، وهو قلق يتزامن مع مخاوف روسيا من الوجود العسكري الأميركي طويل الأمد في أفغانستان، حيث تساءل سفير موسكو فيها عما تريده الولايات المتحدة من وراء بناء عدد كبير من القواعد العسكرية. واعتبرت المجلة أن خفض أميركا لقواتها في أفغانستان من 100 ألف إلى 10 آلاف لم يقض على نفوذها تماما، لكن موسكو يمكن أن تقدم دعما عسكريا لطالبان لكي ترفع عدد قتلى الجنود الأميركيين بحيث يصير الوجود العسكري الأميركي هناك مكلف سياسيا ما يضطر صناع القرار في واشنطن لسحب كامل قواتهم. من ضمن السيناريوهات المتطرفة التي طرحتها المجلة هو أن تنشئ روسيا إلى جانب الصين وباكستان كتلة سياسية وعسكرية بديلة عن التحالف الأميركي، وتكون مهمة الكتلة إيجاد تسوية سياسية أوسع نطاقا للأزمة هناك.;
مشاركة :