عجز علماء الفضاء حول العالم عن تفسير ظاهرة غريبة تؤدي إلى ابتلاع آلاف المجرات وحدوث وفاة مبكرة قبل تكونها، لكن باحثين من المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي في غرب أستراليا سخّروا أبحاثهم لتفسير هذه الظاهرة. وقال الباحثون التابعون للمعهد الأسترالي، أنهم درسوا نحو 11 ألف مجرة في الفضاء، ليستنتجوا أن هناك عملية تدعى «تجريد ضغط الدفع» (ram-pressure stripping) تقود المجرات المريضة إلى أن تتجرد من غازها، ما يمنع تشكل نجوم جديدة ويتسبب بأن تخبو أسرع من المتوقع. وأوضح الباحثون أن المجرات عبارة عن تشكيلات واسعة من النجوم والغازات المرتبطة معاً بالجاذبية وتمر داخل هالات من المادة المظلمة، ومن دون غاز كاف لدعم تشكل نجوم جديدة فإن المجرات تصبح باردة وتموت، وفق ما نشر موقع «بي جي آر» المختص في الشأن الفلكي. وأورد المشرف على الأبحاث توبي براون، أن المجرات خلال حياتها يمكن أن تسكن هالات مختلفة الأحجام، تتراوح بين أحجام مماثلة لهالة مجرة درب التبانة إلى هالات أضخم بآلاف المرات. وذكر أنه عند مرور المجرات من خلال هذه الهالات الأكبر، تتعرض لضغط شديد نتيجة البلازما فائقة السخونة التي تتخللها والتي تتسبب بإزالة غازات تلك المجرات في عملية متسارعة تدعى «تجريد ضغط الدفع». ووصف براون هذه العملية بأنها أشبه بمكنسة كونية عملاقة تمر عبر المجرات وتقوم فعلياً بتنظيفها من الغاز، مضيفاً أنه إذا أزلت الوقود اللازم لتشكل النجوم فإنك تقتل المجرة في شكل فاعل وتحولها إلى كائن ميت. وأشار براون إلى أن هذه العملية تستغرق عشرات الملايين من السنين حتى تحدث في الواقع، لذلك حتى لو كنا نعيش في مجرة تشهد حدوث «تجريد ضغط الدفع»، فإننا لن نعيش لنختبر ذلك.