المخابرات الأمريكية تكشف على الإنترنت كنزها المخبوء

  • 1/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد عمار عوض غرق الناشطون والمدافعون عن حرية المعلومات، وهم تغمرهم الفرحة، في دهاليز ملفات المخابرات الأمريكية، التي وصل عددها إلى 13 مليون صفحة جرى رفع السرية عنها، ووضعها على موقع الوكالة على الإنترنت، ما يتيح الوصول إليها من أي مكان في العالم، بعدما كان يقتصر الدخول إليها من أربعة أجهزة حاسوب فقط في ولاية ميريلاند؛ حيث الأرشيف الوطني للوكالة. وفور وضعها، أول أمس، بموجب الحكم القضائي، الذي ناله المدافعون عن حرية المعلومات في الولايات المتحدة، بدا الكثير يتكشف رويداً رويداً عن سعي المخابرات الأمريكية لتطوير برنامج نفسي يتيح الحصول على المعلومات، ونقلها بالتخاطر الذهني عبر البرنامج، كما تناولت الوثائق تطويرها للحبر السري، الذي يكتب دون رؤيته، إضافة إلى رفع السرية عن الوثائق التي تتحدث عن شهادات شهود لمشاهدتهم أطباقاً طائرة. وتنقل المستندات، التي جرى الكشف عنها، استعداد الولايات المتحدة لهجوم من مركبة فضائية خارجية. ظهر إلى السطح من هذا الكنز المعلوماتي المخبوء ما نقلته سي إن إن عن الخوف، الذي كان يحيط بمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل نحو شهر من قتله، من تفكك منظمته الإرهابية، وسعيه وتركيزه في أيامه الأخيرة لبناء هيكل قوي للتنظيم في بلاد اليمن، بينما ركزت نيو يورك تايمز على رفض المخابرات الأمريكية نشر 200 صفحة تتعلق بالتعذيب في سجن أبوغريب العراقي تحديداً، لكنها نقلت كيف كان يجري استخلاص المعلومات من الإرهابيين المعتقلين بطرق وحشية وغير تقليدية. مرض حافظ الأسد ومناوشاته مع شقيقه رفعت الأسد، وخداعه للأمريكيين في بيروت كان لها النصيب من هذه الوثائق، إضافة إلى النزاع المصري السعودي حول جزيرتي صنافير وتيران؛ حيث تكشف الوثائق أن الولايات المتحدة ظلت في كل مراسلاتها وصور أقمارها التجسسية تشير إلى سعودية الجزيرتين، في وقت ما زال الباحثون ينقبون في الوثائق، التي يتوقع أن تفجر الكثير من القضايا في مقبل الأيام. تطوير التجسس بـ التخاطر من بين السجلات الأكثر غرابة الوثائق الخاصة بمشروع ستارغيت، الذي سعت من خلاله المخابرات الأمريكية إلى التعامل مع القوى النفسية وتطوير قدرات توارد الخواطر للحصول على المعلومات، بحسب صحيفة ديلي تلغراف البريطانية التي تطرقت إلى وثيقة تصف هذا المشروع بالتفصيل، وتبين كيف جندت وكالة الاستخبارات المركزية المتطوعين للدخول في برنامج تدريبي من شأنه أن يسمح للناس بالحصول على المعلومات دون استعمال أي وسائل معتادة، التي سوف تستخدم كسلاح لا يمكن ردعه، وتشمل تلك السجلات اختبارات عالم النفس المشهور يوري جيلر في عام 1973؛ حيث تشير بالتفصيل كيف كان جيلر قادراً على تكرار الصور التي يقوم برسمها آخرون في غرفة منفصلة مع بعض الاختلافات الطفيفة، لكن في بعض الأحيان تكون دقيقة جداً، مما حدا بالباحثين أن يخلصوا إلى أنه أثبت قدرة الإدراك الحسي عبر خوارق له بطريقة مقنعة وواضحة. ويوضح جيلر في وثيقة أخرى فعلت أشياء كثيرة لوكالة المخابرات المركزية. وأضاف أنهم يريدون لي أن أقف أمام السفارة الروسية في المكسيك، وأن أمسح الأقراص المرنة التي جرى نقلها جواً من قبل العملاء الروس. أطباق طائرة وعرافون وحبر سري من الغرائب التي نقلتها ديلي تلغراف أن وثائق عام 1980 كشفت سعي المخابرات الأمريكية للاستعانة بالعرافين لمعرفة المستقبل أو الاستخدام الذهني لتحريك الأشياء؛ حيث تقول إحدى خلاصات التجارب لقد ظهرت قيمة عسكرية واضحة لنكون قادرين على زعزعة معدات العدو الحساسة، فمن صالح الجيش تقييم صحة هذه الادعاءات. كما تناقش وثيقة أخرى حضور ساحر من تبليسي (جورجيا) كان يشفي المرضى عام 1969 لمبنى الوكالة لنفس الغرض. وتشمل السجلات التي وضعت على الأون لاين لأول مرة تقارير غير عادية حول شهادات عن الأطباق الطائرة؛ حيث تتضمن إحدى الوثائق رصد ظاهرة غير طبيعية على حدود اتحاد الجمهوريات السوفييتية السابقة مع إيران في يونيو /حزيران 1966، التي استمرت لنحو خمس دقائق بحسب أحد الشهود الذي قال في الوثيقة لاحظنا فجأة ضوءاًَ ناصع البياض يقارب لون سطوع القمر الكامل ثم ظهر فجأة في المجال صحن، وكان يقارب ثلاثة أضعاف حجم القمر. وبعد فترة أصبح ضوؤه خافتاً جداً وحجمه الهائل بدا يملأ السماء ويضيف التقرير أنه منذ عام 1947، ورد حوالي 1500 تقرير رسمي من مشاهدات لأطباق طائرة، وحوالي 20% منها غير مبررة. كما يظهر تقرير المخططات التي أعدتها المخابرات الأمريكية لمواجهة تهديدات من مركبات فضائية من عوالم أخرى، ويناقش التقرير تهديدها المحتمل، لأمن الولايات المتحدة. وكانت هناك أيضاً وثائق تتحدث عن صناعة نوع من الحبر السري، تكتب به الرسائل على الجسم البشري وتكون غير مرئية، ويتم إظهارها لاحقاً، وأن تدمير الرسائل يحتاج إلى غسل الجسم ومن ثم غسلها مع الجير أو عصير الليمون، للقضاء على جميع العلامات، وأنه يصنع من الفضة وكلوريد الزئبق. غضب على حجب صور أبوغريب قضية حجب الصور وتقارير المخابرات عن كيف عامل رجال الجيش الأمريكي المعتقلين في سجن أبو غريب ومواقع أخرى في أفغانستان والعراق، سيطرت على الصحافة الأمريكية خاصة بعد حكم القاضي الفين هيلرستين في منهاتن الأربعاء 18 يناير / كانون الثاني 2017، إن من الملائم إظهار الصور، لأن وزير الدفاع آشتون كارتر لم يثبت كيف سيعرض نشرها حياة الأمريكيين في الخارج للخطر، ولم يتم الكشف عن عدد الصور المطلوب إظهارها في الدعوى، لكنه يُقدَّر بنحو ألفي صورة بحسب أرشيف الكونغرس ووثائق المحكمة. وكان وزير الدفاع آشتون كارتر سمح بإظهار 198 صورة، لكنه أمر بالاحتفاظ بالبقية في طيِّ الكتمان، مشيراً إلى قيام 4 قادة عسكريين رفيعي المستوى سيقومون بمراجعة البقية. قالت صحيفة واشنطن بوست في هذا الخصوص الملفات المتاحة حديثاً تكمل السجل التاريخي ليعرف الجمهور حقيقة برامج التعذيب. ونقلت الصحيفة مخاوف للديمقراطيين من أن الإدارة القادمة للرئيس دونالد ترامب، الذي أعرب عن تأييده لأساليب الاستجواب المحظورة، يمكن أن تتسبب في إخفائها إلى أجل غير مسمى، أو تدميرها. ومع هذا تشير نيويورك تايمز إلى أن الوثائق التي جرى كشفها تحوي تفاصيل مهمة، فعلى سبيل المثال تشير إحدى البرقيات التي جرى كشفها أن المساجين - المعتقلين لدى المخابرات الأمريكية كانوا يقولون إنه جرى حقنهم بمادة مخدرة مجهولة دون موافقتهم والتي كان لها آثار قوية عليهم. وتشير وثيقة في 18 أغسطس/آب 2002، أنه بعد 15 يوماً من اعتقال وتعذيب الإرهابي أبوزبيدة من خلال إيهامه بالغرق مراراً وتكراراً، ووضعه في صندوق صغير، ودفعه بقوة إلى الجدران، أرسل المحققون برقية إلى مقر قيادة المخابرات الأمريكية تفيد أن المعتقل لم يقدم معلومات مهمة رغم التفاصيل الواردة حول استجوابه، وتشير الصحيفة إلى أن المعلومات الجديدة التي جرى الكشف عنها تتفق مع ما خلص له تقرير لجنة مجلس الشيوخ حول أساليب الاستجواب التي قامت بها المخابرات - التعذيب - لم تكن فعالة في الحصول على المعلومات الاستخبارية أو كسب التعاون من المعتقلين. ابن لادن ينافق إيران وكان لزعيم القاعدة الإرهابية أسامة بن لادن النصيب الكبير في الوثائق التي جرى الإفراج عنها عبر 49 وثيقة نُشرت. وتعد الوثائق الجديدة، والمكونة من مئات الصفحات، هي المجموعة الرابعة من الوثائق الخاصة الصادرة عن الحكومة الأمريكية منذ عام 2012. وبحسب سي ان ان كان ابن لادن يشعر بالقلق على تنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يقوده، معتبراً أنه يشيخ ويتقلص. ويولي في الوقت نفسه الكثير من الاهتمام لرفاهية أولاده الذين زاد عددهم على العشرة، من زوجاته الخمس، كما يبدو ابن لادن قلقاً عليهم ويحذرهم من أي محاولة لزرع شريحة إلكترونية بدون علمهم، تسمح بمتابعة تحركاتهم. كما تشير الوثائق إلى الاهتمام الخاص الذي كان يوليه لمسقط رأسه اليمن؛ حيث كان يتشكل فرع جديد للتنظيم الإرهابي. كما حذر ابن لادن أتباعه في اليمن من أنه على الرغم من كونها البلد العربي الأفضل لتصبح دولة إسلامية، فإن القاعدة الإرهابية ببساطة لا تمتلك القدرة اللازمة لإدارة دولة حقيقية. ومنح تقرير جاء من نيجيريا في 2009 زعماء القاعدة الإرهابيين تفاصيل عن جماعة بوكو حرام، غير المعروفة حينها، والتي ذاع صيتها السيئ منذ ذلك الحين عبر اختطافها مئات الفتيات النيجيريات، كما أعلنت ولاءها لتنظيم داعش الإرهابي. وفي خطاب في العام نفسه، رسم ابن لادن صورة شديدة السوء للنظام في إيران. وكان زعيم القاعدة الإرهابية حريصاً على تجنب نقد الإيرانيين في العلن - الذين كانوا يحتجزون عدداً من أفراد عائلته ومنظمته الإرهابية في إيران، حيث فروا بعد سقوط طالبان في أفغانستان المجاورة- إلا أن ابن لادن كان يحمل بشكلٍ خاص ازدراءً كبيراً للنظام. بينما يأخذ خطاب آخر غير مؤرخ، ربما يكون من ابن لادن، منحىً أكثر شراً، إذ دافع عن قتل الصحفيين والكتاب واحتفل بمقتل أحد مصوري هيئة الإذاعة البريطانية سي بي سي في السعودية، وهو ما يبدو إشارة إلى سيمون كامبرز الذي قُتل في 2004 إثر هجوم إرهابي في العاصمة السعودية الرياض استهدف كذلك مراسل الهيئة، فرانك غاردنو، الذي نجا منه، لكنه أصيب بشلل جزئي تسبب في استخدامه كرسياً متحركاً. كما كان هناك دفتر غير مؤرخ بحسابات العائدات الشهرية بنحو 50 ألف دولار، أنفقها أعضاء القاعدة على وقود الديزل والطعام وهدايا زفاف أعضاء التنظيم الإرهابي، إضافة إلى نفقات نقل قادتها. على مدار السنوات الخمس الماضية، كُشف إجمالاً عن 282 وثيقة من مجمع ابن لادن، إضافة إلى 266 وثيقة ذات صلة، مثل دراسات المراكز البحثية ووثائق حكومية أمريكية احتفظ بها بن لادن في مكتبته التي حافظ عليها في أبوت أباد شمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وفقاً لبعض المسؤولين الأمريكيين المطلعين على كومة الوثائق، فلم يُكشف عن نحو 100 أو 200 من وثائق زعيم القاعدة للعلن، بسبب الاعتقاد باحتوائها على بعض القيمة الاستخباراتية. أما الآن، فإن قرار الإفراج عن بقية وثائق ابن لادن يقع بين يدي إدارة ترامب. كيف عرف الأمريكيون بمرض الأسد باللـوكـيميا؟ الوضع في سوريا كان له نصيب عبر الرسائل التي تحوي تقارير لعملاء للمخابرات الأمريكية، حيث تشير واشنطن بوست إلى تقرير للمخابرات بتاريخ 23 مايو/ أيار 1983 والذي سحبت منه المصادر واسم كاتبه، يكشف كيف لاحقت واشنطن تحركات رفعت الأسد في الوقت الذي كانت تدور أقاويل عن مرض أخيه حافظ الأسد، الذي سربه الموساد الإسرائيلي لأصدقائهم الأمريكان. ويربط كاتب التقرير غير المعروف بين مرض حافظ الأسد وإعادة الانتشار الذي نفذته سرايا الدفاع التابعة لشقيقه رفعت الأسد؛ حيث غيرت مواقعها واقتربت أكثر من العاصمة (دمشق) ونشرت أتباعاً بانتظار اللحظة المناسبة. وتكشف الوثائق كيف استثمرت الولايات المتحدة زيارة حافظ الأسد للأردن في إرسال خبراء من العملاء راقبوا تحركات الأسد في الزيارة التي حدثت في تلك الفترة وخرجوا بتقرير يفيد بأن الأسد مصاب بـاللوكيميا، أي سرطان الدم. وتكشف الوثائق منزوعة المصادر عبر أحد التقارير أن رفعت الأسد، جرى تصويره على أنه من المناصرين للولايات المتحدة لأن لديه ممتلكات خاصة، وأولاده يدرسون في المدارس الأمريكية، وأن أعداءه من داخل دائرة الحكم الضيقة كانوا ينتقدونه مباشرة وغير مباشرة ويتهمونه بالفساد، وصولاً إلى اتهام مباشر بالسعي من أجل الوصول لسدة الحكم، ويرى كاتب التقرير أن رفعت الأسد كان يرى أن دور السوفييت في سوريا أكبر مما يجب. تيران وصنافير سعودية من وجهة نظر مخابراتية بالنسبة للجدل حول ملكية جزيرتي تيران وصنافير نقلت روسيا اليوم أن وثائق المخابرات الأمريكية المفرج عنها والتي تعود لفترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء المصرية، أن واشنطن لم تكن تشكك في تبعية الجزيرتين للسعودية. ومن بين هذه الوثائق صور فضائية التقطت في الفترة 1968-1971 وتفسيرات لها حول الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في تيران وصنافير. وفي هذه الوثائق توصف الجزيرتان بأنهما سعوديتان، وتعتبران بذلك أراض سعودية محتلة من قبل إسرائيل. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 1970، رصد الخبراء الأمريكيون مدرجاً جديداً للإقلاع والهبوط، في تيران، يتناسب من حيث الحجم والتصميم مع 4 مدرجات من هذا القبيل بنتها إسرائيل في سيناء المحتلة. كما تظهر الصور منشآت عسكرية أخرى، وزورق إنزال إسرائيلية عند ساحل الجزيرة. وفي وثيقة أخرى، تعود إلى إبريل/نيسان عام 1971، يؤكد الخبراء الأمريكيون، استمرار الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في تيران، بما في ذلك بناء معسكر صغير على الساحل الجنوبي للجزيرة، ووجود زورق إنزال راس في المنطقة نفسها. وتتمركز القوات المصرية في تيران وصنافير منذ عام 1950، وكانتا من القواعد العسكرية الاستراتيجية لمصر في فترة العدوان الثلاثي عام 1956، واحتلتهما إسرائيل لكنها أعادتهما إلى مصر بعد توقيع من البلدين على اتفاقية السلام في عام 1979.

مشاركة :