مأمون حاج موسى، عضو وفد المعارضة السورية المفاوض في مؤتمر أستانة، إن المعارضة "تختبر تحول روسيا من طرف معادِ إلى طرف ضامنِ، وإن كان قادراً على إلزام إيران والنظام والميليشيات التابعة له بوقف إطلاق النار". حاج موسى، وهو المتحدث الرسمي باسم فصيل "صقور الشام" والمسؤول السياسي، أوضح في تصريح خاص للأناضول، أنه "بحكم تعاملهم السابق مع إيران وروسيا، من خلال مفاوضات تخص مكاناً محدداً بحكم سيطرتهم على الأرض، تبين لنا أن لديهم نسبة كذب عالية، ومصداقيتهم منخفضة وخاصة إيران". وأضاف أنهم "يختبرون الجانب الروسي حديثاً بعد أن تحول اعتباراً من 30 ديسمبر/ كانون الأول (تاريخ إعلان وقف إطلاق النار)، من طرف معادِ إلى طرف ضامنِ، فهل هو قادر على ضمان النظام ومليشياته؟". وأجاب عن سؤاله "ما ثبت حتى الآن أنه (الجانب الروسي) غير قادر على ضبط النظام والمليشيات الإيرانية، بل دعيت إيران للمؤتمر اليوم كطرف غير ضامن، بل لإلزامها بالاتفاقية (وقف إطلاق النار) لأنهم غير قادرين على لجم المليشيات". وعن أهداف المعارضة من المفاوضات، لفت إلى أنهم "جاءوا ليس لأنهم متفائلون، بل لأنه احتمال ولو كان بعيداً، تحقيق الأمان الذي يشعرونه به في الفندق (الاجتماعات)، بالداخل (السوري) مع الحفاظ على ثوابتهم، وتثبيت وقف إطلاق النار، وعدم الحديث عن غير تثبيت وقف إطلاق النار". ورداً على سؤال عن مجريات اليوم، أكد أنه "حتى الآن لم يحصل تفاوض، بل في غرف منفصلة، الأطراف الضامة مع الأمم المتحدة تتواجد عند المعارضة، وتحمل الرسالة للطرف الآخر، واجتمعوا هم أولا معهم، وسيجتمعون مع الطرف الآخر (النظام) لاحقا، حيث أخذت آراء المعارضة بوقف إطلاق النار، والآليات، والحيثيات، وتحمل الرسالة لهم". وحول ما قالوه في لقائهم الأول، أكد بالقول "قلنا حاليا لا يمكن مناقشة أي مسألة حتى يتم وقف إطلاق نار فوري، الآن هناك قصف على درعا (جنوب)، والغوطة الشرقية (شرق دمشق)، وهذه رسالة واضحة (من النظام) لأنه قادم للقاء وقف إطلاق النار في المؤتمر، ويرسل رسالة تسعيرية عبر القصف ومعناه الاستهتار". ووصف وفد النظام بأنه "يكذب على الحضور ومستهتر بهم، وحتى الآن رسالة المعارضة واضحة، لن يتم الانتقال بالحديث لأي مرحلة خارج وقف إطلاق النار، وخصوصا وادي بردى والمحجة (غرب) والغوطة، و حي الوعر (في حمص وسط)، وغيرها". وفيما يتعلق بأي مطالب حملتها روسيا لهم، قال حاج موسى "الروس كانوا إيجابيين، وحول وادي بردى كانت لهم نقاط استيضاحية، وقلنا لهم ان القوات هناك قسم يتبع للجبهة الجنوبية، وفصائل أخرى ملتزمة بوقف إطلاق، فلا توجد حجة، ولا يوجد تواجد لفتح الشام (جبهة النصرة) وهو كلام غير دقيق". واعتبر أن "النظام مراوغ يمكن زرع شخص باسم النصرة ويدعي بذلك، وروسيا لم تطلب شيئاً، بل أخدت آراءنا ونقلها للطرف الآخر". المعارض السوري قال إنهم "سمعوا بانسحاب وفد النظام من الفندق بعد انضغاطه من كلام المعارضة، وهي رسالة أنه ضغط كثيرا ووضع بزاوية ضيقة، فيما المعارضة تتعامل ببرودة أعصاب، وستستمر لتحقيق ما يمكن لتحقيقه لأهلها". وكانت مصادر مطلعة في المعارضة السورية قد قالت إن الوفد المفاوض التابع للمعارضة التقى، اليوم الإثنين، مع الدولتين الضامنتين لوقف إطلاق النار، روسيا وتركيا، إضافة للأمم المتحدة، في الجلسة الأولى للمباحثات غير المباشرة مع وفد النظام، بعاصمة كازخستان أستانة. وتأتي جلسة المباحثات غير المباشرة، بعد جلسة افتتاحية، في وقت سابق اليوم، تحدثت فيها الوفود المشاركة عن الأهداف التي يرغبون بالوصول إليها من خلال المباحثات التي تنعقد لأول مرة بمشاركة الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية. وحسب المعلومات الواردة، فإن المعارضة تقدمت بمطالبها ومقترحاتها للضامنين والأمم المتحدة، حيث أخذت تلك الطلبات، وانتقلت الأطراف إلى وفد النظام لنقل هذه المطالب. وبدأت لقاءات أستانة حول سوريا اليوم، والتي تتواصل حتى يوم الغد؛ حيث ستضمن اجتماعات مغلقة بين وفدي المعارضة والنظام، إلى جانب حضور ممثلين عن تركيا وروسيا وإيران والولايات المتحدة، وممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :