شارك الوفد التركي إلى آستانة، في لقاءات عقدت أمس قبل ساعات من انطلاق المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة تحت رعاية روسية تركية إيرانية. وقالت مصادر دبلوماسية إن الوفد التركي عقد مباحثات ثنائية مع الجانبين الروسي والإيراني وأخرى ثلاثية شاركت فيها المعارضة السورية، واستهدفت تقريب المواقف من أجل الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا الذي يشكل الأساس لمفاوضات آستانة ووضع الوثيقة الختامية المقرر صدورها (غدا) الثلاثاء إذا لم يتم تمديد أعمال المؤتمر. وذكرت المصادر أن هناك تقاربا في المواقف بين أنقرة وموسكو التي ترغب في أن تلعب دورا محايدا بين النظام والمعارضة فيما بدأ الموقف الإيراني بعيدا عنهما ويسعى إلى جذب روسيا لتكوين جبهة مع إيران والنظام السوري للضغط على المعارضة. وكان المتحدث باسم الكرملين قد أكد أول من أمس أن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات السلام السورية في آستانة برفضها مشاركة وفد الولايات المتحدة وأن موسكو ترحب بمشاركة الولايات المتحدة وأنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة واشنطن. وشارك في المشاورات التحضيرية في آستانة أمس ممثلون عن الوفود التركية والروسية والإيرانية. وكان من المشاركين رئيس إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرشي فيرشينين، والموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا الكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي سيداد أونال. وستشارك في مؤتمر آستانة وفود كل من روسيا وتركيا وإيران، فضلا عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وستجرى المباحثات خلف أبواب مغلقة في فندق ريكسوس. وتنطلق المفاوضات في آستانة وسط اتهامات وجهتها المعارضة السورية للنظام والجماعات المسلحة المدعومة من إيران بمواصلة شن هجمات عسكرية في عدة مناطق بسوريا بينها وادي بردى قرب العاصمة بغض النظر عن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بضمانة روسية ـ تركية، وقالت مصادر دبلوماسية إن وفد المعارضة السورية المسلحة عرض على وفد روسي في أنقرة الأسبوع الماضي مبادرة لإعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى، غرب العاصمة دمشق. وعقد وفد المعارضة السورية اجتماعا مع الوفد التركي في آستانة تزامنا مع اجتماع بين أطراف المعارضة ذاتها للاتفاق على رؤية موحدة بشأن مطالبهم لعرضها في اجتماعات اليوم. وتتمسك روسيا بإجراء مفاوضات مباشرة بين المعارضة والنظام، بينما ما يركز عليه الوفد التركي ومعه المعارضة المسلحة هو تثبيت وقف إطلاق النار ووضع آليات لمراقبة الخروقات ومعاقبة الأطراف التي تنتهك وقف إطلاق النار. ومن المنتظر أن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ بين المعارضة والنظام في 30 ديسمبر نتيجة تفاهمات تركية روسية، وبضمان الدولتين، القضية المحورية في المباحثات. وفي حال تأسيس آليات تدبيرية لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار في آستانة، واتخاذ قرارات في هذا الخصوص، سيتم الانتقال إلى التدابير التي من شأنها تعزيز الثقة بين الطرفين. وعقد الوفدان الإيراني والروسي جولتين من المباحثات خلال اليومين الماضيين في آستانة لكن لا تزال هناك خلافات عالقة بينهما. على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي، أمس، مقتل 11 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المعارك الدائرة حول مدينة الباب في إطار «عملية الفرات» في ريف حلب. وكان الجيش التركي أعلن أول من أمس مقتل 46 إرهابيًا من «داعش» وإصابة 16 آخرين شمال سوريا في إطار عملية «درع الفرات»، لافتا إلى أن قواته قصفت بالأسلحة الثقيلة 318 هدفًا لـ«داعش» في ريف محافظة حلب الشمالية. وأكّد البيان أن مقاتلات تركية نفّذت غارات جوية استهدفت 21 هدفًا للتنظيم الإرهابي في مدينة الباب، وقريتي بزاغة، وقباسين، بريف حلب. وأشار البيان، إلى أن «فصائل المعارضة السورية المشاركة في درع الفرات تمكنت من السيطرة على 227 منطقة مأهولة بالسكان منذ انطلاق العملية في 24 أغسطس (آب) الماضي».
مشاركة :