أنانية ديميتري باييه تدفع جمهور وستهام لكراهيته

  • 1/17/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لحظات مثل تلك التي رفض فيها نجم وستهام يونايتد اللعب مع الفريق تجعل لاعبي الرياضات الجماعية الأخرى يتعجبون من عدم مراعاة لاعبي كرة القدم لمصلحة فرقهم والاهتمام بمصلحتهم الشخصية في المقام الأول. هناك فقرة في أحد الكتب التي نشرت في الآونة الأخيرة للمدير الفني السابق لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي السير أليكس فيرغسون تبدو كأنها قد أعدت خصيصًا للهجوم على نادي وستهام يونايتد والتقليل من شأنه، وتعكس في نفس الوقت قدرًا لا بأس به من الغرور في شخصية المدير الفني الأسطوري للشياطين الحمر. ركز فيرغسون على ما أطلق عليه اسم «طريقة وستهام»، ولماذا استمر النادي في تطبيق هذه الطريقة رغم أنها لم تنجح في تكوين فريق قادر على بث الرعب في نفس فيرغسون في أي مباراة من المباريات التي لعبها أمام مانشستر يونايتد. وأشار المدير الفني الاسكتلندي إلى أن وستهام لم يفز بأي لقب منذ عام 1980 ويبدو دائمًا في حالة صراع من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، ودائمًا ما يحالفه الحظ عندما يلعب في «أولد ترافورد» حتى لا يخرج بهزيمة ثقيلة. لكن ما هي «طريقة وستهام»، التي أشار إليها فيرغسون، والتي قال بشأنها: «أتمنى أن يوضح لي أي شخص جدوى هذه الطريقة قبل وفاتي»؟ صحيح أن فيرغسون كثيرًا ما يستغل قلمه للهجوم على الآخرين، لكنه في هذا الجزء من الكتاب يبدو كأنه يُشخص ما يحدث في وستهام حاليًا، في ظل حالة الغضب والإحباط التي يشعر بها مسؤولو وجمهور النادي في الوقت الراهن بسبب الوضع المعقد للاعبه ديميتري باييه الذي تمرد على الفريق ويرغب في الرحيل، فيما يمكن أن نصفه بأنه نسخة دقيقة ومثل حي لـ«طريقة وستهام» التي أشار إليها فيرغسون. لقد كان الأسبوع الماضي صعبًا للغاية على كل من له علاقة بوستهام يونايتد بعد تمرد اللاعب الفرنسي الذي كان جمهور النادي يشتاق لرؤية الكرة بين قدميه، لكنه بدأ الآن يصب جام غضبه على باييه الذي غاب عن قائمة الفريق أمام كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بغض النظر عن حاجة الفريق إلى جهوده والأضرار التي لحقت بسمعته كلاعب محترف بعد رفضه اللعب أو التدريب. وهذه هي اللحظات التي تجعل لاعبي الرياضات الجماعية الأخرى يتساءلون لماذا يكون من الصعب للغاية على البعض في كرة القدم إدراك الخط الفاصل بين القواعد العامة للاحتراف وبين التصرفات الفردية غير المسؤولة التي تضع مصلحة الشخص في المقام الأول على حساب أي شيء آخر. في الحقيقة، لا يمكن وصف ما حدث مع باييه على أنه حالة فردية، فهناك أمثلة أخرى، قد تكون خارج الدوري الإنجليزي الممتاز وبتفاصيل مختلفة بعض الشيء عما حدث مع اللاعب الفرنسي، لكنها تلقي الضوء على ما قد يحدث عندما يتلقى لاعب عرضًا من نادٍ آخر بمقابل مادي أعلى من الذي يتقاضاه مع فريقه الحالي، وبالتالي يفكر في التمرد حتى يتم حل المشكلة. ولعل أبرز مثال على ذلك هو اللاعب كريس مارتن، الذي انتقل إلى فولهام على سبيل الإعارة من نادي ديربي كاونتي حتى نهاية الموسم الحالي، لكن اللاعب قرر قطع الإعارة والعودة إلى ناديه وبدأ التمرد على فولهام. صحيح أن اللاعب عاد وشارك في مباراة فولهام أمام بيرنسلي الأسبوع الماضي وسجل هدفًا من ركلة جزاء، لكن هذا لا يغفر له الخطأ الكبير الذي ارتكبه. وكان مارتن قد سجل 7 أهداف خلال 11 مباراة بقميص فولهام، وكان كل شيء على ما يرام، حتى تولى ستيف ماكلارين القيادة الفنية لنادي ديربي كاونتي في أكتوبر (تشرين الأول)، ليعرب عن تعجبه من سماح النادي برحيل مارتن الذي وصفه بأنه أحد أهم المهاجمين بالفريق. وقيل لمارتن قبل احتفالات أعياد الميلاد إن النادي سيوقع عقدًا جديدًا له براتب أكبر كثيرًا، إذا ما عاد إلى ديربي كاونتي. وبناء على ذلك، طلب مارتن من نادي فولهام أن يمنحه القيمة المادية نفسها التي كان سيحصل عليها في حال عودته إلى ديربي كاونتي، وأن تبدأ هذه الزيادة فورًا، وهو ما رفضه النادي، ولذا بدأ اللاعب يتمرد متجاهلاً تفاصيل عقده الذي لا يوجد به بند يسمح له بالعودة لناديه في منتصف الموسم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكلنا نعرف أن هنري لانسبوري مستبعد حاليًا من التشكيلة الأساسية لنادي نوتنغهام فورست بسبب عدم تركيزه بعد تلقيه عروضًا مغرية من أندية أخرى، بما في ذلك أستون فيلا وديربي كاونتي. ألم يدرك مارتن أن المدير الفني لنادي فولهام سلافيسا يوكانوفيتش كان له كل الحق عندما قال إن فولهام هو أقدم نادٍ في لندن ولديه من التاريخ والكبرياء ما يجعله أكبر من أن يكون في نظر البعض مجرد قطار يمكن للاعبي كرة القدم الذين يوقعون عقودًا بملايين الجنيهات أن يستقلوه أو يقفزوا منه حسب رغبتهم؟ وهل يفهم باييه السبب الذي دفع جمهور وستهام يونايتد للإصرار على الاستبدال بالقميص الذي يحمل اسمه في الملعب الجديد للنادي قميص اللاعب الراحل ديلان تومبيديس، الذي لعب للنادي وهو في الثامنة عشرة من عمره ولم يستمر طويلاً في الملاعب وتوفي بعد إصابته بمرض السرطان؟ في جميع الحالات الثلاث، من السهل أن ترى أن جميع اللاعبين قد فكروا في أنفسهم فقط وفضلوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الفريق. لقد انهارت العلاقة بين باييه وجمهور وستهام. وأخبر مارتن نادي فولهام عند نقطة ما بأنه أصيب، لكن يوكانوفيتش قال إن الطاقم الطبي للنادي لا يرى أي إصابة تؤدي إلى استبعاد اللاعب من المباريات. وعندما خرج نوتنغهام فورست من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد خسارته من ويغان أثليتك نهاية الأسبوع الماضي، نشر لانسبوري صورة على موقع «تويتر» وهو يقود السيارة مع أصدقائه في نزهة. في حالة باييه، يمكن أن نتفهم تصريحاته بشأن عدم استقرار عائلته في لندن، لكن الشيء المؤكد أيضًا هو أن صعوبة الحياة في العاصمة البريطانية لم تمنعه من التوقيع على عقد جديد مع وستهام في فبراير (شباط) الماضي لمدة 5 سنوات ونصف السنة يحصل بمقتضاه على 125 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو أعلى راتب يحصل عليه أي لاعب في تاريخ النادي. وسيكون من المثير أن نرى ما سيحدث لو حاول نادي تشيلسي استغلال العلاقة المتوترة بين اللاعب والنادي حتى نهاية فترة الانتقالات الشتوية الحالية. وعلى الرغم من كل ذلك، لا أستبعد أن يأتي اليوم الذي تنتهي فيه شكاوى باييه مثلما حدث من قبل مع لاعب ليفربول السابق لويس سواريز، الذي سبق أن قال إنه يريد الرحيل عن ليفربول بسبب المصورين والأضواء، في الوقت الذي كان فيه قريبًا من الانتقال لآرسنال ومدينة أكثر هدوءًا، قبل انتقاله لنادي برشلونة الإسباني في نهاية المطاف. لقد نسي اللاعب الفرنسي أيضًا أنه عقب تمديد عقده مع وستهام، قال سعيدًا: «إنها علاقة حب متواصلة»، قبل أن تظهر عليه علامات عدم الرضا، بدءًا من الصيف الماضي بسبب رغبته في الرحيل إلى مكان آخر. لقد منح وستهام باييه مبلغًا إضافيًا بقيمة مليون جنيه إسترليني في سبتمبر (أيلول) الماضي، ولكن إذا كان وستهام يريد أن يكون ناديًا كبيرًا لديه طموحات جادة، وإذا كان يريد أن يحظى بإعجاب رجال مثل السير أليكس فيرغسون، فلا يجب عليه أن ينحني أمام رغبة هذا اللاعب. صحيح أن هذا قد يكلف النادي أموالاً كثيرة، لكن الشيء الذي لا تفهمه تلك النوعية من اللاعبين هو أنه لا يوجد ثمن لشرف النادي.

مشاركة :