مصدر الصورة Getty Images خلصت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أكثر عرضة للسكتات الدماغية، بعد العمليات الجراحية. وبحث فريق الدراسة، الذي شارك فيه باحثون من كل من الولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا، سجلات نحو 125 ألف مريض، خضعوا لعمليات جراحية في مستشفى ماساتشوستس العام ومستشفيين جامعيين آخرين، ما بين عامي 2007 و2014. ومن بين هذا العدد عاني 771 شخصا، أو ما يوازي 0.6 في المئة، من سكتة دماغية خلال ثلاثين يوما بعد إجراء العملية الجراحية. وكان أكثر من 8 في المئة (10179) ممن خضعوا لعمليات جراحية لهم تاريخ مرضي مع الصداع النصفي، مقارنة مع 11.5 في المئة (89) من بين 771 الذين أصيبوا بسكتة دماغية. وتوصل الباحثون إلى أن خطر الإصابة بسكتة دماغية هو 2.4 من بين كل ألف شخص يخضع لعملية جراحية، بينما رتفع ذلك الرقم إلى 4.3 من بين كل ألف شخص ممن يخضعون لعملية جراحية ولهم تاريخ مرضي مع الصداع النصفي. وكانت الخطورة أكبر بالنسبة لأولئك، الذين يعانون الصداع النصفي مع عرض "أورا"، الذي يوصف بأنه اضطراب في الإدراك الحسي، مثل الشعور برؤية أضواء ساطعة أو علامات تحذيرية أخرى قبل نوبة الصداع. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد توفي نحو 6.7 ملايين شخص حول العالم بالسكتة الدماغية عام 2012، ويعاني الناجون غالبا من إعاقة طويلة المدى. وتحدث السكتة الدماغية حينما ينقطع تدفق الدم إلى منطقة ما في المخ، بسبب تجلط يعوق مساره أو بسبب نقص الدم في الأوعية الدموية، وحينها تحرم خلايا المخ من الأكسجين ومن ثم تموت. ويعد مرض الصداع النصفي أكثر شيوعا بين النساء، ويشعر المريض به بصداع حاد، يرتبط غالبا باضطرابات في الرؤية والحساسية إزاء الأصوات والروائح والضوء، إلى جانب الشعور بالغثيان. وتقول الدراسة إن الصداع النصفي يُرى منذ زمن بعيد على أنه يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكنه لا يزال ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مرض ليس خطيرا. وتعد هذه الدراسة هي الأولى، التي تبحث في ما إذا كان الصداع النصفي يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماعية بعد الخضوع لعمليات جراحية. ويقول فريق الدراسة إن "على الأطباء أن يكونوا على دراية بزيادة هذه المخاطر"، وإن هناك حاجة لمزيد من البحث، في كيفية الوقاية من السكتات الدماغية بعد العمليات الجراحية عند مرضى الصداع النصفي.
مشاركة :