إبراهيم الجنيبي: ألحاني يجب أن تحمل بصمة من وطني

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حوار:علي داوود الموهبة والرغبة من عوامل النجاح، فالناجح يرى نفسه في مكان يختاره بناءً على حبه له، هذا ما قاله لنا الفنان الشاب إبراهيم الجنيبي، الذي كان مولعاً بالموسيقى منذ الصغر، خصوصاً حين برزت موهبته في العزف على آلة الأورغ، إضافة إلى تفوقه في المدرسة في حصة الموسيقى والعزف على الأوكورديون. طوّر الجنيبي موهبته بالاجتهاد والمثابرة، وأصبح من شباب الوطن المبدعين المعروفين الذين يشار إليهم بالبنان، خصوصاً في مجال التأليف والمعزوفات المنفردة على آلة البيانو، عندما تراه يبدع ويبحر بأسلوبه الخاص. عن بداياته ومعزوفاته كان هذا الحوار. كيف كانت بداياتك وتجربتك الفنية؟ ــ كنت مولعاً بالموسيقى منذ الصغر، وبرزت موهبتي للجميع بعد أن استطعت العزف على آلة الأورغ بمفردي، إضافة لتفوقي في المدرسة في حصة الموسيقى والعزف على آلة الأوكورديون. كانت بدايتي في عزف الأغاني العربية على آلة الأورغ، وبعد أن تمكنت من العزف على هذه الأخيرة، انتقلت إلى مجال آخر وهو الأعمال الكلاسيكية الصغيرة، حيث وجدت التنوع الكبير، وهذا ما جذبني أكثر وجعلني أبحث وأتعمق في هذا المجال، إلى أن قررت الانتقال من العزف على الأورغ إلى البيانو، وهنا زاد الشغف وتعمقت أكثر، حين تعرفت إلى عباقرة الموسيقى والاستماع إلى أعمالهم، بالتزامن مع تعلقي بالأعمال العربية الكلاسيكية الذي كان قائماً، فكنت أحول بعض الأغاني العربية إلى معزوفات منفردة على البيانو بأسلوبي الخاص. وهكذا كنت أتنقل بين الاستماع إلى أعمال كبار الغناء العربي تارة، وإلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية تارة أخرى. وفي كل مرة أتفاجأ بتحديات جديدة وتنوع كبير في الألحان، وتقنيات مختلفة، وأفكار عبقرية وبمئات المقاطع الموسيقية المذهلة، فتمكنت من إتقان عزف مقطوعات كلاسيكية من عصر الباروك، مروراً بالعصر الكلاسيكي والرومانسي. والتحقت بعد ذلك ببعض المعاهد الموسيقية في الإمارات للتخصص في البيانو، ودرست في مصر بمعهد الموسيقى العالي، كما تلقيت دروساً خاصة مكثفة في ألمانيا، وشاركت في دورة تدريبية بجمهورية التشيك، وحضرت بعضاً من دروس الماستر في بولاندا. ومتى بدأت التأليف الموسيقي؟ ــ منذ الطفولة، كنت عندما أستمع إلى لحن أحاول أن أضيف إليه لمسات أخرى، خصوصاً مع الألحان ذات التكرار، وأكرر ذلك اللحن بطريقة حزينة وأجربه بطريقة مرحة على مقامات وسلم موسيقي مختلف وطبقات مختلفة، ومع تكرار سماعها أبدأ التمييز بين الأصوات الخلفية والأصوات الأساسية وجمال انسجام الأصوات، فكنت أؤلف مقاطع وأضيف أخرى على بعض الأغاني. هل التجربة كانت بالصدفة، أم ناجمة عن رغبة؟ ــ تختلف المجالات والتخصصات في الموسيقى، وأفضلهم من يتجه إلى ما يرغب فيه، فالناجح هو من يرى نفسه في مكان يختاره بناءً على حبه له. بمن تأثرت في المدرسة الموسيقية؟ ــ أنا إنسان منفتح موسيقياً لا أحب أن أتقيد بشيء؛ لذلك أستمع إلى كل شيء، وبالنسبة للموسيقيين فأحياناً أتعمق وأستمع لموسيقي معين وأحياناً لنوع ما، ودائماً أتعلم من الموسيقيين. لا أحب أن أحصر نفسي في مؤلف معين أو نوع واحد؛ بل أستمع إلى كل ما هو جميل من كل موسيقى العالم، فأحياناً أحتاج إلى موسيقى هادئة، وأحياناً عكس ذلك، وهكذا بحسب الأجواء، ولكن إذا سألتني عن أفضل موسيقار من المؤلفين الكبار بالنسبة لي، فأفضل موسيقي هو يوهان سبيستيان باخ. هل التأليف والتلحين مدرسة واحدة؟ ــ نعم ولكنه ينقسم إلى أفرع، فالتلحين يكون حين تعطيني كلمات وألحنها منطلقاً من معاني الكلمات وإيقاعها الشعري، فمعاني الكلمات أحياناً تجبرني على اختيار نوع اللحن، هل سيكون حزيناً أم سعيداً، هذا على سبيل المثال. أما التأليف فهو أن تخلق لحناً دون قاعدة لكن بشروط ونظام معين، أو متحرر من كل القيود. كلهم يعتبرون بنفس المجال مع وجود بعض الاختلاف، ولايقلل هذا الشيء من أهمية أي منهما. أما بالنسبة إلى ألحاني فأنا دائماً حر، ألحن دون قيود كما كان يقول الموسيقار باخ؛ لذلك أعزف كل ما أراه مناسباً، حتى إن كانت بعض المقاطع غير تقليدية، فأنا أحاول أن أفاجئ المستمع أحياناً، وفي نفس الوقت أحاول أن أكون مع توقعات المستمع فالمفاجآت ربما تكون صعبة التقبل على البعض، وفي النهاية أحاول أن أرضي الجميع. كيف تختار عناوين المقطوعات؟ ـــ الاختيار ليس سهلاً، فالخيال أساس التلحين، فقد يكون صعباً عليّ إيجاد اسم لما أحاول أن أوصله للمستمع. فالأسماء لها دور كبير في تسويق الألحان، وغالباً ما أكون محتاراً في إيجاد أسماء مناسبة. كل مقطوعة تختلف عن الأخرى، ففيها ما ألهمني اسماً بسهولة، ومنها ما لم أستطع أن أترجمه إلى كلمات إلا بعد عناء. جوائز نلتها وأخرى تطمح لها؟ ــ حصلت على المركز الأول في مسابقة شوبان الدولية، كأفضل أداء وإحساس سنة 2010، كما كنت فرداً من الفريق الفائز بمسابقة شوبان الدولية في الكويت، وهو الفريق الإماراتي، إضافة إلى جائزة التميز في نفس المسابقة، وشهادات تقديرية من جهات عدة. أما بالنسبة للجوائز والألقاب التي أطمح إليها، فمنها الفوز بقلوب المستمعين، وبقاعدة جماهيرية تستطعم الموسيقى الكلاسيكية، فليس هنالك جائزة أجمل من متلقٍ يقدر ما يقدمه المؤلف له.

مشاركة :