تجاهل مؤتمر باريس لـ«حق العودة» يثير حفيظة اللبنانيين

  • 1/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أظهر لبنان الدبلوماسي تشدداً كبيراً في المفاوضات حول مسودّة البيان الختامي لمؤتمر باريس حول عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي انعقد في باريس أمس الأول، وشارك لبنان في هذا الاجتماع عبر القائم بالأعمال في فرنسا غدي الخوري، وكان لافتاً إصدار وزارة الخارجية والمغتربين بياناً يعترض على رفض المؤتمرين (أثناء التفاوض حول مسودّة البيان الختامي) لملاحظات لبنان ومنها تشبثه بمبادرة السلام العربية بمدرجاتها كلها والتي عقدت عام 2002 في بيروت، ورفض التطرق الى قضية اللجوء الفلسطيني. وقد أدى التشدد اللبناني الى إعادة ذكر المبادرة العربية للسلام أثناء تعداد مسائل الحل النهائي بما فيها أزمة اللاجئين من دون أن ينصّ البيان حرفياً على حق العودة الذي طالب به لبنان، وتشير أوساط سياسية لبنانية لـالرياض بأن كل الجهد الدولي لـ75 دولة ومنظمة دولية كان منصباً على إيجاد صيغ خلاقة غير مستفزّة للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وتشير أوساط مواكبة الى أنه لولا التشدد اللبناني لما حصل أي تعديل على صياغة المسودّة الأولى ولم يكن ليذكر موضوع مبادرة السلام العربية. ورحب رئيس الحكومة سعد الحريري في سلسلة تغريدات بالبيان الختامي لمؤتمر الشرق الأوسط في باريس الذي أعاد التأكيد على حل الدولتين للنزاع العربي الاسرائيلي. وقال الحريري: شكراً لفرنسا على تنظيمها مؤتمر الشرق الأوسط وشكراً للرئيس فرانسوا هولاند على موقفه العادل والشجاع، مؤكداً أن لا حل إلا على قاعدة مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت وبإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وشدد الحريري على أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية تهدف الى فرض أمر واقع ينسف أي عملية سلام، مرحباً بتبني بيان باريس الختامي لقرار مجلس الأمن 2334 الذي يدينه. وختم الحريري مؤكدا أن لبنان سيبقى متمسكا بالإجماع العربي وبحقوق اخوانه الفلسطينيين الكاملة، وعلى رأسها حق العودة، وسنبقى مجمعين على رفض التوطين عملاً بدستورنا. من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بيانا جاء فيه: أصر لبنان على إدخال تعديلات تشدد على محورية مبادرة السلام العربية كما وردت في قمة بيروت عام 2002 بجميع مندرجاتها، وعلى ضرورة إدراج حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وهو حق كرسته الصكوك الدولية. وفي خلاصة المناقشات، اعتُمدت صياغة مبهمة عند التطرق إلى موضوع مبادرة السلام العربية تنتقص من شموليتها. أما في ما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فقد جوبه المقترح اللبناني الذي طلب التأكيد عليه، برفضِ البعض له وبتجاهلِ البعض الآخر، حتى وصل الأمر إلى خلو البيان كاملاً من كلمة لاجئين وكأنَّ المجتمعين في حالة إنكار للواقع، إنه واقع مأساوي للفلسطينيين في الشتات وهو واقع ينوء لبنان تحت ثقله منذ سبعين عاماً وهو واقع لا يمكننا تجاهله أو التغاضي عن تجاهل الآخرين له. أضاف البيان: في كل ما سبق أسباب رأتها وزارة الخارجية والمغتربين كافية وموجبة للاعتراض على البيان، حيث لا يمكن بناء سلام مستدام دون شعوب تنعم بأبسط حقوقها، كما أنه لا يمكن بناء سلام شامل وكامل وعادل إن كوفئ المجرم والضحية دون تمييز، كما أنه لا يمكن اعتماد اللجوء إلى سياسة الحوافز لتشجيع طرف على سلوك درب السلام وهو الذي يغتصب حقوق الشعوب ولا يأبه بالقوانين الدولية ويتصرف دون رادع أو خوف من محاسبة أو عقاب.

مشاركة :