مجازرُ ومذابحُ الحشدِ الطائفيِّ ضِدَّ السُّنَّةِ في العراق

  • 1/24/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت عمليات تهجير السنة في العراق عام 2003 انطلاقا من مناطق الجنوب، حيث شهدت البصرة القديمة وأبو الخصيب والزبير والمعقل عمليات تهجير منظمة ضد العرب السنة، وامتدت إلى مناطق أخرى في البلاد، ولا تزال مستمرة إلى الآن لتؤكد للعالم ما يعانيه العرب السنة في العراق من أعمال تهجير تتولاها ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية بمناطق متفرقة من البلاد، والتهجير الطائفي ليس ردة فعل آنية أو تصرفات معزولة عن سياقها التاريخي، بل يتعلق الأمر بمخطط تآمري أعد له النظام الفارسي الفاشي الإيراني منذ زمن بعيد وينفذ بشكل مستمر وممنهج وفق آليات محددة ، وجرى الانتقام من أماكن محددة في العراق لها أهميتها في سياق الصراع العربي الفارسي سواء قبل الإسلام أو بعده . وتكشف مخططات تهجير السنة في العراق ضمن سياقها العام محاولات الفرس الإيرانيين لسلخ عروبة العراق وهويته العربية والإسلامية السنية ، وكانت ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية في العراق تتستر خلف الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية، أما الآن وبحجة وجود تنظيم ( داعش ) أصبحت هذه المليشيات في المقدمة وتقود المعركة علانيةً ، ومن المعلوم أن إيران لها أطماع وليست مصالح فقط في العراق وفي المنطقة بشكل عام، وعندما تنتهي من السيطرة على العراق حينها لن يأمن أي بلد عربي ، خصوصا دول الخليج العربي من غدر إيران وأطماعها الإستعمارية . وبعد التغلغل الأميركي في العراق عام 2003 دخل إلى العراق أكثر من مليون نسمة من شيعة إيران بحجة أنهم هُجِّروا عام 1981 من قبل النظام العراقي السابق ، ولكن العراقيين يفرقون بين الشيعة الفرس والشيعة العراقيين الذين ينتمون إلى عشائر عربية ، والسبب في ما يجري من تهجير للعرب السنة من العراق مرده إلى إيران والدول العربية أيضا التي سكتت تجاه التغلغل الأميركي ، وبدأ العراق العربي يشهدُ بوادر ظهور نواة دولة فارسية إيرانية تتستر بمصطلح الإمامة ، وتوظف الإرهاب ضد السنة من خلال استحضار التاريخ المغولي والصفوي ، وبدا الأمر جليا بأنَّ قوى عراقية طائفية ومعها أطراف فارسية إيرانية تعيد صياغة هوية العراق العربي السني وترسم خريطته المذهبية الطائفية والسكانية والاجتماعية من جديد، بعد أن سيطر فريق من حزب الدعوة الإرهابي الفارسي على مقاليد السلطة في العراق واحتكرها . وليس بمقدور الحكومة أو النظام السياسي بشكله الحالي في العراق عمل أي شيء للسنة لأنها حكومة عميلة للفرس الإيرانيين ، والحكومة العراقية العميلة مسؤولة عن الإجرام بحق عمود التوازن في المجتمع العراقي وهو المكون السني ، كما أنَّ الإعلام العربي الرسمي كان جباناً وسلبياً في الدفاع عن المكون السني العراقي وتركه عارياً في مواجهة النفوذ الفارسي الإيراني الذي يُمسِكُ بخناق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومن قبله جواد / نوري المالكي ، ولكن طفا على السطح مؤخراً صراع حقيقي في الإقليم بين الغطرسة الفارسية الإيرانية والوقفة العربية في وجه الأحلام الإستعمارية التوسعية الفارسية مؤكداً أن إيران ستُجبَرُ في نهاية هذه الحرب العبثية على تجرع كأس السم كما تجرعتها في حقبة الثمانينيات . ويُقصَدُ بتعبير "المكون السني" ذلك المكون "السني العربي" الذي أسس الدولة العراقية الحديثة في البداية، وتم استهدافه بالتغلغل الأميركي وأقصي من المعادلة السياسية، الأمر الذي جعل التعايش بين المكونات السياسية العراقية مستحيلاً، رغم أن المكون السني أمّن لها قرابة 900 عام من الحياة المتسامحة ، والعرب السنة لا يمثلون الأقلية في العراق بل الغالبية ، ولا بُدَّ من الانتباه إلى "خارطة الطريق الفارسية الإيرانية" المُتَجاهلة في العراق العربي السني العظيم الذي لم يعد فيه مثقفون ولا قضاء ولا شرطة أو جيش وتم هدم جميع مؤسسات الدولة ، كما أن عنوان المشكلة في العراق يتمحور في وجود صراع بين نظامين اجتماعيين مختلفين عربي سني وطائفي موالٍ للفرس الصفويين الإيرانيين . عبدالله الهدلق

مشاركة :