شريف رزق: المفاضلة بين الكتاب الورقي والإلكتروني سخيفة

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: الخليج تدور حياة الشاعر والناقد شريف رزق داخل مكتبة، منذ أن قرأ أول كتاب في حياته لنجيب محفوظ، وبجانب هذا تشغله مآلات هذه المكتبة، التي لا تفرق بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، فقد رأى ما آل إليه مصير مكتبة الشاعر محمد عفيفي مطر بعد رحيله، وهنا في هذا الحوار ندخل مع الشاعر شريف رزق إلى حرم مكتبته، فإلى التفاصيل. هل تقرأ كتاباً في نسخة إلكترونية؟ - مكتبتي الإلكترونية تضم آلاف الكتب، من ثقافات متعددة، وأجعلها مكتبة محمولة معي في الغالب، وقد تعودت المكتبة الإلكترونية، ولا أرى صراعاً بينها وبين المكتبة الورقية، ولا أحب المفاضلة بينهما، وهي مفاضلة سخيفة. هل تذكر أول كتاب قرأته؟ - الكتاب الأول، الذي قرأته كاملاً، خارج الكتب المدرسية المقررة، هو رواية الكرنك لنجيب محفوظ، كنت في نحو الثالثة عشرة من عمري، برفقة أبي، وتصادف أن وجدت رواية الكرنك في المنزل الذي كنا نقيم فيه أنا وأبي، جذبتني الرواية بإخراجها المميز، ولم أكد أشرع في قراءتها حتى وجدتني أمام عالم شدني إليه بقوة، لقد فتحت لي هذه الرواية عوالم أخرى، غير العوالم الإنشائية في أدب الدراسة التعليمية، أنهيتها وقد عقدت العزم على الوصول إلى بقية أعمال نجيب محفوظ، بعدها وجدت روايته الطريق، لم أنم ليلتها حتى انتهيت منها مع مطالع الصباح، كان الشوق إلى المجهول، وطريقة السرد، والتفاصيل الإنسانية المكثفة، تستولي عليَّ، ثم قرأت الحرافيش، وكان أبي يشاركني عشق نجيب محفوظ، غير أنه كان يتابعه في أعماله في صيغها السينمائية والإذاعية. ما الذي تركته هذه الكتب من أثر فيك؟ - بدأت أتيقن أن هذا الطريق هو الذي خلقت له في الأساس؛ وقد شرعت حينئذٍ في كتابة نصوص من حياتي المعيشة في صور أقاصيص، وكانت متعة القراءة، ومتابعة كل ما تصل إليه يداي من إبداعات عربية ومترجمة لا تعدلها متعة. كيف كانت المحطة التالية؟ - فتنني يوسف إدريس في بيت من لحم وكانت مدخلي لعوالمه الإنسانية الحية، وسرده الشفاهي الذي يلتحم بلغة الحياة المعيشة.. وتأكدت تماماً أن الأدب الحقيقي لا مكان له في الكتب التعليمية؛ وأنها فقط وسيلة لتعليم الإنشاء الأدبي والسلامة اللغوية والنحوية، أما طه حسين فقد فتنني بتموجات أسلوبه، وأحببت له الجزء الأول من الأيام، والمعذبون في الأرض والعديد من فصول على هامش السيرة، وأبرز الأعمال العالمية المترجمة التي قرأتها في هذه الآونة البؤساء لفيكتور هوجو، والجريمة والعقاب لدستويفسكي، وله أيضاً ذكريات بيت الموتى، أما تشيكوف فقد فتنني بحضوره الإنساني الباذخ، أما جبران خليل جبران فقد فتنني بروحانيته الغنائية الرسولية، وأحببت له الأجنحة المتكسرة، والنبي، وشيئاً فشيئا بدأت أستكمل أعمال هؤلاء، وأقرانهم، وبدأت أعيش داخل مكتبة. هل هناك كتاب معين قادتك إليه المصادفة؟ - تصادف أن قرأت كتاب نيكلسون في التصوف الإسلامي بترجمة أبي العلا عفيفي، ففتح أمامي آفاقاً جديدة، وقرأت المواقف والمخاطبات، واللمع للطوسي، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني، وبدأت مكتبة التصوف الإسلامي تأخذ مكانها، وتتنامى في مكتبتي. وماذا عن الشعر في تلك الفترة المبكرة من التكوين؟ - الشاعر الذي أخرجني من المنظومات الشعرية المدرسية الجافة هو نزار قباني؛ كان تحرر اللغة الشعرية عنده، وغنائيته المتدفقة، وارتباطه بالمعيش مدهشاً لي، ومن نزار كانت خطوة أخرى في مشهد الشعرية العربية الجديدة مع صلاح عبدالصبور والسياب ومحمود درويش وأمل دنقل، أما أدونيس، والذين معه، فقد فتحوا آفاقاً أخرى أمامي، بدت فيها المغامرة اللغوية، والتجريب الشعري في شكل وبنية القصيدة، ومن بين هذا التيار فتنني عفيفي مطر أكثر؛ بخصوصيته واستقلال خطابه.. وبدأت المكتبة تتسع أكثر بأعمال هذا الفريق، وبالتراث الشعري المتنوع، في تحولاته في مشهد الشعرية العربية، منذ العصر الجاهلي، حتى وقتنا الراهن، كذلك في مشهد الشعرية الأوروأمريكية، وأخذت كتب علم الجمال، ونظريات النقد والدراسات الأدبية، تأخذ أماكنها في المكتبة. هل تحتفي بما تكتبه وتنشره في ركن خاص بالمكتبة؟ - بدأت أقسام المكتبة تتحدد؛ الرِوايات، وكتب الأدب، والموسوعات الأدبية، وغيرها وخصصت في المكتبة قسماً وضعت فيه، في البداية، منشوراتي في الدوريات الأدبية العربية، ثم اتسع ليتضمن نسخاً من كتبي الشعرية والنقدية، وما كتب عني. هل تتخلص من كتب معينة؟ - أصبحت أتخلص من الكتب التي لا أرى أنني سأعود إليها من جديد، وأصبحت المكتبة موزعة بين شقتي وبيت والدي، وأصبحت الحاجة ملحة لوجود مكان أوسع خاص بالمكتبة وحدها.

مشاركة :