%84 من الكويتيين و%56 من الإيرانيين من أصول عربية

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نشر موقع ناشيونال جيوغرافيك أول خريطة للتاريخ البشري في العالم، وذلك ضمن مشروع كبير لدراسة متعددة السنوات، تقوم على فحص أصول البشر ومنابتهم، ومدى التداخل في الأصول والأعراق البشرية، لتنتهي هذه الدراسة إلى نتائج صادمة على مختلف المستويات، وتُظهر حجم التداخل الكبير ودرجة التجانس بين الأمم والشعوب في مختلف أنحاء الكرة الأرضية. ووفق نتائج الخريطة البشرية التي نشرتها «ناشيونال جيوغرافيك»، فإن كثيراً من الأمم والشعوب تعود أصول نسبة كبيرة من أبنائها إلى أمم وشعوب أخرى، فشعوب عربية كبيرة أصولها ليست عربية، وشعوب وأمم أخرى تعود أصولها إلى آخرين، وهكذا يبدو التداخل في الأصول البشرية كبيرا إلى درجة لافتة تثير الصدمة. واعتمدت الدراسة على تحليل عينات ضخمة من الـ DNA من أجل رسم الخريطة الجينية لسكان كل دولة، أو سكان كل منطقة من العالم، وهو ما استغرق وقتا طويلا، حيث بدأت «ناشيونال جيوغرافيك» مشروع «جينوغرافيك بروجيكت» في عام 2005؛ من أجل التوصل إلى هذه النتائج. أما الأبرز في خريطة التاريخ البشري، فهو إيران، التي تروّج لنفسها على أنها «الأمة الفارسية»، وتتحدث بلغة مميزة، وتحارب من أجل تكريس هويتها وهيمنتها، وإنما هي أمة ذات أصول عربية في أغلبها، حيث تشير تحليلات الــ «دي إن إيه» إلى أن %56 من الإيرانيين من أصول عربية، وأن %24 منهم تعود أصولهم إلى جنوب آسيا، بينما باقي الإيرانيين هم مجرد أقليات من أصول وأعراق ومنابت مختلفة! وبينما تتربع مصر على عرش أكبر الدول العربية، من حيث السكان، فإن الخريطة البشرية والتحليلات العلمية تُثبت بأن أغلب المصريين ليسوا عرباً، حيث خلص مشروع «جينوغرافيك بروجيكت» إلى أن %17 فقط من المصريين أصولهم عربية، أما الآخرون فهم من أصول ومنابت مختلفة وغير عربية، حيث إن الأغلبية (%68) من المصريين تعود أصولهم إلى شمال أفريقيا، بينما أصول %4 منهم يهود، وأصول %3 من آسيا الصغرى، و%3 آخرون من جنوب أوروبا. وفي الكويت، فإن %84 من اصول عربية، و%3 من اصول شرق افريقية و%4 من شمال افريقيا، و%7 من اصول آسيوية. وهذه المرجعية السكانية مبنية على المواطنين الكويتيين الاصليين، وتعكس التنوع الوراثي الهائل للمنطقة الاكبر، كونها مفترق طرق لكثير من المجموعات المهاجرة. فحين هاجر الناس القدماء من افريقيا فقد مروا عبر الشرق الاوسط الى اوراسيا وبقي بعضهم في الشرق الاوسط ومع مرور الزمن، بلوروا انماطا وراثية متفردة. فالمكون العربي الاكبر وجد في سكان الكويت، ويعكس البقايا الجينية لهؤلاء المهاجرين القدماء. اما الاقلية الآسيوية والاوروبية فتمثل التفاعل مع باقي السكان، اما من خلال السكان في الشمال الغربي او من الهجرات عبر منطقة السهوب الى الشمال الشرقي من البلاد. واخيرا، فإن المكون الـ«شمال افريقي» الصغير يعكس القرب النسبي للكويت من افريقيا، وربما زاد هذا المكون بفعل عامل تجارة الرق خلال القرون الماضية. وفي لبنان، فإن %44 من السكان فقط من أصول عربية، أما المفاجأة هناك، فهي أن %14 من الناس أصولهم يهودية، و%10 من آسيا، و%5 من أصول أوروبية. وفي تونس، فإن الوضع أغرب بكثير مما هو عليه في مصر ولبنان، حيث إن العرب في البلاد لا يشكلون سوى %4 فقط من السكان، بينما الغالبية الساحقة (%88) أفارقة. ويبدو أن الأمم المتجانسة ذات الأصول والأعراق التي تعود إلى المكان ذاته قليلة، لكنَّ المفاجأة أن من بين هذه الأمم الأصيلة بريطانيا التي يعتقد الناس أن أغلب سكانها من المهاجرين ذوي الأصول المختلفة، ليتبين أن %69 من سكان بريطانيا هم من الأعراق الأصلية التي استوطنت في بريطانيا العظمى وايرلندا، بينما تعود أصول %12 منهم إلى الدول الإسكندنافية، و%2 فقط من أصول يهودية. وتشكل هذه النتائج صدمة في الوقت الذي تتناحر فيه الشعوب والأمم من أجل الحفاظ على بلدانها، حيث إن التداخل والاشتباك بين هذه الأمم والشعوب يجعل من سكان الكرة الأرضية بأكملها أمة واحدة متداخلة الأصول والأعراق، والمنابت.

مشاركة :