عمليات التجميل.. «هوس» فتيات في العشرينات

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي معايير الجمال ليست واحدة بين البشر، وما يراه أحدنا جميلاً لا يراه الآخر جميلاً، ولكن الحقيقة الأكيدة أن الغالبية تسعى للجمال، وللأسف جزء من الغالبية يلجأ إلى العلاجات التجميلية والجراحات، من دون وعي ومن دون حاجتهم الفعلية للجراحة، فيحقنون أجسامهم بمواد كيماوية ويقصون من هنا وهناك، ويخفون ملامح وتجاعيد. لا أحد ينكر دور العمليات التجميلية في إنهاء تشوه الحروق والجروح، ولكن للأسف لم تعد تلك العمليات مدعاة طبية، بقدر ما أصبحت هوساً وتقف الرقابة المكثفة على المستشفيات والعيادات بالمرصاد للمتلاعبين بتلك المهنة، إلى درجة أن أصبحت عمليات التجميل ليست حكراً على كبار السن، أو من لديهم عيوب يودون علاجها، بل أصبحت هوساً يطال فتيات في العشرين من عمرهن. ويؤكد الأطباء أن البوتوكس ونحت الجسم وتقنية البلازما وشد الوجه الأكثر طلباً من العلاجات التجميلية، والجراحات التجميلية الأكثر شيوعاً هي جراحات (اشتف الدهون) وجراحات الثدي وشد البطن وجراحات التجميل النسائي وتجميل الأنف، وأن الممارسات الخاطئة في طب التجميل واردة. مشددين على أهمية زيادة جرعة الوعي لدى المجتمع، بسبب استسهال الأفراد للعلاجات والجراحات التجميلية. وتفاصيل أخرى كثيرة يكشف عنها الأطباء والمختصون في هذا التحقيق. د.سعد بن سامي الصيقر عضو الأكاديمية الأمريكية لطب التجميل، ممثل الأكاديمية السويسرية لطب التجميل في الشرق الأوسط، أكد أن أكثر العلاجات التجميلية طلباً هي الفيلر والبوتوكس ومقاومة الشيخوخة وشد البشرة وإعادة النضارة والليزر. وقال، إن الممارسات الخاطئة في مجال التجميل واردة، وتصدر تلك الممارسات من الطرفين، الطبيب المعالج ومرتاد عيادة التجميل، وهذا يستدعي أن يكون الفرد حريصاً عند الإقدام على خطوة التجميل سواء بالجراحة أو عن طريق العلاجات التجميلية، والطبيب التجميلي، يجب أن تكون لديه مصداقية في عمله والأمانة، ولا يكون تركيزه فقط على المادة من دون أن يلتفت إلى وضع المريض وحالته، ومدى احتياجه الفعلي للتجميل. وأشار إلى أن العمليات بشكل عام، لها أعراض جانبية، خاصة إذا كان من يجري العملية لا يملك المهارة والخبرة، أو يمارسها من دون ضوابط أو تراخيص. وطالب الصيقر بأهمية تشديد الرقابة على ممارسي المهنة، وزيادة جرعة التثقيف الصحي، وزيادة الوعي باختيار المختصين وعدم استسهال العلاجات والجراحات التجميلية. ولفت إلى أن الاستسهال الكبير جاء نتيجة حب التصوير ومشاركة الصور في مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام الكبير بالشكل الخارجي، الذي بات هوساً كبيراً لدى البعض. المنافسة عالية د. خالد النعيمي استشاري الجلدية والتجميل قال، يوجد إقبال جيد من قبل المواطنين على دراسة طب التجميل، وكون المقاعد محدودة في هذا التخصص فإن المنافسة عالية للظفر بمقعد جامعي، ولا توجد إحصاءات دقيقة، تبين أعداد المواطنين المختصين في طب التجميل، وحسب إحصاءات جميعة الإمارات الطبية، فهناك قرابة أكثر من 400 طبيب جلدية وتجميل في الإمارات. كما أشار إلى أن العلاجات التجميلية تحظى باهتمام كبير من قبل النساء والرجال، وأن هناك طلباً كبيراً على الفيلر والبوتوكس والليزر وغيرها، والهوس الكبير على التجميل نتيجة التغير الكبير في رغبة الناس، بأن يكونوا أكثر جمالاً. التقنيات التكنولوجية المتطورة د. تيجاني شايب مختص الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم وأمراض الحساسية، أكد أن أطباء الجلدية في السابق كانوا مقصورين على الأمراض الجلدية من حساسية وإكزيما وصدفية والبهاق، إضافة إلى أمراض العقم، وفي العصر الحديث اختلف الوضع، وأصبح أطباء الجلدية يتجهون نحو التجميل، وترميم البشرة ضد التجاعيد وعلاج تشوهات البشرة من الشمس، وبعد العمليات الجراحية. وأشار تيجاني إلى أن العلاجات التجميلية اختلفت عما قبل، ففيما مضى كان الاعتماد على الكريمات، أمّا اليوم فإن الاعتماد على العلاجات من خلال الأجهزة الحديثة والتقنيات التكنولوجية المتطورة. وقال، الأكثر طلباً في طب التجميل إبر البوتوكس والفيلر والليزر، والاستسهال كبير في إجراء العلاجات والجراحات التجميلية، وللأسف الشديد شابات في عمر العشرين، لديهن هوس التجميل، فالطبيب إن لم يكن حريصاً تحصل مشاكل كثيرة، لأنه قد يعطي جرعة زائدة وتحصل تشوهات، وفي أحيان كثيرة يجب ألّا يجاري الطبيب المريض، إلّا إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، وسبب الاستسهال أن الشباب والشابات يطلبون الكثير ولا يقتنعون بجمالهم. ولفت إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع غير متساهلة في الشكاوى التي تصلها من المرضى الذين يتعرضون لأخطاء، وللأسف بعض الأفراد يتجهون لجهات طبية غير مصرحة، وهنا تحدث الكارثة، وأيضاً الصالونات تجري علاجات تجميلية، وهي غير مرخصة، وسيدات يلجأن للعمليات من خلال أطباء الحقيبة الذين يجرون العلاجات التجميلية في البيوت. وأكد أهمية أن تكون المنتجات المستخدمة للعلاجات التجميلية أصلية ومسجلة ومرخصة، وليست منتجات سوقية رخيصة الثمن أو مقلدة. نتيجة التخدير الخاطئ د. علاء غيتة أستاذ الجراحة بكلية الطب في جامعة القاهرة أكد أنه لا توجد عمليات مميتة جراء الجراحة التجميلية. وقال، الأخطاء الطبية تكون نتيجة التخدير الخاطئ، ولتلافي الأخطاء لابد من التدريب الجيد لجراحي التجميل، والأخطاء التجميلية تسبب آثاراً سلبية على المرضى، تصل لحد الاكتئاب والعزلة، ومن المهم عند اختيار جراح التجميل عدم الانسياق حول الإعلانات التسويقية والحسومات، حيث إن جميع الإعلانات التي توضع في الصحف تكون مدفوعة لأغراض تجارية بحتة وليست مبنية على الكفاءة. ولفت إلى أن العمليات التجميلية لا تجريها إلّا طبقة معينة من المجتمع، و90% من العمليات تجريها السيدات و10% رجال. مقلدو جراحةالتجميل والتخدير د. جمال جمعة استشاري الجراحة التجميلية وزراعة الشعر والليزر قال، إن العمليات قد تتسبب في مضاعفات تحصل فيها نتائج سلبية، والأخطاء التجميلية تحدث بسبب مقلدي جراحة التجميل والتخدير الذين يمارسون العمل من دون الحصول على رخصة بغرض الكسب المادي، وعلى الشخص الذي ينوي إجراء عملية التحري من الطبيب، والتأكد من شهادته الطبية، فالإقبال على التجميل كبير والوعي بسيط، وهناك حالات لعمليات تجرى في المنزل، بسبب البحث عن أسعار رخيصة، وذلك له أثر سلبي، لأن العمليات التجميلية يجب أن تجرى في عيادات معتمدة ومرخصة. وأكد أنه في السعودية تجرى سنوياً 15 ألف عملية تجميلية، و98% من الذين يجرون العمليات هم من النساء، و2% من الرجال، وسنوياً تصرف نصف مليار إلى مليار على التجميل في السعودية، وضعف الرقم ب 15 مرة، تصل الإجراءات الطبية كالبوتوكس التي تجرى من دون تخدير أو تخدير موضعي. وقال، من المهم توعية الناس بأهمية المحافظة على الجمال الخليجي، وعدم تقليد الجمال الأوروبي الذي لا يتناسب معنا، حتى لا تتحول العملية إلى تشويه وقباحة، وأكثر العمليات التي تجرى نحت القوام، وشد البطن بالنسبة للنساء، أما الرجال فيقبلون على زراعة الشعر وعمليات الأنف. استخدام مواد محظورة د. موزة الشرهان رئيسة جمعية الإمارات الطبية أكدت أن الإقبال بازدياد على جراحة التجميل، والإناث أكثر إقبالاً من الذكور. وقالت، عمليات الرقابة مستمرة على العيادات التجميلية، والتطوير أيضاً مستمر في ظل التقنيات الحديثة، ونشدد على ضرورة عدم اللجوء إلّا إلى مراكز ومستشفيات وعيادات مرخصة حين إجراء العمليات التجميلية، نظراً للمخاطر المحدقة بسبب الدخلاء على المهنة، واستخدام مواد محظورة تسبب أعراضاً جانبية خطرة. سلامة المريض صحياً د. بثينة الشنار استشاري جراحة تجميل أشارت إلى أن أكثر العمليات التجميلية والترميمية تتمثل في (اشتف البطن) وتصغير وتكبير الثدي، ونحت الجسم، وترميم الصدر بعد السرطان. وقالت، لتجنب الأخطاء الطبية عند إجراء العمليات التجميلية يجب التأكد من سلامة المريض صحياً لتجنب حدوث بعض المضاعفات لمرضى السكري أو القلب، وتحدث أخطاء من جراحي التخدير، أمّا العمليات التجميلية ذاتها لا تسبب موتاً أو مرضاً مستداماً، لافتة إلى أن هناك رقابة شديدة على جراحة التجميل، فالطبيب لديه الترخيص والشهادات المعتمدة لممارسة المهنة. أخطاء عملياتالتجميل نادرة د. أدهم منصور استشاري جراحة التجميل والليزر في دبي، أكد أن حجم الإقبال كبير على العمليات التجميلية، والتركيز على (اشتف الشحوم) بالليزر كبير وهذه طريقة حديثة، وفي كثير من الأحيان تتعادل النسبة بين الرجال والنساء المقبلين على العمليات التجميلية. وقال، نادراً ما تحدث أخطاء طبية في عمليات التجميل، لكن كل عملية تجرى لها آثار جانبية، خاصة مرضى السكري فيحدث صعوبة في التئام الجروح، والتشوهات قليلة ونادراً ما تحدث، لأن المريض عندما يقبل على إجراء عملية يكون واعياً ومدركاً للعملية التي اختارها، وملماً بالأعراض التي قد تصيبه. تجنب الكثير من الأخطاء د. خالد العوضي استشاري جراحة يد وتجميل في مستشفى راشد قال، العمليات التي تجرى على أيدي غير مختصين تؤدي إلى مشاكل، فلو تم فحص وتشخيص حالة المريض بشكل جيد، وتقييم الحالة وتحديد النتائج المرجوة من عملية التجميل، سنتجنب الكثير من الأخطاء، ولو أخذ الطبيب في اعتباره أن العملية التجميلية التي اختارها المريض قد تضره صحياً وتسبب في التشوه وامتنع عن إجرائها فلن نشهد حالات أصيبت بأذى جراء العمليات التجميلية. فمن المهم جداً أن يكون المريض بحالة صحية جيدة لنتمكن من إجراء العملية التجميلية له. ويلفت إلى أن هناك أخطاء طبية تحدث، لكن في حدود المعقول، ولا نعتبرها ظاهرة، وكل خطأ طبي يمكن تصحيحه. وأشار إلى أن هناك عمليات تجميلية تجرى من أجل تصحيح أخطاء عمليات أخرى، ومعظم الأخطاء تكون من القطاع الخاص، وفي قسم جراحة تجميل اليد في مستشفى راشد 5% من العمليات التي تجرى تصحيحية نتيجة خطأ طبي في عملية أجريت في قطاع خاص. وعن أثر الأخطاء على المريض، يقول، تنعكس بشكل سلبي سواء في الشكل أو في الوظيفة، إذا أصيب المريض بعاهة مستديمة، وعلى المريض قبل أن يجري العملية اختيار طبيبه بشكل جيد والاستفسار والسؤال المستمر من مرضى آخرين. العلاجات الأكثر طلباً بالأرقام قال د. بيتر كروز، المدير التنفيذي لمستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية، رغم تعدد طرق وسبل الجراحات التجميلية إلّا أن هناك دائماً اتجاهاً واحداً ثابتاً وهو الرغبة في الحفاظ على مظهر شبابي جذاب، وعلى الرغم من اكتساب كثير من الجراحات التجميلية التقليدية لشعبية كبيرة مثل (اشتف الدهون)، وشد البطن، وجراحات الثدي، وجراحات التجميل النسائي، وتجميل الأنف، التي تشكل الجراحات الخمس الأكثر طلباً في المستشفى إلّا أن المرضى يتطلعون دائماً لتجربة التقنيات والسبل الجديدة التي ستمنحهم نفس النتائج، كدخول تقنية الخلايا الجذعية حيث يمكن للمريض أن يضع خلايا جسمه في بنك الدم لاستخدامها لاحقاً لأي غرض طبي مثل تكبير الثدي، وإعادة تشكيل الأرداف، وتجديد الوجه. وأضاف، طبقاً لإحصاءات المستشفى كانت أكثر 5 جراحات تجميلية طلباً في النصف الأول من العام هي جراحات (اشتف الدهون) 46%، جراحات الثدي 18%، شد البطن 15%، جراحات التجميل النسائي 11%، وتجميل الأنف 10%. وهذه المعطيات تدل على أن تفضيلات المرضى في دبي أو القادمين إلى دبي لإجراء العمليات التجميلية تتطابق مع الاتجاهات العالمية مع اختلاف بسيط. حيث إن ترتيب العمليات التجميلية الأكثر شيوعاً في العالم طبقاً لإحصاءات الجمعية العالمية لجراحة التجميل، يأتي كالتالي، شد الجفون، (اشتف الدهون)، تكبير الثدي، حقن الدهون، وعمليات تجميل الأنف. وبالنظر إلى العمليات غير الجراحية الخمس الأكثر شيوعاً في النصف الأول من عام 2016، تظل عمليات البوتوكس والحقن الأكثر طلباً بنسبة 53%، يليها نحت الجسم 17%، ثم تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية بي آر بي 14%، ثم شد الوجه بتقنيات الموجات الراديو 10%، وأخيراً إزالة الدهون 6%. وبمقارنة الإمارات العربية المتحدة مع الاتجاه العالمي نجد بعض الاختلافات طبقاً للجمعية العالمية لجراحة التجميل، حيث تضمنت القائمة العالمية بخلاف البوتوكس، الذي يتصدر العمليات التجميلية غير الجراحية حول العالم، عمليات حمض الهيالورونيك، وإزالة الشعر، والتقشير الكيميائي، وشد الجلد بالليزر. وأكد أن الجمال في عين الإماراتي يختلف عن الياباني أو الهندي أو الفنزويلي، لكن في عصرنا القائم على التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية، بدأت هذه الاختلافات بالتلاشي والاتجاه نحو معايير أكثر تجانساً.

مشاركة :