تمر علينا لحظات نندهش منها أن كيف وصلنا إلى ما نحن عليه، نسأل أنفسنا هل نحن في واقع أم في خيال؟ في حلم أم في علم؟ نتجرد من هذه الأسئلة لننسج أحداثاً واقعية من ظروف تختزل مواقف عدة مررنا بها كنا نظن أنها لن تمر إلا بشق الأنفس وبتعب الأجساد، هل نحن من أصبحنا نهمل أنفسنا أو نقسو عليها؟ أم هذا الزمان الذي ما كان ينفرج إلا بعد فقدان الآمال؟ أم الناس حولنا أصبحوا دون إحساس كالحجر؟ كل ظرف يمر يصعب علينا مهامنا وخططنا على هذه الأرض، ما ننفك أن نتجاوز ظروفاً كانت أقسى علينا من الجمر إلا ندخل في آخر أشد وأصعب وبعد مدة، نتساءل: كم لبثنا إلا أن وصلنا ها هنا؟ هل تجاوزنا الماضي بسبب حاضر أقسى؟ أم أننا أصبحنا أقوى؟ فهل سنبقى هنا أم نسير مع التيار الذي يأبى إلا أن يجرفنا معه؟ تيار مستقبل عنيف يحوي مواقف صعبة وظروفاً أقهر مما ظننا، مما أخبرونا عنه في طفولتنا، نتأقلم معها وتبقى ذاكرتنا تخوننا لتعيدنا إلى نفس الأحداث والمواقف، إلى نفس الزمان والمكان، فهل حقاً خرجنا منه أو تجاوزناه؟ هل سيبقى طوال حياتنا ملازماً لنا في السر والعلن، في الشدة والفرج، في الفرح والحزن؟ أم يتركنا كالأسير للواقع الشديد، الواقع الذي طالما حلمنا أنه سيكون أحلى من السمن على العسل؟! فهل نتمسك بواقعنا الذي نعيشه أم نطلقه ونستسلم لما سيواجهنا في المستقبل؟ هل سنبقى تحت ضغط الماضي أم نتجاوزه لنصبح تحت ضغط المستقبل؟ مستقبلنا يحمل في طياته الكثير والعديد من اﻷحداث والمفاجآت، فهل سيتسنى لنا عيش الحاضر وانتظار مستقبل حافل؟ مستقبل يخبئ لنا من مغامرات وأخبار لم تكن في الحسبان، الجميع يقلق على ما سيتعرض له، وهل سيتكرر ما تعرضنا له أم سيكون شيئاً جديداً تماماً؟ يا ترى هل نحن من نمر بظروف لا تشبه ظروف أحد؟ أم ظروف الجميع تتساوى وتتشابه لتجعل منا أشخاصاً جدداً، أشخاصاً أغرب مما ظننا؟ كل شخص ينشغل بما يهمه ويجذبه.. بما يسرق وقته وفكره، بأحداث لم يظن لوهلة أنه سيحاربها أو سيواجهها، لكل منا ما نواجهه، ما نخشاه، فهل كله عن الماضي المرير؟ أم خوف على مستقبل مجهول، يكاد يحمل في طياته ماضياً معروفاً؟ إن توكلنا على خالقنا هو ما سيسيطر على خوفنا وما سيحدد تفكيرنا المزعج، الذي نظل مقيدين فيه بروابط الماضي، وعَدَنا ربنا أن ما بعد العسر إلا يسراً وما بعد الضيق إلا فرجاً، فهل سيكون هذا الوعد ما يخفف وطأة الألم؟ مصباح علاء الدين لو كان حقيقياً، لتمنينا أن نلغي أفكاراً من ماضٍ ذهب ولن يعود، وهل يعود؟ لن يعود إلا كسحابة فكر وخاطرة مرت علينا وذرفت دموعاً تشق الحجر، أو تمنينا تحديد مستقبل يكاد يكون كسراب في صحراء العرب.. ننسى ونذكر فهل يؤلمان إلا من به الألم، أو مَن عاصر الحدث، فما الحل إذاً؟ الحل ليس بترك العيش ولا ترك البشر، الحل بعيش اللحظة بلحظة مع كل البشر، الحل بفرح اللحظات الحالية التي ما نبدأ بالاعتياد عليها إلا ويتغير حالنا، وما أصدق مقولة "دوام الحال من المحال"، هيا لنصمم على تجاوز أفكار تكاد تعكر صفو لحظات مملوءة بالتفاؤل والآمال؛ لنتقاسم همومنا كبدايات قائمة على نجاحات. وما أسهل من الكلام إلا حبر على ورق، كلام يروى في مدونات أو شعر، يروى فيدرسه أو يقرأه البشر دون شعور بما حصل، فهل على هذه الأرض حقاً ما يستحق حياة كحياة معظم البشر تملؤها أحداث لم تخطر على بال أحد! ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :