أبوظبي (الاتحاد) أكّدت شخصيات بارزة مشاركة في القمة العالمية لطاقة المستقبل ومعرض الطاقة الشمسية المصاحب لها في أبوظبي، أن حلول توليد الكهرباء من وحدات الطاقة الشمسية المركّبة على سطوح المباني من شأنها أن تساعد على تحرّك قطاع الطاقة المتجددة، في أسواق منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، قُدماً نحو المرحلة المقبلة من التنمية، بحسب بيان أمس. وتأتي تلك التأكيدات في وقت تحرز مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، تقدماً سريعاً في المنطقة، إذ تُشير تقديرات لمنظمي القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تتواصل فعالياتها حتى الخميس المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إلى أن لدى البلدان التي يمثلها المشترون المشاركون في القمة مشاريع مخططاً لها من المنتظر أن تضيف أكثر من 200 غيغاواط من قدرات إنتاج الكهرباء على مدى السنوات العشر المقبلة. وقد بدأت بلدان المنطقة في رسم أجنداتها الخاصة بمشاريع الكهرباء والمياه، وجلبت عطاءات المشاريع في دولة الإمارات خلال العام 2016 عروض أسعار تقل عن 3 سنتات أمريكية لكل كيلوواط ساعة. ويتوقع المختصون في القطاع أن يشهدوا تقدماً مماثلاً في مجال وحدات الطاقة الشمسية المركّبة على سطوح المباني، وذلك بدافع من مبادرات مثل برنامج «شمس دبي» التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي، الذي يشجع تركيب الأنظمة الكهروضوئية (وحدات الفوتوفولتيك) على سطوح المباني السكنية والتجارية والصناعية. ويمكن أن تختلف هذه الأنظمة في حجمها من بضعة ألواح شمسية إلى الآلاف منها. ويتمثّل أحد المشاريع التي تقام في إطار «شمس دبي» بتركيب 88000 لوح شمسي على مبانٍ تابعة لموانئ دبي العالمية، لتنتج ما يكفي من الكهرباء لتشغيل نحو 3000 منزل. وأشار سامي خريبي، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفايرومينا»، إلى أن الطاقة الشمسية باتت تأتي بصورة جلية في صميم خطط إنتاج الكهرباء في دولة الإمارات، لافتاً إلى أن الوحدات الشمسية التي يتم تركيبها على سطوح المباني «تلعب دوراً مهماً في هذا النمو». وأضاف المسؤول في الشركة التي تتخذ من العاصمة الإماراتية مقراً لها: «يجري حالياً وضع أهداف رسمية متعلقة بتركيب الوحدات الشمسية على الأسطح، في حين يجري رسم السياسات التي تتيح للعملاء بيع الكهرباء الناتجة عن هذه الوحدات إلى شبكة التوزيع الرئيسة، ما من شأنه أن يؤدي إلى تغيير جذريّ في نظرتنا إلى طرق الحصول على الكهرباء في المنطقة». وترى «إنفايرومينا» في الوحدات الشمسية لتوليد الكهرباء سوق نمو حيوية، وشيّدت الشركة 42 مشروعاً للطاقة الشمسية في تسعة بلدان بجميع أنحاء المنطقة، بينها وحدات شمسية على الأسطح في حلبة مرسى ياس ومظلات شمسية لمواقف السيارات في مدينة مصدر. وتتسم الوحدات الشمسية التي تُركّب على الأسطح، وغيرها من المشاريع الشمسية الصغيرة التي تناسب الاستخدامات المحلية، باشتمالها على منافع متعددة. ومن شأن السماح لأصحاب العقارات بالاستثمار في وحدات الألواح الشمسية تخفيف تكلفة التوسّع في إمدادات الكهرباء، في حين أن إنتاج الكهرباء واستهلاكها في المكان نفسه يخفف العبء عن كاهل البنية التحتية الخاصة بالتوزيع. وعندما يتعلق الأمر، تحديداً، بالمشاريع السكنية والمجتمعية، فإن الشعور بالملكية الشخصية يمكن أن يخلق لدى المرء شعوراً متزايداً بتقدير أهمية مصدر الطاقة، وهو ما أشار إليه خريبي كأحد التأثيرات الإيجابية التي يمكن ملاحظتها حول العالم، مؤكّداً وجود دليل على أنه يساعد على بناء دعم شعبي لمصادر الطاقة المتجددة. وتقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017 ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة وتحت شعار «الحفاظ على الإجماع بشأن الطاقة النظيفة، وتمكين لاعبين جدد في القطاع»، لتشكل ملتقىً يجمع في العاصمة الإماراتية أبرز موردي التقنيات العالميين والوفود الحكومية والمستثمرين وقادة الفكر. من جهته، قال ناجي الحدّاد، مدير إدارة الفعاليات في شركة «ريد» للمعارض، الجهة المنظمة للقمة العالمية لطاقة المستقبل بالتعاون مع «مصدر»، إن انخفاض التكلفة وزيادة كفاءة الطاقة الشمسية في السوق المتنامية للطاقة المتجددة يحظيان بأهمية خاصة في دولة الإمارات، دفعتنا بالتعاون مع «مصدر»، الجهة المستضيفة للحدث، إلى إطلاق معرض الطاقة الشمسية تحت مظلة القمة العالمية لطاقة المستقبل، فالمنطقة غنية بضوء الشمس، والطاقة الشمسية تشكّل مجالَ نمو واعداً.
مشاركة :