قالت لمياء جليل العريض إن أباها كان يعامل أبناء الناس كأبنائه، وعرفوه بأنه لم يكن يبتعد عن الكتاب، وعلمهم أن «أهل البحرين أهلنا والآخرين أصدقاؤنا». جاء ذلك في كلمة ألقتها، مساء أمس الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017)، خلال تدشين كتاب أبيها «أبحاث ودراسات الدكتور جليل العريض في التعليم الجامعي وتدريس العلوم»، وذلك برعاية نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي حضر الحفل، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في البحرين والأكاديميين. الكلمة التي كانت مؤثرة وأبكت والدتها (زوجة جليل العريض) شدت انتباه جميع الحضور، قالت فيها: «أود أن أتقدم بالشكر إلى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، لتفضله بوضع هذا الحفل تحت رعايته الكريمة… ولا ننسى وقفة سموه مع المرحوم والدنا حتى آخر لحظةٍ في حياته… فالشكر كل الشكر لكم يا صاحب السمو. كما أتقدم بالشكر إلى الدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو، على قيام بيت القرآن بطباعة الكتاب على نفقته، واستضافة هذا الحفل في رحابه… ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى الدكتور منصور محمد سرحان، على جهوده المقدرة في جمع وتبويب كل المعلومات التي يحتويها الكتاب». وأضافت «أتشرف بالوقوف أمامكم اليوم لأحدثكم عن أبي، الرجل الكبير الذي عرفناه نحن، عائلته… عرفناه أبا مسئولاً حازماً، واضحاً، مهمته أن يساعدنا لنقف على أرجلنا مستقلين… أهم ما يتمناه لنا العلم والأخلاق… فخور بإنجازاتنا العلمية، يخبر الجميع عن أي شيءٍ نتقنه مهما كان صغيراً… سابق لأوانه لم يفرق أبداً بين أخوي إياد وأنمار وبيني». وتابعت «في بيتنا جالسنا العلماء والشعراء، السفراء والأصدقاء… تعلمنا أن أهل البحرين أهلنا والآخرين أصدقاؤنا…علمنا أن الأهل مهمون… أن كل صغيرٍ كبير وكل كبيرٍ إنسان… علمنا أن الجميع لديه شيء يقوله يستحق الإصغاء إليه… علمنا أنه علينا دائماً أن نسأل الأسئلة الصحيحة ونقرأ المعلومة الموثقة ونفكر ونحلل قبل أن نتخذ الآراء والمواقف». وتعيد لمياء ذاكرتها إلى دروس أبيها، وذكرت أنه «علمنا أن الصغير يتعلم الاحترام عندما يحترمه الكبار، ويتعلم الأدب عندما يعيش مع المؤدبين… علمنا أن العلم يخلق الفرص ويفتح الأبواب، وأن الأخلاق تبقيها مفتوحة… علمنا أن نفكر قبل أن نتكلم، وألا نخشى السؤال، وأن أفضل الكلام هو الحديث المفيد… علمنا أن معظم الناس طيبون…أن الأصدقاء الحقيقيين يظلون أصدقاء مدى الحياة… وأن الإنسان الذي يفي بواجباته ومسئولياته ويحافظ على مبادئه دائماً، ينام مرتاحاً». وأردفت «عرفناه زوجاً يرى الشراكة الزوجية على أنها رفقة مدى الحياة، مع رفيقٍ صالحٍ… يعامل أزواج أبنائه كأنهم أبناؤه… عرفناه مربياً مسئولاً، أبناء الناس أبناؤه، مهمته أن يحصل شباب البحرين على أفضل تعليمٍ راقٍ ممكنٍ في أي مكانٍ، لنبني وطنا نفتخر به جميعنا… يسعى إلى تعلم كل مفيد». وأكدت أنه «لا يبتعد كثيراً عن الكتاب، يقرأ في كل المواضيع… يحفظ أبيات الشعر ومعادلات الكيمياء… عرفناه جداً، حنوناً، صبوراً، يجيد التحدث مع الأطفال، يستمتع بصحبتهم، يحكي لهم القصص ويغني معهم الأغاني طوال الطريق من الحضانة إلى المنزل، يعلمهم القيم والمبادئ ودروس الحياة… يناقشهم في موضوعاتٍ تجعلهم يفكرون، ويضحك معهم كالطفل من داخل قلبه على الطرائف التي لا يفهمها الكبار». وواصلت «عرفناه قبل أن يرحل، وهو يحاول أن يخفي الألم، ويخبرنا بكل ما لن يسعفه الوقت لقوله، ثم رحل مرتاح الضمير… رحمه الله». وختمت كلمته بقولها: «والآن نعرفه ذكرى كبيرة، نتذكره كلما نظرنا إلى أنفسنا وعشنا مبادئنا وكلما تعلمنا جديداً… نفتخر عندما يذكره الجميع بالخير، ونحتفل بإنجازاته كما نفعل اليوم معكم، ونقول الحمد لله. ولا أنسى أن أشكر أمي الحبيبة، جليلة الموسوي، رفيقة الدرب في مشوار حياته، الجندي المجهول في إنجازاته».
مشاركة :