عقيل الحلالي (صنعاء) أعلن الجيش اليمني أمس أن قواته المدعومة من التحالف العربي تستعد لمعركة تحرير منطقة «الحوبان» التي تعد آخر معقل عسكري لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية شرق تعز التي شهدت سيطرة قوات الشرعية والمقاومة الشعبية على أجزاء واسعة من القصر الجمهوري خلفت عشرات القتلى معظمهم من الانقلابيين. كما دارت اشتباكات عنيفة أمام معسكر التشريفات القريب. ونقلت «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» عن مصادر عسكرية، اعتزام الجيش إطلاق عملية للسيطرة على معسكر قوات الأمن الخاصة من محورين، الأول من حي كلابة، والثاني من القصر الجمهوري. وأضافت أن قوات الشرعية قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع للانقلابيين داخل المعسكر الذي استهدف أيضا بغارات لـ«التحالف»، دمرت بالتزامن مواقع ومعدات عسكرية في تباب الجعشا والسلال وسوفتيل. كما استهدفت غارتان موقعين في منطقة الحوبان التي تضم قواعد أبرزها معسكر الإذاعة ومعسكر اللواء 22 حرس جمهوري. وأكد موقع «سبتمبر نت» استعداد قوات الجيش لتحرير منطقة الحوبان من الانقلابيين الذين أحبطت محاولاتهم لاستعادة مواقع في القصر الجمهوري. وقال مصدر عسكري «إن السيطرة على القصر الجمهوري تعد نقطة انطلاق لمعركة تحرير كامل معسكر التشريفات ومعسكر قوات الأمن الخاصة، آخر معاقل الميليشيات في الجبهة الشرقية، ومن ثمة خوض معركة تحرير منطقة الحوبان المعقل الرئيسي للميليشيات في تعز». وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في اتصال هاتفي مع قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، بالانتصارات العسكرية، وشدد على مواصلة التقدم بما يضع حداً لانتهاكات الانقلابيين وجرائمهم بحق مدينة تعز وأبنائها. فيما قال اللواء فاضل إن معنويات المقاتلين عالية وإصرارهم كبير على المضي في تحقيق الهدف وتنظيف مدينة تعز من الميليشيات التي عبثت بالوطن». إلى ذلك، اتهم نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالملك المخلافي الميليشيات الانقلابية بنهب المعونات واستخدام ميناء الحديدة، لتلقي الدعم والسلاح من إيران للاعتداء على الشعب اليمني وعلى المملكة العربية السعودية. وثمن خلال لقائه سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تويلر البيان الصادر عن دول مجموعة الـ18 الراعية للتسوية في اليمن والذي أدان الاعتداء الذي استهدف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء من قبل عناصر تابعة للانقلابيين، مؤكدا أن هذا الحادث الإجرامي لن يثني الحكومة عن مسعاها للتوصل إلى حل سلمي مستدام للصراع في اليمن وسوف تستمر في دعم المبعوث الأممي حتى يتحقق ذلك بدعم من الدول الراعية والمحبة للسلم ووفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها. فيما أشاد السفير الأميركي، بالدعم والتأييد المستمر الذي تقدمه الحكومة اليمنية للمبعوث الأممي وضرورة استمراره وضرورة استمرار التواصل والتنسيق بين الحكومة اليمنية والحكومة الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب ووقف التدخلات الإيرانية في اليمن والمنطقة. وطالب وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح أيضا المنظمات الأممية التي تعمل في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين باتخاذ معايير وضوابط لتقديم المساعدات وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. واعتبر في تصريح أن من شأن وضع المعايير والضوابط في آلية تسليم المساعدات الإغاثية، هو إنهاء العشوائية وقطع الطريق أمام التحايل والخداع الذي يمارسه التابعون للمليشيات بتسجيل أسماء وهمية وذهاب تلك المعونات إلى غير مستحقيها وتسخيرها لما يسمى المجهود الحربي وبيعها في السوق السوداء. مؤكدا أن العشوائية في توزيع المساعدات في تلك المحافظات أدى إلى حرمان عدد كبير من المستحقين لهذه المساعدات، نتيجة التحايل والخداع التي تمارسها الميليشيات مع المنظمات الأممية، معتبراً ذلك جريمة أخلاقية وإنسانية. وقال فتح «إن الميليشيات تقوم بمضايقة المنظمات الأممية وتمارس التحايل والالتفاف على معظم المنظمات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، وهو ما يترتب عليه آثار سلبية وكارثية على أبناء المحافظات». وأوضح أن اللجنة العليا للإغاثة تقوم بالتنسيق مع كافة المانحين من دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي لإيصال وتقديم المساعدات الإغاثية إلى كافة المحافظات، إلا أن الميليشيات تقوم بوضع العراقيل أمام وصول تلك المساعدات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها. وحذر من استمرار قيام الميليشيات في مضايقة المنظمات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني واختطاف المساعدات وفرض الجبايات والرسوم على دخول المعونات، مؤكداً أن كل هذه التصرفات تزيد من تردي الوضع الإنساني وتنذر بكارثة إنسانية. وقال إن الوضع الإنساني في المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات لم يعد يحتمل مزيداً من العراقيل أو العوائق أمام المنظمات الإغاثية كون ذلك واجباً أخلاقياً يستدعي من الجميع التعاون في هذه المهمات الإنسانية. وطالب المجتمع الدولي بالضغط الحازم والقوي على الميليشيات لوقف الاعتداءات ونهب المساعدات، وفك الحصار عن كافة المحافظات كي تستطيع المنظمات إدخال المساعدات إلى مستحقيها في كافة المحافظات.
مشاركة :