الاستخراج التقليدي لزيت الزيتون يقاوم الإندثار بالمغرب

  • 1/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في بعض مناطق المغرب، الذي يشتهر بإنتاجه لهذا النوع من الزيوت. في منطقة فلاحية وسط المغرب، على بعد أكثر من 400 كلم من العاصمة المغربية الرباط، توجد بلدة "العطاوية"، التي تشتهر بكثافة وجود أشجار الزيتون، وبجودة زيوتها. كما توجد بها معامل تقليدية لاستخراج زيت الزيتون تسمى "معصرة"، أو "مطحنة". على بعد خطوات من مجرى وادي تساوت بالمنطقة اصطفت "مطاحن/ معصرات"، تقليدية خاصة لعصر الزيتون واستخراج الزيوت. فبعد جني الزيتون الذي يبدأ موسمه في منتصف شهر أكتوبر، يحمل المنتوج إلى مثل هذه المعامل لـ "طحنه" و"عصره" لاستخراج زيته. في وسط إحدى هذه "المعصرات"، انتصبت آلة حجرية دائرية كبرى تتوسط صحنا خشبيا كبيرا مرتفعا على الأرض بحوالي المتر. في هذا الصحن الكبير توضع كمية من الزيتون الأخضر والأسود، لينطلق الحجر الكبير في الدوران، لطحن الزيتون. وفيما كان في السابق يتم تدوير هذا الحجر بواسطة الدواب، تم استبدال الدواب بمحرك كهربائي للقيام بالدور نفسه، وهي التقنية الحديثة الوحيدة التي أدخلت على الصيغة التقليدية، كما يحكي، عبد الرحيم مشلوخ صاحب "مطحنة" لزيت الزيتون. لا يكف الحجر عن الدوران إلا بعدما يتقن القائم عليه، أن الزيتون قد طحن وصار مثل العجينة. بعد "طحن" الزيتون يتم حمله إلى آلات أخرى، وضعت على جانب آلة الطحن تسمى "المساور"، حيث يوضع الزيتون في قفف (جمع قفة)، مصنوعة من ألياف الأشجار، وتوضع هذه القفف واحدة فوق أخرى، يتوسطها لولب حديدي يتم إحكامه من طرف عامل في المطحنة، حتى تحتك "المساور" بعضها ببعض، فتبدأ زيت الزيتون في التقطير، فيما بقايا الزيتون تستقر في هذه المساور لإفراغها. بعد تقطير الزيت تتسرب عبر أنبوب وضع أسفل "المساور" ليصل إلى مخزن عبارة عن بئر صغيرة، لتصفية الزيت قبل إفراغها في براميل وتجهيزها للبيع. أما بقايا الزيتون المسماة "الفيتور" فيتم بيعه لشركات كبرى لاستعماله في صناعات أخرى أهمها مواد التجميل. يقول عبد الرحيم مشلوخ، في تصريح للأناضول، من داخل مطحنته، إن "ثمن زيت الزيتون هذا الموسم ارتفع إلى أقصى حد له، بسبب قلة المنتوج"، مشددا على أن "جودة زيت الزيتون هذا الموسم عالية"، وعزا مشلوخ، هذا الارتفاع في ثمن زيت الزيتون والذي وصل إلى 50 درهما للتر واحد (حوالي 5.5 دولار) بسعر الجملة، إلى كثرة الطلب الداخلي والخارجي، وضعف المحصول. وأضاف أن كمية زيت الزيتون خلال هذا الموسم تتراوح بين 16 و 18 لترا، للقنطار (100 كيلوغرام) من الزيتون، في مقابل ما بين 20 و22 لترا للقنطار في الموسم السابق. وتستمر عميلة استخراج زيت الزيتون من شهر أكتوبر إلى شهر فبراير/ شباط. وقال حميد صبري، رئيس الجمعية المغربية لمنتجي الزيتون والاقتصاد في الماء (غير حكومية)، في تصريح للأناضول، إن "هناك طلب كبير على زيت الزيتون المغربية من أسواق عالمية خصوصا روسيا والاتحاد الأوروبي، وفي الآونة الأخيرة في إفريقيا"، مضيفا أن هذا الإقبال، إضافة إلى الطلب الداخلي المتزايد على هذه الزيوت "سيجعل أسعار زيت الزيتون ترتفع بشكل خيالي، تدريجيا". وأضاف حميد صبري، أن "هناك عناية كبيرة بزراعة أشجار الزيتون بالمغرب في السنوات الأخيرة، بدعم من الحكومة، من خلال مخطط المغرب الأخضر (مخطط حكومي للنهوض بالفلاحة والصناعات الفلاحية في المغرب يمتد من 2009 إلى 2020)، والتي من خلالها تم زرع مساحات كبيرة بأشجار الزيتون تقدر بمئات الآلاف من الهكتارات". وتابع صبري، أن الجمعية المغربية لمنتجي الزيتون أشرفت على زراعة حوالي 17 ألف شجرة زيتون في إقليم (محافظة) العطاوية وحده، بدعم من الحكومة المغربية. واعتبر أن هذه القطاع الفلاحي يواجه إكراهات كثيرة على رأسها "تعدد الوسطاء بين الفلاح المنتج وبين الزبون، مما يرفع ثمنه في السوق الوطنية وحتى الدولية". وبلغ محصول الزيتون بالمغرب خلال سنة 2015، حسب إحصاءات رسمية، مليون و300 ألف طن، فيما بلغ إنتاج زيت الزيتون نحو 138 ألف طن. ووضعت المغرب خطة للفترة ما بين 2009 و2020، من أجل زرع مليون و200 ألف شجرة زيتون، من أجل إنتاج 2 مليون و500 ألف طن من الزيتون، بما يتيح توفير 330 ألف طن من زيت الزيتون. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :