الجيش الوطني الليبي يتأهب لتحرير آخر معاقل الإرهاب في بنغازي

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

واصل الجيش الوطني الليبي أمس معاركه لتحرير آخر معاقل الإرهاب في مدينة بنغازي، بينما نفى الناطق الرسمي باسمه توقيع قائده العام المشير خليفة حفتر أي اتفاق مع الجانب الروسي على متن حاملة الطائرات الروسية، التي زارت المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي. وأعلنت فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنها دعت فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، إلى زيارة مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل خلال الأسابيع المقبلة، وقالت إنها ناقشت في حديث مطول عبر الهاتف مع السراج الوضع السياسي والأمني في ليبيا، والدعم الذي يقدم الاتحاد الأوروبي لحكومته، وأكدت مجددا في بيان للبعثة الأوروبية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «التزام الاتحاد الأوروبي الكامل لدعم العملية السياسية، والأولويات المحددة من قبل ليبيا في عدد من المجالات، بما في ذلك الهجرة ومراقبة الحدود». وألغى السراج مشاركته في منتدى دافوس، وترأس اجتماعًا في العاصمة طرابلس للمجلس لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة الكهرباء، طبقا لما أعلنه مكتبه الإعلامي. في غضون ذلك، خاضت قوات الجيش أمس معارك عنيفة في محيط عمارات الـ12 في محور بوصنيب غرب بنغازي، وسط حصار مكثف تفرضه قوات الصاعقة، التي نفذت عمليات نوعية للمرة الأولى داخل الخنادق التي نصبتها الجماعات الإرهابية في منطقة القتال. وقال فضل الحاسي، مسؤول تحريات الصاعقة، إن المعارك حسمت لصالح قوات الجيش ولم يتبق من منطقة بوصنيب سوى العمارات، بينما لقي القائد الميداني محمد دومة مصرعه خلال المعارك أمس. من جهته قال العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، إن قائده حفتر وقع على سجل الحاملة الروسية «الأميرال كوزنتسوف»، التي يوقع عليه كبار الزوار، خلال زيارة قام بها حفتر للحاملة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تزور ليبيا بشكل رسمي منذ عام 2011. لكن المسماري كشف النقاب في المقابل عن وجود اتفاقية مع روسيا لتوفير قطع الغيار والخبرات الفنية للأسلحة الموجودة في ليبيا أصلاً، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية قائمة ما دام الجيش يستخدم أسلحة روسية الصنع. كما أوضح أن هناك اتفاقية ثانية تشمل عقودا تم توقيعها عام 2009 لتوريد أسلحة حديثة بقيمة 4 مليارات و200 مليون دولار، ولفت النظر إلى أنه سيتم تفعيل هذه العقود بعد رفع الحظر. وجاء النفي وسط توقعات بأن يساهم تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمهامه هذا الأسبوع في قلب المعادلة في ليبيا، فيما يرى محللون أن حفتر رجل ليبيا القوي المعادي للإسلاميين يسعى للحصول على دعم ثابت من روسيا ليتمكن من بسط سيطرته على أنحاء ليبيا، في وقت تتطلع فيه موسكو من ناحيتها إلى توسيع نفوذها في هذا البلد. من جهة ثانية، وفي تصعيد جديد من مجلس النواب الليبي ضد مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة، قالت مصادر في مقر المجلس بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي إن سلطات المطار الوحيد في المدينة رفضت أمس بشكل مفاجئ، السماح بهبوط طائرة أممية خاصة، كانت تحمل كوبلر على رأس وفد يضم موظفين دوليين من الهبوط بالمطار. وتجمهر محتجون على زيارة كوبلر حول بوابة المطار وأغلقوها، فيما نفت إدارة المطار تلقيها أي طلب من طائرة كوبلر بالهبوط من عدمه. واضطر كوبلر إلى إلغاء الزيارة والمحادثات التي كان مقررا أن يعقدها مع رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح. لكن كوبلر أرجع عبر تغريدة له في «تويتر» ما حدث إلى ما وصفه بأسباب تقنية، وقال: «نأسف لإلغاء زيارتنا إلى طبرق التي كانت مقررة اليوم لأسباب تقنية أدت إلى عدم حصولنا على إذن الهبوط. وإننا نعمل مع شركائنا الليبيين لنتمكن في القريب العاجل من زيارة طبرق لخدمة الشعب الليبي». وكان المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي قد أعلن رفضه الاجتماع مع كوبلر، الذي التقاه العام الماضي بوساطة مصرية في مقر حفتر العسكري بشرق ليبيا، حيث تتهم السلطات هناك المبعوث الأممي بمحاولة فرض أجندة لا تتوافق مع مصلحة الشعب الليبي. وجاءت هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من تأكيد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح أن السفير البريطاني بيتر ميليت، الذي التقاه أول من أمس، تعهد له بالتعاون مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، لتغيير مبعوثها في ليبيا مارتن كوبلر، لكونه قد فشل في مهمته. وقال ميليت وفقا لما نقله صالح وبثته وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، قد أخفق في تحقيق أي إنجاز، وأعلن تأييده للمرة الأولى بشكل رسمي وعلني لإجراء تعديلات على اتفاق الصخيرات المبرم نهاية العام قبل الماضي بالمغرب برعاية الأمم المتحدة. كما أعلن السفير البريطاني رسميا تأييده لتشكيل مجل رئاسي جديد يضم ثلاثة أعضاء على أن يكون رئيسه من غير الموجودين حاليا، وهو ما يعني أن بريطانيا قررت التخلي عن دعم السراج بشكل مباشر. يشار إلى أن كوبلر الذي تولى رئاسة البعثة الأممية لدى ليبيا منذ العام قبل الماضي هو دبلوماسي ألماني، عمل كسفير سابق لألمانيا في كل من العراق ومصر، وترأس بعثة الأمم المتحدة في الكونغو.

مشاركة :