أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تعارض مشاركة محمد علوش، رئيس الجناح السياسي في «جيش الإسلام» في مفاوضات آستانة في 23 الشهر الجاري، في وقت دعا نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الى خفض سقف التوقعات من المفاوضات. وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري إدارة دونالد ترامب على المشاركة. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره النمسوي سباستيان كورتس، إن جميع الفصائل السورية المسلحة، التي انضمت للهدنة مدعوة للانضمام إلى المفاوضات. وأضاف: «يشارك جيش الإسلام في تلك الاتفاقات (الهدنة والمفاوضات)، ومهما كان موقف العديد من الدول من هذا الفصيل، فإنه ليس مدرجاً على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية. ونحن ندعم هذه المقاربة، نظراً لما عبر عنه «جيش الإسلام» من الاستعداد للتوقيع، بجانب فصائل أخرى من المعارضة السورية المسلحة، على اتفاقية حول بدء المفاوضات مع الحكومة السورية». وتابع: «يمكن لكل فصيل، غير مرتبط بداعش أو جبهة النصرة، الانضمام إلى اتفاق 29 كانون الأول (ديسمبر)، ونحن ندعو كافة الفصائل لذلك». كما أكد لافروف أنه سيكون بإمكان ممثلين عن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب حضور المفاوضات. وقال رداً على سؤال حول اعتراض إيران على مشاركة واشنطن: «سأقول بصراحة، صيغة الدعوات التي نوجهها تسمح بضمان حضور جميع الأطراف التي سبق لنا أن ذكرناها في تصريحاتنا العلنية، بمن فيهم ممثلو الولايات المتحدة». في دافوس، عبر ظريف، عن ثقته بأن تسهم مفاوضات آستانة في توسيع عملية المصالحة الوطنية في البلاد. وأضاف: «من الأهمية أن يدرك الجميع أن المسألة السورية لا يمكن حلها بأساليب عسكرية. وعلى المستوى الدولي، يتعين علينا مساعدة السوريين على بلوغ مرحلة سيتمكنون فيها من خوض الحوار في ما بينهم». وتابع: «يجب أن نكون متواضعين في ما نتوقعه من المفاوضات حول سورية، لكننا نأمل بالحصول على تثبيت نظام وقف إطلاق النار وجعله يشمل جميع الأراضي السورية. ونأمل بأن تأتي جميع الأطراف الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار إلى آستانة، معتزمة التوصل إلى وقف الأعمال القتالية إلى أمد بعيد وبدء العملية السياسية. إنه مشروع طموح مدعو للجمع بين السلطة والمعارضة في مدينة واحدة، وآمل أن يكون ذلك تحت سقف واحد، لمناقشة توسيع عملية وقف إطلاق النار ووقف القتال وضمان وصول إنساني أفضل». وقال كيري في مقابلة مع تلفزيون «سكاي نيوز عربية» أجريت معه على هامش المنتدى الاقتصادي المنعقد في دافوس، رداً على سؤال عن استبعاد واشنطن عن المفاوضات: «إنهم (الروس) يعملون مع الأتراك، مع الإيرانيين وغيرهم ليروا إن كان في وسعهم إحراز بعض التقدم». وأضاف، وفق نص المقابلة الذي وزعته القناة التي تتخذ من أبو ظبي مقراً: «إننا نشجع وندعم جهود الروس والأتراك والإيرانيين للذهاب الى آستانة... إذا كان في إمكانهم إعطاء دفع للعملية». وتابع «أود أن أحض الإدارة (الأميركية) الجديدة على تلبية الدعوة التي وجهت اليها للمشاركة»، مضيفاً: «إننا كلنا مهتمون بالتوصل الى حل للحرب يؤمن لشعب سورية دستوراً جديداً»، وأن يتمكنوا من «إجراء انتخابات يختارون خلالها القيادة المقبلة للبلاد». وشدد كيري على عدم وجود بديل للحل السلمي في سورية. وقال «أتوقع تغييراً خلال الأشهر المقبلة، وأن نرى دولاً تنتهج مزيداً من المنطق العملي»، معرباً عن أمله بأن تشارك هذه الدول التي لم يسمها، في «اجتماع آستانة، وصولاً الى جنيف، المفاوضات الشاملة». في نيويورك، أكد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر أن موقف فرنسا مرحب بمفاوضات آستانة بين الحكومة والمعارضة السوريتين، إنما في سياق العملية السياسية التي يجب أن تؤدي الى انتقال سياسي بناء على قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ وبيان جنيف. وشدد ديلاتر الثلثاء على الدور المحوري لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» وعلى أنها «تشكل أوسع تمثيل للمعارضة السورية، ويجب أن يكون لها دور تنسيقي بين أطياف المعارضة في جنيف، على غرار ما فعلت حتى الآن، وهو ما يجب أن يستمر». وقال إن آستانة «يمكن أن تكون خطوة ذات معنى، إن صبت في هذا الاتجاه، نحو مفاوضات ذات معنى في جنيف»، مؤكداً أن المسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة «هو المسار الوحيد، بناء على قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ وبيان جنيف، وفق ما هو محدد في قرار المجلس ٢٣٣٦» الذي صدر الشهر الماضي. وفي سياق مواز، دعا ديلاتر الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب الى أن «تبقى منخرطة في شؤون العالم». وقال لعدد من الصحافيين إن علاقة فرنسا بالولايات المتحدة «تقوم على الاحترام، لكننا نادراً ما نعبر عن مواقفنا بخجل، بل نتحدث بصوت عال بما نؤمن به». وأضاف أن «فرنسا هي أقدم حليف للولايات المتحدة، ومن أوثق حلفائها، والأصدقاء الفعليون لا يجاملون». الأسد وأعاد ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن التأكيد أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد «لم يغب يوماً عن الحديث المتعلق بمستقبل سورية، وهو يبقى أساسياً في المفاوضات التي ستلي آستانة في جنيف التي ستبحث في الانتقال السياسي». وأوضح أن «مصير الأسد جزء من الحديث الدائر خلف الأضواء، إلا أن طرحه لم يصل بعد الى المفاوضات، لكن بحث مصيره هو الوجهة التي نريد أن نصل إليها بعد آستانة، للبحث في الانتقال السياسي بناء على القرار ٢٢٥٤، ومصير الأسد يشكل أولوية سياسية يجب أن تكون مباشرة في سياق المفاوضات”. وقال إن «الأسد لا يمثل مستقبل البلاد، ليس على أساس أخلاقي وحسب، بل سياسي، لأنه ببساطة لم يعد قادراً على إعادة توحيد البلاد”. وأوضح كلامه بالقول إن «الحرب في سورية لم تنته، وسيكون أمام الأسد تحد كبير ليسيطر فقط على غرب البلاد، فكيف بباقي سورية”. وقال إن «للمعارضة موقفاً قوياً في شأن مصير الأسد، وكذلك بالنسبة الى لاعبين إقليميين أساسيين، وجزء من الحديث الدائر الآن هو متى والى أين يجب أن يغادر الأسد، وهل يجب أن تكون (مغادرته) بعد مرحلة انتقالية، أم يكون له دور رمزي فيها، أم أن تصبح سورية دولة لامركزية، أو أن ننتظر الانتخابات المقبلة، وبالتالي هذا جزء من الحديث المتداول الآن”. وعن مفاوضات آستانة، أكد الديبلوماسي نفسه أنها «يجب أن تؤدي الى العودة الى مسار الأمم المتحدة ودور مبعوثها ستيفان دي مستورا، وهو يعني التفاوض على الانتقال السياسي”. وقال إن روسيا «استطاعت التنقل بين نقطتي ارتكاز هما إيران وتركيا وواصلت بذلك الإمساك بقدرة التحرك قدماً»، مشيراً الى وجود «توتر» بين روسيا وإيران «ولكن من ضمن شراكة»، معتبراً أن على روسيا أن «تستخدم ما لديها للضغط على إيران لكي تستخدم الأخيرة سلطتها على الميليشيات الشيعية» للخروج من سورية. وعن ممارسة الاتحاد الأوروبي الضغط على روسيا من زاوية تمويل إعادة إعمار سورية، قال الديبلوماسي الأوروبي إن «إعادة الإعمار ستحصل عاجلاً أم آجلاً، ولكننا لن نضع فلساً واحداً في سورية ما لم يتم الانتقال السياسي على أسس نحن متمسكون بها». وأوضح أن هذه الأسس هي «الانتقال السياسي، والاعتراف بدور المعارضة، ووحدة البلاد، واحترام الأقليات، واحترام حقوق الإنسان».
مشاركة :