تقاليد أم دين وأخلاق وقيم !؟ ماذا يريد المجتمع !؟

  • 1/18/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعلم حقيقة أيها القارئ الكريم ما سر ربط بعض المجتمعات -وخاصة القبلية- بين التقاليد والأخلاق والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يعد كل خروج على التقاليد خروجًا على الأخلاق ؟! والإجابة ستكون بعد النظر إلى ماهية تلك التقاليد، وكيف نشأت، وعمن أُخذت لنجد أنها مجموعة من الطقوس التي لم ترتبط ولادتها بدين أو شريعة، بل ابتدعتها وابتكرتها القبيلة وفرضتها على أبنائها وبناتها، ومع ذلك ظلت متوارثة ومعمولًا بها بل ومقدسة أحيانًا، ومقدمة على الشرع! ولست هنا بصدد ذكر شواهد فذكر الشواهد قد يطول شرحه، ويساء فهمه لكن المسألة التي أريد التأكيد عليها هي أن تقديس هذه التقاليد بلغ حد تجريد الخارج عنها من الخلق والفضيلة بل وتجريمه أحيانًا !! قد ينكر علي أحدكم أو ربما جميعكم استخدامي لمصطلحات ضخمة في هذا السياق (تجريد /تجريم) أو لنقل ربما ظننتم أنني أبالغ، ولكن أؤكد أنه لا حاجة لي للمبالغة ولا للتضخيم وعلى كل قارئ كريم أن يُعمِل متصفح البحث في ذاكرته لبضع دقائق ليكتشف أنه يحتفظ بمجموعة من التقاليد العمياء البائدة والتي يستثقلها ويكره العمل بها ولكن لا يجرؤ بأي حال على القفز عليها أو التصريح  برفضه لها وإلا شرّد به ذووه وقذفوه بأشد الكلمات إيلامًا أقلها وصفه بعديم الأخلاق والقيم !! فياللعجب من أين ابتكروا هذا الرابط العجيب بين التقاليد والأخلاق، وكيف توارثوا هذه التقاليد بذات الرتابة وكيف اتفق فيها الجاهل والمثقف والصغير والكبير !؟ ختامًا أعزائي  نحتاج أن نتفقه أكثر لنميز بين ماهو تقليد أعمى بائد إثمه أكبر من نفعه وماهو خلق كريم يجدر بنا التمسك به وما هو عادة مكتسبة يمكننا الاستغناء عنها وماهو حكم شرعي لا يمكننا إلا الانقياد له، ولا ننسى أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولم يقل التقاليد والعادات. يكفينا هذا لنقول بصوت واحد: نعم للشرع وللأخلاق الكريمة لا للتقاليد، وإن غضبت القبيلة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: تقاليد أم دين وأخلاق وقيم !؟ ماذا يريد المجتمع !؟

مشاركة :