عشرات القتلى في أكبر هجوم لـ «داعش» على دير الزور

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شنّ تنظيم «داعش» هجوماً ضخماً كان يجري التحضير له منذ أسابيع في مدينة دير الزور، شرق سورية، وحقق تقدماً ضد القوات النظامية، وسط معلومات عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وفي حين يبدو أن هدف «داعش» إكمال سيطرته على شرق سورية بإخراج القوات الحكومية من آخر نقطة تواجد لها في مدينة دير الزور ومطارها العسكري القريب، شن الجيش النظامي هجوماً مفاجئاً قرب مطار «التيفور» في ريف حمص الشرقي، في أوسع هجوم معاكس ضد «داعش» منذ نجاحه في السيطرة على مدينة تدمر وكامل منشآت النفط والغاز الإستراتيجية في شرق حمص في أواخر العام الماضي. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس إن ما لا يقل عن 12 عنصراً من القوات النظامية و20 عنصراً من «داعش» قتلوا السبت في اشتباكات أعقبت هجوماً شنّه التنظيم على مدينة دير الزور، هو الأعنف منذ سيطرته على أجزاء واسعة من المدينة وحصاره بقية الأحياء التي بقيت في أيدي الحكومة قبل عامين. وأشار «المرصد» في تقرير عن هذا الهجوم إلى أن طائرات حربية استهدفت أحياء في مدينة دير الزور بالصواريخ، في وقت كان عناصر التنظيم يشنون هجومهم فجراً ضد مواقع القوات الحكومية. وتحدث عن «معارك عنيفة» تدور بين عناصر التنظيم، من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين، من جهة أخرى، في أحياء الجبيلة والرشدية والصناعة والموظفين والعمال والرصافة والبغيلية «بالتزامن مع معارك عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري ومحيط اللواء 137، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين». وأوضح «المرصد» أن التنظيم «تمكن من تحقيق تقدم في منطقة المقابر ومحيط المطار مع استهداف مكثف من الطيران لهاتين المنطقتين»، مشيراً إلى أن ناشطيه رصدوا «وصول 6 سيارات إسعاف تحمل قتلى وجرحى من عناصر التنظيم إلى مستشفى بمدينة الميادين، مقبلة من مدينة دير الزور». وأكد «الإعلام الحربي» التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية، حليفة دمشق، إن الجيش السوري يصد هجمات المتشددين على طول الخطوط الأمامية بما في ذلك شرق المدينة وحول مطارها العسكري. أما التلفزيون السوري فذكر أن قصف «داعش» أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وأصاب 9 في مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة. ويسيطر «داعش» على معظم أنحاء محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بما في ذلك أكثر من نصف المدينة ويحاصر المناطق التي لا تزال الحكومة تسيطر عليها بالمدينة منذ قرابة عامين. وتلقي القوات الحكومية السورية وحليفتها روسيا المساعدات جواً في شكل منتظم على المنطقة المحاصرة التي يعيش فيها نحو 200 ألف شخص يفتقرون إلى الغذاء والدواء، وفق ما أشارت وكالة «رويترز». وتربط محافظة دير الزور مدينة الرقة السورية، معقل «داعش»، بالأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق. وكان «المرصد السوري» أورد الأحد الماضي أن «داعش» عمد إلى إدخال «كميات كبيرة من النفط الخام والإطارات إلى أحياء يسيطر عليها في دير الزور، حيث جرى توزيعها ... على الساحات والمناطق الخالية في المدينة»، مرجحاً أن يكون التنظيم يحضّر لـ «إضرام النيران في النفط الخام والإطارات» خلال الهجوم الذي يعتزم شنّه على مواقع القوات النظامية في دير الزور ومحيطها. على صعيد آخر، تحدث «المرصد» عن غارات شنتها 4 طائرات قال إنها «أوروبية» تابعة للتحالف الدولي، على معمل الكونسروة المدمر سابقاً والمهجور في مدينة الميادين شرق دير الزور، موضحاً أن المعمل استُهدف بـ 11 غارة متتالية أعقبتها غارة استهدفت آلية لـ «داعش» كانت تحمل رشاشاً ثقيلاً وتحاول استهداف الطائرات بنيران رشاشاتها. وأشار إلى أن الطائرات أطلقت صاروخاً على الآلية فدمرتها وقتلت عنصرين من التنظيم ومدنياً صودف وجوده مع بدء الضربات على المنطقة، بالإضافة إلى إصابة 7 أشخاص آخرين بجروح. ولفت إلى أن طائرات حربية كانت استهدفت في 6 الشهر الجاري حقل العمر النفطي بريف دير الزور، ما أدى إلى تعطل «كل عنفات الغاز وتوقفها عن الضخ، وخروجها عن الخدمة، حيث يحتاج إصلاحها إلى فترة طويلة وإلى ورشات متخصصة، الأمر الذي سيتسبب في استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المحافظة».   معارك حمص وفي محافظة حمص المجاورة، أفاد «المرصد» بأن طائرات حربية شنّت غارات على مناطق في الصوانة ومحيط مدينة تدمر وقريتي التياس والشريفة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفية بين «داعش» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين من طرف آخر، في محاور بمحيط مطار «التيفور» ومحيط المحطة الرابعة، «وسط تقدم» للقوات النظامية واستعادتها نقاطاً في محيط وأطراف قرية التياس القريبة من المطار. وأوضح أن النظام يشن حالياً هجوماً عنيفاً على محاور في محيط الشريفة والتياس ومطار «التيفور» العسكري والمحطة الرابعة بالبادية الغربية لتدمر «في محاولة لاستعادة السيطرة على ما خسره منذ أكثر من شهر». وكان «داعش» نفّذ في 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً عنيفاً على منطقة تدمر والحقول النفطية والمواقع الأثرية والمنشآت القريبة منها، في الريف الشرقي لحمص، «بعد وصول تعزيزات قادمة من العراق ومؤلفة من نحو 300 عنصر وقيادي ميداني»، وفق ما أورد «المرصد» الذي قال إن هذه التعزيزات «أرسلتها قيادة التنظيم بعد اجتماع ضم قائد «جيوش الشام» مع أبي بكر البغدادي ووزير الحرب في التنظيم واللذين أكدا لقائد «جيوش الشام» أن التعزيزات ستكون مستمرة ومتلاحقة من الآن وصاعداً، بعد شرح الأخير الأوضاع العسكرية السيئة لمقاتلي وعناصر التنظيم على الجبهات» حيث يخوض «داعش» قتالاً ضد قوات «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي و «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية، إضافة إلى القتال ضد القوات الحكومية السورية.

مشاركة :