قال مصدر عسكري في نيجيريا أمس، إن بلاده تعمل مع دول أخرى في غرب أفريقيا على تشكيل قوة مشتركة للتدخل عسكرياً في غامبيا، إذا أصر الرئيس يحيى جامع على عدم تسليم السلطة لخلفه الفائز بالانتخابات. وقال المصدر إن قراراً اتخذ على مستوى إقليمي بأن جامع «لن يظل رئيساً لغامبيا بعد انتهاء ولايته الرئاسية». وخسر جامع أمام الرئيس المنتخب أداما بارو في الانتخابات التي أجريت في غامبيا في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ويتوقع أن يجرى تنصيب بارو يوم الخميس، وسط رفض جامع تسليم منصبه رغم اعترافه بهزيمته في بداية الأمر في تصريح له في أعقاب الانتخابات مباشرة. وأفادت مصادر في الحكومة والتلفزيون الرسمي بأن وزراء المال والخارجية والتجارة والبيئة في حكومة جامع قدموا استقالاتهم. يأتي ذلك في أعقاب امتناع كبير قضاة المحكمة العليا في غامبيا عن إصدار حكم في طعن قدمه جامع بهزيمته في الانتخابات، في وقت ينتظر فيه كثير من أبناء البلاد بقلق، لمعرفة كيف سيردّ الزعيم المخضرم على التنصيب المزمع لخصمه. ولم تنعقد المحكمة العليا منذ أكثر من سنة وخلت كل مقاعد القضاة باستثناء كبير القضاة. واستعان جامع بقضاة من نيجيريا وسييراليون لسماع التماسه لكنهم لم يصلوا إلى غامبيا. وقال كبير القضاة النيجيري إيمانويل فاجبنلي: «من الواضح تماماً أن قضاة نيجيريا وسييراليون لن يأتوا». وأضاف أن المحكمة ستؤجل إلى الجلسة الاعتيادية المقبلة في أيار (مايو) أو تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين. لكنه أضاف أنه قد يتم النظر في الالتماسات إذا وصل القضاة قبل ذلك. وفاقم عدم قدرة المحكمة على الانعقاد الأزمة في غامبيا. وقال حلفاء جامع إنه لا يمكن المضيّ في عملية التنصيب في ظل استمرار الطعون أمام المحكمة. وتتصاعد التوترات في العاصمة بانجول مع اقتراب موعد تنصيب بارو. وتدير قوات أمن مدججة بالسلاح نقاط تفتيش في أنحاء المدينة. ويصرّ بارو الذي يقوم بزيارة للسنغال على أن مراسم أداء القسم ستمضي قدماً.