وسط تحذيرات إيرانية من عرقلة الولايات المتحدة لأي اتفاق لإنهاء الأزمة، ألقت موسكو بثقلها في مؤتمر أستانة لبلورة معايير للحل السياسي في سورية، بينما رأت أنقرة أن التسوية بدون الرئيس بشار الأسد أمر غير واقعي. مع بدء العد التنازلي للقاء أستانة المرتقب عقده بعد غد، أعرب وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن أمله تهيئة الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة، داعياً إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى إرسال وفد أكبر للمشاركة في هذه الجولة من المفاوضات. وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكازاخستاني خيرات عبدالرحمنوف، إن المفاوضات السورية كانت معلقة منذ أبريل الماضي، مؤكدا أن المهمة الرئيسية تتمثل في استئناف المفاوضات وإشراك ممثلين عن المعارضة المسلحة فيها. وأكد الوزير الروسي أن دائرة الجهات الخارجية المشاركة في اجتماع أستانة تضم كلا من روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة، إضافة إلى الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة باعتبارها الرئيس المناوب لمجموعة دعم سورية. وفي وقت سابق، قال لافروف، في كلمة خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة شنغاي للتعاون، إن عملية التسوية السياسية في سورية تتقدم والقناعة تعززت بعدم وجود بديل لها، آملاً أن يسهم لقاء أستانة في بلورة معايير للتسوية السياسية تنعكس بصورة اشمل على مفاوضات جنيف المقررة في فبراير المقبل. رحيل الأسد في هذه الأثناء، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشيك أن أنقرة تعتبر أن تسوية الأزمة السورية بدون الرئيس بشار الأسد، تعد في الوقت الراهن، أمراً غير واقعي. وأوضح المسؤول التركي، خلال مشاركته في منتدى دافوس «الأسد يتحمل مسؤولية معاناة الشعب السوري، لكن يجب أن نكون براغماتيين، وأن ننطلق من الواقع. والوضع تغير جذرياً والحقائق على الأرض تغيرت كثيراً، ولذلك لا يمكن لتركيا أن تواصل الإصرار على تسوية الأزمة السورية بدونه». ورقة الإرهاب وفي طهران، أكد المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى للشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان أن «الجهات الاجنبية التي تلعب بورقة الارهاب ما زالت هي السبب في عرقلة الحل السياسي»، مشيراً إلى أن «اجتماع كازاخستان حدث جيد على طريق تسوية الازمة السورية سياسياً لكن اذا لم تغير اميركا تصرفاتها غير البناءة فإن حضورها في مفاوضات كازاخستان سيكون مخرباً». وفي حين ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أنه تم توجيه الدعوة لواشنطن للمشاركة في لقاء أستانة وأنها ردت «بالنظر فيها»، طالب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن بتشكيل وفد موحد للمعارضة والحكومة، يكونان على استعداد لعقد لقاء مباشر. وأكد المبعوث الأممي أن مهمته كرئيس لوفد الأمم المتحدة تتمثل في دعم وقف إطلاق النار والحد من أعمال العنف وزيادة المساعدات الإنسانية وإيجاد حل سياسي، مبيناً أنه ينوي استخدام نتائج المفاوضات لاحقا في جنيف. وادي بردى وعلى الأرض، فشل فريق الامم المتحدة، الذي دخل الى منطقة وادي بردى أمس الأول، في التوصل لاتفاق مع مسلحي المعارضة لخروجهم من المنطقة ودخول الجيش النظامي تمهيداً لعودة مياه عين الفيجة إلى العاصمة دمشق. ووسط أنباء عن مشاركة وفد يضم شخصيات رفيعة المستوى برئاسة رئيس مكتب الامن الوطني علي مملوك، أكد محافظ ريف دمشق علاء ابراهيم ان عملية التفاوض بين الحكومة والمسلحين في وادي بردى هي عملية سورية- سورية ولا دور للأمم المتحدة أو أي أطراف خارجية فيها، وذلك ردا على المعلومات التي اشارت الى وجود لجنة ألمانية الجنسية دخلت وادي بردى. «فتح الشام» في غضون ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل 43 عنصراً من جبهة «فتح الشام» في ضربات من طائرات مجهولة لا يعلم حتى الآن اذا ما كانت روسية ام تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. واستهدفت الطائرات أمس الأول الفوج 111 او ما يعرف بمعسكر الشيخ سلمان القريب من قرية الشيخ سلمان بريف دارة عزة الواقعة في الريف الغربي لحلب الذي يوجد فيه مقاتلو الجبهة وحركة نور الدين الزنكي، التي خسرت ثلاثة من عناصرها في الهجوم. آثار تدمر وفي حمص، دمر تنظيم «داعش» آثارا جديدة في مدينة تدمر الاثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة «اليونسكو» التي وصفت ما حصل بأنه «جريمة حرب». وتحدثت أنباء عن إصدار «داعش» قراراً يلزم جميع المدنيين بإخلاء المناطق الواقعة تحت سيطرته في مدينة دير الزور، في حين بدأ النظام عملية عسكرية لاستعادة منطقة المقابر. بدورها، أعلنت هيئة رئاسة الأركان التركية أمس مقتل 23 عنصرا من «داعش» وتدمير 224 موقعاً له في منطقة الباب، موضحة أنه في إطار عملية «درع الفرات» فرضت قوات الجيش الحر سيطرتها الكاملة على قرية السفلانية في محيط المدينة.
مشاركة :