أبوظبي: علي داوود تعتبر محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي، منطقة متميزة وذات خصوصية كبيرة، حيث توفر ملاذاً آمناً، للعديد من الكائنات الحية النباتية والحيوانية. تمتد على مساحة 5 كيلومترات مربعة فهي موطن للكثير من الطيور، التي تعتمد على المنطقة في التعشيش والتغذية والتكاثر، ما يجعلها من أهم مناطق التنوع البيولوجي في الإمارة، وتقوم هيئة البيئة - أبوظبي، على إدارة المحمية ومراقبتها بشكل كامل، لضمان سلامة هذا الموئل، الذي يتميز بكثير من الثراء والتنوع، ويجعلها لوحة طبيعية خلابة، لاستراحة الطيور المهاجرة، وتستقبل المحمية العشرات من الزوار، ضمن مواسم وأيام محددة، حيث تفتح أبوابها، يومي السبت والخميس من كل أسبوع، والثلاثاء والأربعاء، لطلاب المدارس، في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول إلى إبريل/ نيسان. قال خلدون العمري مدير قسم إدارة المحميات البرية، هيئة البيئة أبوظبي: إن عدد الزوار في المحمية، خلال المواسم الثلاثة الماضية، وصل إلى أكثر من 10 آلاف زائر، منذ افتتاح المحمية أمام الجمهور في عام 2014، حيث يمثل الزوار أكثر من 60 جنسية، كما تعتبر المحمية موطناً لعدد كبير من الأنواع، يصل إلى 400 نوع من اللافقاريات، و16 نوعاً من الثدييات، و10أنواع من الزواحف، بالإضافة إلى 37 نوعاً من النباتات، مشيراً إلى أنه تم إضافة عدد من الأكواخ لمشاهدة الطيور، التي تمكن الزوار من مشاهدة أكبر عدد منها، فضلاً عن الاستراحات. وأضاف أن المحمية تضم أيضاً دبور الوقواق، الذي اكتشفه علماء هيئة البيئة في أبوظبي، في الآونة الأخيرة، في دليل على تنوع وثراء بيئة الإمارة، بالإضافة إلى مئات اللافقاريات والحشرات الأخرى، وأكد أن أنواع الطيور في محمية الوثبة، تمثل 55% من نسبة الطيور الموجودة في الدولة، مشيراً إلى أنه تتم إدارة الموقع، ضمن أعلى المعايير العالمية المتبعة، وأضاف: نحن نفتخر بذلك، مؤكداً أن المحميات يديرها فريق عمل يضم عدداً من المتخصصين الإماراتيين، الذين يتمتعون بمؤهلات وخبرات متميزة. وكشف العمري ل الخليج، عن أنه في الآونة الأخيرة، تم اكتشاف 3 أنواع من الحشرات الدبابير، وتم تسجيلها في المحمية، وتعتبر إضافة جديدة إلى القائمة العلمية العالمية، إضافة إلى 260 نوعاً من الطيور المهاجرة، أهمها: طائر الفلامنجو، بجانب الطيور المهاجرة، التي يتم تتبعها عبر الأقمار الصناعية، كطائر العقاب المرقط الكبير. وقال: تستمر الهيئة بتنفيذ الخطة التطويرية، لتحسين البنية التحتية في المحمية، من مبانٍ وممرات، وإعادة تأهيلها، وخدمات إضافية للزوار، بناء على رغباتهم وتوصياتهم، بجانب استخدام التكنولوجيا الحديثة والخرائط والتطبيقات الذكية، علاوة على ذلك، سيتم إعادة تأهيل الموائل، وتشجير المحمية وتحسين الغطاء النباتي، إضافة إلى إعداد مواد تعليمية إضافية خاصة لطلبة المدارس، والتنوع البيولوجي للأجيال القادمة، وأضاف: هذه مسؤولية اجتماعية مشتركة، إلى جانب ذلك، سيتم النظر في بدء استقبال ذوي الإعاقة. وكشف أيضاً: عن أنه بدأت الخطوات الأولية في تأسيس محمية بحيرة زاخر، بمدينة العين، مؤكداً أن العمل جارٍ على تأسيس المحمية، خلال العام 2017، حيث سيتم تنفيذ الخطة التطويرية للمحمية للمحافظة عليها. وأكد أحمد الظاهري، رئيس وحدة إدارة المحميات البرية، الذي كان في استقبالنا، أن المحمية تعتبر ملاذاً لكثير من أنواع الطيور المهاجرة وتم تسجيل 260 نوعاً من أنواع الطيور بمحمية الوثبة، ومن أهم الطيور المهاجرة طائر الفلامنجو أو النحام الفنتير، فهو يتواجد بأعداد كبيرة في فصل الشتاء، وتصل أعداده إلى أكثر من 5000 طائر، وفي بداية فصل الصيف تبدأ تلك الطيور هجرتها، حيث تبقى أعداد منها طول السنة بالمحمية تتكاثر وتعشش فيها بطريقة منتظمة سنوياً. وأشار مصطفى التوم، منسق الموقع الذي اصطحبنا في جولة إلى المحمية، أنها تستقبل طلبة المدارس بمركز الزوار، ويتم تزويدهم بالمعلومات المهمة، ومنحهم كتيب الدليل الميداني، ليساعدهم على التعرف إلى التنوع النباتي والحيواني المثير للاهتمام، ويتم عرض فيديو تعريفي لهم عن المحمية وإرشادهم بخارطة ممرات المشي، ومرافقتهم في الجولات الميدانية للشرح والتعريف، والرد على أسئلتهم. وأكد التوم أن المحمية تقدم لكل الزوار كتيب الدليل الميداني مجاناً، باللغتين العربية والإنجليزية، وقال: من خلال استطلاعاتنا لانطباعات الزوار، أبدوا إعجابهم بالتنوع البيولوجي الموجود في المحمية، خاصة التنوع النباتي وطيور الفنتير النحام، وأيضاً رضاهم التام عن الخدمات المقدمة بالمحمية، ولفهم متطلباتهم، وسرعة الاستجابة لها، وتسهيل الجولات الذاتية لهم، وحسن المعاملة من قبل موظفي المحمية، إلى جانب رضاهم التام عن البنية التحتية، كمركز الزوار، وممرات المشي، والاستراحات، وأكواخ مراقبة الطيور. الفلامنجو تشير جاست أندرشان، من أستراليا، إلى أنها لأول مرة تزور المكان، الذي وصفته بالجميل والرائع، وما شهدته من حركات لطيور الفلامنجو، التي أدهشتها بحركاتها، خاصة عندما تحرك أجنحتها بصورة مميزة. وتقول لارين وست، من أستراليا أيضاً، إن المحمية تضم أنواعاً متنوعة من الزواحف والثدييات والطيور، مؤكدة أنها ستزور المكان مجدداً خلال الأيام المقبلة، حتى تستمتع بتلك المناظر كثيراً، كما أنها ستدعو أيضاً أصدقاءها لزيارة هذا المكان الجميل، وتضيف: استمتعت كثيراً منذ أول وهلة، خاصة عندما وقعت عيناي على طائر الفلامنجو. طبيعة خلابة زوري قلقه من بريطانيا، التقيناه خلال جولتنا في المحمية، يقول إنه لأول مرة يزور المحمية التي سمع كثيراً من أصدقائه عن سحرها وجمالها، وروعتها ذات الطبيعة الخلابة. ويقول جون قاسكل إنه قادم من إنجلترا وهذه المرة الثانية التي يزور فيها المحمية هو وعائلته.إسكور كمبو، مقيم في الدولة منذ عشرات السنوات، ويعمل أستاذاً في المدرسة البريطانية بأبوظبي، يقول، إنه تمتع كثيراً بروعة الطبيعة والمناطق المفتوحة، التي شعر من خلالها بالراحة والجمال، كونه من محبي الطيور، ومن خلال ما شاهده ووجده من راحة نفسية.
مشاركة :