أعلنت شرطة مدينة «ريجّو كالابريا» الإيطالية أمس، توقيف ربّانَين نيجيريين (28 سنة كلاهما) كانا يقودان سفينةً أنقذها خفر السواحل الإيطالي وقطعة من البحرية البريطانية في مياه المتوسط قُرابة سواحل ليبيا، وحملت إلى ميناء المدينة 182 مهاجراً الأحد الماضي. ووُجّهت إلى الموقوفَين تهمة «تجارة البشر» و«المساهمة في الهجرة غير الشرعية». وأشارت التحقيقات إلى أن القارب الخشبي الذي حمل هؤلاء المهاجرين انطلق من ساحل مدينة صبراطة الليبية وتعطل بعد 5 ساعات من إبحاره، فيما كانت المؤن على متنه شبة معدومة، ما كان سيعرض حياة المهاجرين للخطر. وصادق قاضي التحقيق على توقيف النيجيريين وأحالهما إلى سجن المدينة بانتظار محاكمتهما. في غضون ذلك، اجتمع مسؤول الهجرة في الاتحاد الأوروبي ديمتريس أفراموبولوس أمس، مع رؤساء بلديات 5 جزر يونانية يتزايد فيها الغضب بسبب استمرار وجود أكثر من 15 ألف لاجئ ومهاجر. وسعى أفراموبولوس الى طمأنة رؤساء بلديات ليسبوس وساموس وخيوس وكوس وليروس، الذين اتهموا الحكومة اليونانية بتجاهل دعواتهم لتخفيف الضغوط عن مخيمات المهاجرين المكتظة. ووصل الخلاف إلى ذروته هذا الشهر، عندما اتهمت وزارة الهجرة اليونانية مسؤولين محليين بعرقلة جهود إيجاد مساكن بديلة لمئات المهاجرين الذين يعانون من انخفاض درجات الحرارة دون الصفر. وصرح أفراموبولوس للصحافيين عقب الاجتماع في إشارة الى صور خيم اللاجئين وقد طمرتها الثلوج: «اتفقنا على أن الصور التي شوهدت الأسبوع الماضي يجب ألا تشاهد مرة أخرى». إلا أن رئيس بلدية إحدى الجزر قال أن على السلطات أن تسمح بنقل اللاجئين الأكثر عرضة للأخطار إلى أثينا. في سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للطفولة (يونيسف) أول من أمس، أن أكثر من 23 ألف طفل لاجئ ومهاجر يمكن أن يصابوا بالتهابات تنفسية «وحتى الموت بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم» بسبب موجة البرد الشديد التي تجتاح أوروبا. ولا يزال حوالى 23700 طفل لاجئ ومهاجر بينهم أطفال رضع وحديثو الولادة، عالقين في اليونان والبلقان حيث انخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما دون 20 درجة مئوية. وقال مستشار الصحة لوسط أوروبا وشرقها في منظمة اليونيسف باسل رودريغز: «أجسام الرضع والأطفال الصغار عادة لا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون التي تحميها من البرد، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل تنفسية وربما التهابات فيروسية وبكتيرية قاتلة مثل ذات الرئة والإنفلونزا».
مشاركة :