متحف الاتحاد يروي لزوار دبي تاريخ وحدة الإمارات يقدم متحف الاتحاد في مدينة دبي لمحة مفصلة عن مرحلة وحدة دولة الإمارات ضمن عمل أرشيفي سمعي وبصري يعتمد على تكنولوجيا متقدمة، لكنه يشكل أيضا محطة جديدة ضمن استراتيجية حكومية لتعزيز الوجه الثقافي لهذا البلد الخليجي حديث النشأة. العرب [نُشرفي2017/01/21، العدد: 10519، ص(24)] تاريخ الإمارات بحلة متطورة لبناء مستقبل أفضل دبي - ينافس “متحف الاتحاد”، الذي افتتح مؤخرا في دبي المعروفة بقطاعات الترفيه المتنوعة، مراكز التسوق وناطحات السحاب ومدن الألعاب وغيرها، لاستقطاب الزوار الإماراتيين والأجانب المقيمين فيها والسياح، عبر إضفاء طابع تاريخي أكبر على مدينة تغيّرت ملامحها بشكل كامل خلال مدة زمنية قصيرة. ويقول مدير المتحف في وسط دبي عبدالله معصم الفلاسي إن “الإمارات متميزة في قطاعات كثيرة والثقافة جزء من منظومة التنمية”. ويضيف أن الحكومة الإماراتية رأت أن “تاريخ الإمارات يجب أن يكون حاضرا في هذه الثقافة، فأنشئ هذا المتحف ليروي القصة الشخصية للقادة المؤسسين والدور السياسي في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة”. ويقع مقر المتحف المقام على مساحة 26 ألف متر مربع إلى جانب مبنى “دار الاتحاد” الذي وقعت فيه وثيقة إعلان اتحاد الإمارات في الثاني من سبتمبر من العام 1971، ومبنى ضيافة آخر ومجموعة من الحدائق الصغيرة. وكان الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد افتتحا المتحف رسميا في الثاني من ديسمبر الماضي واقتصرت الزيارات على المسؤولين وحدهم إلى حين افتتاحه أمام الزوار من العامة في السابع من يناير الجاري. وتم استيحاء تصميم مبنى المتحف الضخم، الذي خصص له مبلغ 500 مليون درهم (نحو 136 مليون دولار)، من ورقة مطوية مماثلة لورقة اتفاقية الاتحاد. وفي قاعة الاستقبال الرئيسية تنتظر مجموعة من الشابات اللواتي ارتدين عباءات سوداء الزوار ليرافقنهم في جولتهم داخل المبنى، بدءا من المدخل الزجاجي حيث بنيت لوحة رخامية كبيرة نقشت فوقها فقرة من مقدمة الدستور. وتبلغ رسوم الدخول 25 درهما (نحو 7 دولارات) للأفراد، و10 دراهم للطلاب، و20 درهما للمجموعات. وتبدأ الجولة داخل المتحف بمجموعة من الصور لحفل توقيع اتفاقية الاتحاد في مبنى “دار الاتحاد” بدبي وبينها صورة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يصل إلى مقر التوقيع. ووضعت قرب الصور ثلاث شاشات تفاعلية يمكن من خلال لمسها قراءة نبذات عن حكام الإمارات لدى توحيدها باللغتين العربية والإنكليزية. وعلى بعد أمتار قليلة، نصبت صور عملاقة للرجال السبعة ووضعت تحت كل صورة شاشة تفاعلية تقدم صورا ونصوصا وتسجيلات مصورة وفيديو لكل الحكام. وقرب كل صورة أيضا، ضم لوح زجاجي مقتنيات خاصة بصاحب الصورة، بينها نظارة شمسية من نوع “كاريرا” للشيخ زايد، وجواز سفر للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الرجلين اللذين ينظر إليهما على أنهما المؤسسان الرئيسيان لوحدة الإمارات. وقال محمد سويدان (26 عاما)، الذي يعمل منتجا إبداعيا وهو يزور المتحف للمرة الثانية برفقة صديقه بدر، “المعلومات في المتحف ليست كثيرة جدا لكنها ليس قليلة أيضا. وهي توفي الاتحاد حقه”. ويضيف “المتحف مخصص أيضا للحكام المؤسسين وهو شيء تجهله بعض الأجيال، حيث يمكن لهم أن يروا مقتنياتهم مما يجعلهم أقرب إلى تاريخهم”، معتبرا أن “المتحف يتضمن الأشياء التي تغطي مرحلة الاتحاد بشكل كامل، وهو الهدف الأساسي من المعرض”. ويضم المتحف أيضا مكتبة يمكن للزائر أن يقرأ فيها كتبا تتناول تاريخ دولة الإمارات، وكذلك الاطلاع على المنشورات الصحافية التي صدرت في مرحلة الاتحاد. وفي المتحف الشاسع وتحت سقفه العالي، توجد غرفة تضم طوابع بريدية قديمة وصالة سينما صغيرة تعرض تسجيلات مصورة عن تاريخ الوحدة، وصالة أخرى تبث تسجيلات بتقنية ثلاثية الأبعاد للقاءات بين الشيخ زايد والشيخ راشد. ويمثل متحف الاتحاد حلقة جديدة ضمن سلسلة المبادرات الثقافية لدولة الإمارات، حيث تحاول الحكومة إضفاء طابع ثقافي أكبر على بلد يعتبر الوجهة المالية والاقتصادية الأولى في المنطقة. وفي دبي متحف آخر يستعرض محطات من تاريخ هذا البلد. أما في أبوظبي فهناك متحف يروي سيرة حياة الشيخ زايد. وكانت دبي قد افتتحت العام الماضي دارا ضخمة للأوبرا في وقت تنظم فيه الإمارة شهريا مؤتمرات ثقافية وفنية. والمشروع الثقافي الأكبر في الإمارات هو متحف اللوفر بأبوظبي، وهو مشروع غير مسبوق يقوم على اتفاق يمتد على 30 عاما لإقامة المتحف مع إعارته أعمالا فنية من متاحف فرنسية في مقابل مليار يورو. وبين مجموعة من الصور التي تعود لمرحلة الوحدة، تتمشى نوشي مادن، السائحة البريطانية من أصل إيراني، برفقة والدتها في متحف الاتحاد، فتتوقفان تارة لقراءة نص من الدستور أو وثيقة تاريخية، وتارة أخرى لالتقاط صورة سيلفي. وتقول نوشي وهي تبتسم “الأمر المثير هو أنه في الغرب لا نرى أو نسمع كثيرا عن تاريخ الإمارات العربية وعندما تأتي إلى هنا تدرك أكثر فأكثر كيف تأسس وتطور هذا التاريخ”. وترى أن “دبي في الخارج، في مستوى النظرة الأوروبية، هي وجهة للزيارة، لكن ما لا يدركه الناس هناك، أن تاريخ هذا المكان هنا لا نعرف عنه شيئا”. :: اقرأ أيضاً عرض سترات الجيش ضمن أسبوع الموضة في برلين ريا وسكينة تتسللان من مصر إلى سوريا
مشاركة :