إعداد:قرشي عبدون حققت كوسوفو اعترافاً جزئياً كدولة مستقلة من قبل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، للعالم لمّا نالت استقلالها عن صربيا في 2008، إنه أصغر شعب في أوروبا، فأقدامها الهشة وتاريخها الحديث غير المتين يجعلان من كوسوفو وجهة سياحية غير معروفة لدى الكثير من السياح حول العالم، ومع ذلك يمكن أن تكون كوسوفو وجهة سياحية محفزة ومثيرة لأولئك الذين يريدون اكتشاف الكنوز السياحية المخبوءة برغم عناوين الأخبار. لقد كانت الثقافات والاديان تتصارع وتتعارك في كوسوفو الحديثة منذ قرون ولكن في الفترات التي شهدت فيها الاضطرابات، أصبحت هذه الدولة الصغيرة رائدة في التعايش السلمي وإثراء الثقافات المتبادلة، ففي حين غالبية السكان من المسلمين الألبان، ويليهم المسيحيون الأرثودكس من الصرب، فإن هناك مجموعات عديدة أخرى بثقافاتها الفريدة وأسلوب حيواتها.وكذلك النصب التذكارية على جنبات الطرق وجنود الناتو الذين يرتدون الكاكي تجعل ماضيها صعباً على النسيان، ولكن البقاع التاريخية مثل جانجيفو وديكاني مونستري المدرجة على قائمة اليونيسكو يعرض التاريخ المميز لكوسوفو الذي طغت عليه قائمة الفظائع.تعتبر بريشتينا العاصمة الأوروبية الأصغر مدينة انتقائية على نحو متزايد بثقافة مقاهيها المفعمة بالحيوية، أما مدينة بريزرن الوادعة فإن زوراها يقعون في حبها، بشوارعها المرصوفة، وجدرانها العتيقة ومساجدها العثمانية العامرة وكنائسها الأورثوذكسية تضفي أجواءً رومانسية على هذه البلدة القابعة على ضفة النهر، فيما مهرجان دوفست للأفلام ومهرجان هاسي جيهون للفلكلور يمنحان مصداقية لوضعيتها كعاصمة ثقافية.وكذلك تعد معظم مناطق الريف في كوسوفو مناطق مجهولة بالنسبة للسياح، ولكن قممها الجبلية المثيرة وشلالاتها المنهمرة وبحيراتها الشفافة تلائم السياح المولعين بالمغامرات المثيرة، أضف كل هذا إلى أسعارها التي لاتقارن ببقية دول أوروبا، فليس من المستغرب لو لاحظ المرء بسهولة أعداد السياح الآخذة في الازدياد، فسواء كان السائح يرشف قهوة في مقهى حديث، أو كان جائلاً في مناطقها النائية أو زائراً مواقعها التاريخية، فعندما ينظر المرء إلى العناوين الرئيسية للأمس، فسيجد جمالاً مدهشاً لأرض عذبة.تاريخ كوسوفوخلال القرون الوسطى، كانت كوسوفو مركز الامبراطورية الصربية، وكان ذلك حتى معركة كوسوفو في القرن الرابع عشر، عندما هزم العثمانيون الصرب وحلفاءهم، مما أفسح الطريق للأتراك لأنشاء حكم في المنطقة ظل من منتصف القرن الخامس عشر إلى بواكير القرن العشرين.كان غالبية سكان كوسوفو من الصرب قبل الحكم التركي، ولكن مع وصول العثمانيين انتشر الإسلام على نطاق واسع وارتفع عدد المسلمين من الإثنية الألبانية. وفي عام 1912 سيطرت صربيا مرة أخرى على كوسوفو خلال الحرب العالمية الأولى، عندما أصبحت كوسوفو جزءاً من مملكة الصرب وكرواتيا وسلوفينيا، التي سميت لاحقاً بيوغسلافيا، حيث كانت متحدة مع ألبانيا خلال الحرب العالمية الثانية في ظل الحكم الإيطالي، حيث تم تحريرها لاحقاً ونالت الحكم الذاتي في إطار يوغسلافيا.وفي عام 1989 شرع سلوفودان ملوزفيتش في تنفيذ أجندته المتطرفة في خطاب جماهيري في ساحة معركة كوسوفو وعد خلاله بتقييد منطقة الحكم الذاتي، مما ادى إلى اندلاع ثلاثة حروب وتفكك يوغسلافيا، حيث كان نزاع كوسوفو أخر عمل في الدراما البلقانية.أشهر الأماكنتقبع بلدة اكتشف بيا التاريخية الفاتنة على مقربة من تلال مهيبة ومناظر طبيعية خلابة ومن نهر بسترتشا المنهمر، لديها بازار مركزي وسوق صاخبة تضج على نحو حازم، ولا تزال تحتفظ بسحر عالمها القديم.وفي كوسوفو خاصة في مناطق الصرب تتميز بتقديم أشهى أطباق اللحوم المشوية التي تكون طازجة ومطهية وتقدم في شكل وجبة كبيرة، يتناولها الزوار على معداتهم الفارغة، حيث لا تزال الإرث العثماني حاضراً في مطاعم كمطعم تيف برزريني، كما ينصح السياح الذين يريدون تجريب الجبن الكوسوفي التقليدي الذهاب إلى الأسواق المحلية.كذلك، تتباهى بريشتينا عاصمة كوسوفو بمعالم جذبها، كالمتحف القومي، ومعرض الفنون والمسرح، كما أن هناك العديد من المساجد التاريخية من بينها مثل مسجد الملك وفيفيناز، بالإضافة إلى كنيس سينت نيكولاس الصربي الغني بالحاجز الأيقوني، ومع ذلك فإن أكثر ما يميزها هو فن العمارة الحديثة للمكتبة الوطنية في كوسوفو حيث يتدول الناس موضوعه في العديد من المقاهي الأنيقة في المركز.والآن ما رأيك بنزهة في التلال الوادعة؟ يبلغ ارتفاع تلال جيرافيكا 2656 متر، فهي أعلى تلال في كوسوفو ومن السهل تسلقها، تقع جنوب غرب كوسوفو، على طول الجبل الأسود وألبانيا، حيث تتيح مناظر طبعية خلابة فوق جبال الألب الألبانية. فعندما يكون السياح بالقرب من الحدود الألبانية، يمكنهم البحث عن بحيرة زمرا التي تشبه القلب.كذلك، تقع قلعة كلاها، وهي مدينة عثمانية عند سفح جبال شار، وتضم العديد من المساجد الجميلة والحمامات التركية التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. وتواجه مدافعها مدينة بريزرن ورابضة فوق المدينة لتتيح مناظر رائعة في الصباح وفي مكان قريب منه توجد كنيسة سيدة جافيس المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.تعتبر مدينة بريزرن، وبيا وغياكوفا من أفضل الأماكن للعثور على الحرف اليدوية، التي تشمل المشغولات المعدنية الصغيرة مثل الفضة والنحاس والنحاس الأصفر، كما أن النقوش الخشبية والآلات الموسيقية من الهدايا التذكارية الشعبية، وتشمل المشتريات الأخرى، الأزياء المطرزة، والدانتيل والجلود، وملابس التريكو ومجموعات القهوة التركية.التقاليد الاجتماعيةعلى السياح تجنب تصوير المنشآت العسكرية وبيوت الصرب في الجانب الألباني وبيوت الألبان في الجانب الصربي، فقد تتسبب في مشاعر سلبية. أما اللغات التي يمكن أن تسمعها في نفس المنطقة والشارع فتتنوع من الإلبانية والصربية إلى البوسنية وحتى التركية. وتتمتع كوسوفو بطقس قاري معتدل مع البرد وشتاء تتساقط فيه الثلوج وصيف دافئ، حيث يعتبر شهرا مايو/ آيار، وسبتمبر/ أيلول أفضل الشهور لزيارتها. وينصح السياح بارتداء ملابس متوسطة في فصل الشتاء، ومعاطف ثقيلة، وفي الصيف ملابس خفيفة ومعاطف واقية من المطر.هل تعلم؟} تضم كوسوفو أقل متوسط عمري بين السكان في أوروبا، حيث 70% من مواطنيها هم تحت سن 35 سنة. } الشارع العريض في بريشتينا الذي تكتنفه الأشجار سمي على اسم الرئيس الامريكي بيل كلينتون الذي تم تكريمه بتمثال ذهبي يبلغ ارتفاعه 10 أقدام في العاصمة الكوسوفية. } كوسوفو غنية بفحم الليغنيت وتعتبر إحدى المناطق المكتظة في أوروبا. } غالبية سكان كوسوفو من المسلمين، وفيها أقليات مسيحية.
مشاركة :