تواجه السلطات العراقية تحديات أبرزها مخاوف الاستهداف المذهبي وإعادة الإعمار لإعادة الاستقرار وتسهيل الحياة في مدينة الفلوجة ذات الغالبية السنية والتي لا تزال تعيش ظروفاً قاسية بعد ستة أشهر من استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة. استعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي مدينة الفلوجة التي كانت أحد أهم معاقل تنظيم الدولة في العراق نهاية يونيو، بعد نحو عامين ونصف العام من سيطرته عليها. وقال العقيد جمال الجميلي قائد شرطة المدينة لفرانس برس: «اليوم، لا يوجد في الفلوجة نهائياً أي من أفراد عصابات داعش الإرهابية.. ولا حتى الجيوب الصغيرة في داخل المدينة» التي أكد الجميلي أنها «مدينة آمنة اليوم». وكان ثمن انتصار القوات العراقية على التنظيم في المدينة باهظاً إذ عمدوا خلال المواجهات إلى تفجير عدد كبير من المنازل ولا تزال آثار الرصاص والدمار ماثلة على الغالبية العظمى من منازل ومباني المدينة التي ما زال بعض أحيائها مغلقاً خوفاً من وجود عبوات ومنازل مفخخة. ومازالت الحركة محدودة وغالبية المحال التجارية مغلقة في الفلوجة التي كانت إحدى أجمل مدن محافظة الأنبار. وقال فراس محمود (25 عاماً) وهو عاطل عن العمل أمام منزله المتضرر وسط المدينة: «لا شيء هنا، لا ماء ولا كهرباء ومنازلنا مدمرة». وقال مصطفى الذي يسكن حي الضباط وهو مثله يبحث عن عمل وقد عاد قبل أيام إلى منزله، لفرانس برس: «لا توجد كهرباء ولا ماء، نطالب الحكومة المحلية بتوفير الخدمات». ودافع رئيس المجلس البلدي لمدينة الفلوجة عيسى آل ساير عن جهود إعادة إعمار المدينة، لكنه قال: «نحتاج إلى مساعدة الدول المانحة والمجتمع الدولي لمساعدة أبناء الفلوجة للاستقرار والعيش في مدينتهم». وأضاف أن «الدمار واضح وكبير جدّا خصوصاً في البنى التحتية ويصل إلى 100 بالمئة في بعض المرافق وخصوصاً شبكات المياه والكهرباء». وأشار ساير إلى أنه «ما زال هناك بين 70 إلى 80 ألف نازح من أهالي الفلوجة التي كان يعيش فيها 275 ألف نسمة، أغلبهم في إقليم كردستان» الشمالي. ويقول عمر لامراني، المحلل في مؤسسة «ستراتفور» للاستطلاع والتحليل: إن «موارد (الحكومة العراقية) تأثرت بانخفاض أسعار النفط وتكاليف الحرب» ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتحدث كذلك عن مشكلات «الفساد والمحسوبية التي تؤثر على توزيع الأموال المتوفرة لديها». وكانت الفلوجة بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، أبرز مراكز التمرد خصوصاً ضد تواجد القوات الأميركية في البلاد. في إطار عمليات استعادة مدن ومناطق سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، واعتمدت القوات العراقية على قوات الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية مدعومة من إيران، وأثار الدور الكبير الذي لعبته قوات الحشد الشعبي لاستعادة مناطق مهمة مخاوف لدى بعض الأطراف السنية من التعرض لتهديدات. لكن قائد شرطة الفلوجة العقيد الجميلي أكد أنه «لا يوجد سوى قوات الجيش والشرطة» اليوم في الفلوجة، مشيراً إلى تواجد لقوات الحشد الشعبي على الأطراف الشرقية خارج المدينة. ويرى محللون أن على الحكومة العراقية بذل جهود لتعزيز الثقة مع أبناء المناطق السنية في المدن التي تم استعادتها من تنظيم الدولة. ويقول المحلل والأستاذ الجامعي عصام الفيلي: إن «على الحكومة تشكيل قوات يكون غالبيتها من أبناء المناطق على أن يتم مراجعة أدائها بشكل دوري».;
مشاركة :