مثلما صاحب انتخابه وحتى ترشيحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لم تمر مناسبة تنصيب الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين دونالد ترامب أمس الجمعة في مبنى الـ»كابيتول» الذي يضم مجلس النواب والشيوخ الأمريكي، دون إثارة حيث تمت مراسم تنصيب الرئيس ترامب بأداء القسم الرئاسي أمام رئيس المحكمة العليا وبحضور أعضاء الكونغرس من كلا المجلسين «النواب والشيوخ»، وبحضور من هم على قيد الحياة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وزوجاتهم، وهم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما وزوجته، والرئيس جورج بوش الابن وزوجته، والرئيس بيل كلنتون وزوجته هيلاري كلنتون، والرئيس كارتر الذي ترمل بعد وفاة زوجته، في حين تعذر مشاركة الرئيس جورج بوش الأب الذي يعاني من متاعب صحية ونقل إلى المستشفى بسبب صعوبات في التنفس. والإثارة جاءت قبل بدء مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي، إذ فاجأ الرئيس دونالد ترامب المسؤولين على تنظيم وتأمين مراسم التنصيب بإضافة بند على ما وضعوه من استعدادات، إذ طلب دراسة إعداد تصور متكامل لمراسم إضافية تشمل كيفية تنظيم عملية مراسم تشييع جنازة رسمية للرئيس، والمقصود هنا الرئيس ترامب نفسه، سواء تمت عملية اغتياله قبل أداء القسم الرئاسي أو بعد أداء القسم، إذ كان يتوجس من عملية تصفيته أثناء حفل التنصيب رغم علمه بكفاءة الأجهزة الأمنية الأمريكية والإجراءات المشتددة جداً التي تنفذ في مثل هذه المناسبات ولا يمكن اختراقها، ولكن لترامب هواجس وأيضاً له اقتراحات غريبة ومنها وضع خطط لتنظيم جنازة رسمية للرئيس المنتخب. أما الجديد الذي رافق احتفالات تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد فهو الغياب شبه الجماعي للفنانين الأمريكيين سواء كبار النجوم من ممثلي هوليود أو المغنيين أصحاب الشهرة العالية الذين كان معظمهم يؤيد منافسة الرئيس المنتخب مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون. دونالد ترامب الذي قطع المسافة بين الكونغرس والبيت الأبيض في ساعة ونصف الساعة تقريباً مشياً على الأقدام بصحبة نائبه وأسرتيهما وأعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة في جو شديد البرودة، وباستقرار الرئيس الأمريكي الجديد في مسكنه الجديد البيت الأبيض دون زوجته التي فضلت البقاء في نيويورك في برج ترامب برفقة ابنها الذي سيمكث في نيويورك لاستكمال دراسته حتى فصل الصيف، حيث ستعود إلى مسكنها في برج تراقب بعد انتهاء المواسم، لذا سيكون ترامب دون زوجته في البيت الأبيض، وهي المرة الأولى التي يقيم رئيس أمريكي في البيت الأبيض دون زوجته حتى إلى حين بالنسبة لترامب، فالسيدة الأمريكية الأولى ستغيب عن البيت الأبيض قرابة أربعة أشهر تعوضها البنت الكبرى للرئيس الجديد الذي تحسب والدها للأمر مبكراً فعين زوجها في وظيفة قيادية في البيت الأبيض. مفاجآت ترامب وما رافق حفل تنصيبه واقتراحه وضع سيناريو وتصور جاهز لإقامة جنازة رسمية وغياب زوجته عنه أربعة أشهر جميعها مؤشرات على أن عهداً جديداً سيبدأ في الولايات المتحدة الأمريكية لابد وأن يحفل بالكثير من المتغيرات التي لن تقتصر على أمريكا فحسب بل ستشمل العالم أجمع.