«وسائل البيع والشراء- التعامل والعملات- بين الصليبيين والمسلمين في الشام 1098-1291م»، عنوان المحاضرة الأسبوعية التي ألقاها الأستاذ الدكتور عبدالله الربيعي، أستاذ العلاقات الحضارية في جامعة الإمام في الرياض، ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ 23، في مركز اليرموك الثقافي. قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش الدكتور عبدالهادي ناصر العجمي رئيس قسم التاريخ في جامعة الكويت، وعضو اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار، وبحضور المشرف العام على الدار وعدد كبير من المهتمين وأصدقاء الدار ونخبة من الأكاديميين والديبلوماسيين. بداية افتتح الربيعي المحاضرة بحوار، قال فيه أن «الاستعمار الصليبي دام للشام قرابة قرنين من الزمان، فهل كانت هذه الحقبة حروباً وصراعات أم تخللتها هدن واتصالات وعلاقات اقتصادية واجتماعية وسياسية؟ فما وسائل التعامل التجاري بين المسلمين والصليبيين؟ هل جلب الصليبيون عملات أوروبية أم استخدموا دنانير ذهبية أو دراهم فضية إسلامية، أم قلدوا هذه العملات تقليدا مشوهاً؟ هل سكوا عملات صليبية خالصة»؟ ومن سياق الإجابة عن هذه الأسئلة استعرض المحاضر محاور عدة ألقى عليها الضوء من خلال العلاقات والتعاملات السلمية بين الصليبيين والمسلمين في الشام، مبينا أهمية العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. كما دار محور المحاضرة حول الوسيلة الأهم، «العملة» وكيف تعامل الصليبيون مع الدينار الذهبي الإسلامي الذي كان «دولار» في هذه الحقبة الزمنية للاحتلال الصليبي في التجارة بين سواحل البحر الأبيض المتوسط المسلمة والمسيحية. ثم تجول الربيعي مع الحضور في استعراض كمبيوتري شيق لهذه العملات التاريخية، وبين المراحل التي مر بها سك العملة من تقليد مشوه، إلى متقن، ثم إلى سك عملة صليبية خالصة في كتاباتها ورموزها. يذكر أن الربيعي، خريج جامعة السوربون العام 1989، وأستاذ العلاقات الحضارية في جامعة الإمام في الرياض، عمل عميداً للبحث العلمي في جامعة الامام، كان كاتباً في صحيفتي «الجزيرة» و»الرياض». له عدة مشاركات في أمسيات ثقافية أهلية، ولجان علمية. وشارك الربيعي في الملتقى الثالث لجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بعنوان «الترجمة ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات» 2010، في منظمة اليونسكو في باريس. كما شارك في الوفد الشعبي لشرح أبعاد الغزو العراقي للكويت إلى فرنسا العام 1991.
مشاركة :