توعدت فصائل المعارضة السورية اليوم (الإثنين) باستئناف القتال ضد قوات النظام في حال فشل محادثات آستانة بين وفدي الطرفين برعاية روسيا وتركيا وإيران. وحذر الناطق باسم وفد الفصائل أسامة ابو زيد من أنه «إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف لن يكون لنا خيار غير استمرار القتال». وقال رئيس وفد الفصائل المعارضة القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش: «اتينا الى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة اولى لهذه العملية. ولن نذهب الى الخطوات التالية إذا لم يتحقق هذا واقعاً على الأرض». وكان علوش أعلن في وقت سابق أن «العملية السياسية تبدأ برحيل بشار الأسد والطغمة الحاكمة وإخراج كل الميليشيات والقوى الأجنبية التابعة لإيران»، مشدداً على أن الفصائل لم تأتي إلى المفاوضات لتقاسم السلطة أو البحث عن نفوذ، و إنما «لنعيد الأمن لسورية ونفرج عن المعتقلين والمعتقلات»، وفق ما جاء في الكلمة الافتتاحية للمفاوضات. ونقلت شبكة «شام» الإخبارية عن علوش قوله إن «وجود ميليشيات أجنبية استجلبتها إيران وصنعها النظام وعلى رأسها حزب الله الإرهابي أو حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، تساهم في استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن تنظيم الدولة التي حددت أنها إرهابية». وأضاف رئيس وفد المعارضة «نريد تثبيت وقف النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سورية وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254 ليشكل ذلك ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسي المنشود في سورية بحسب بيان جنيف 2012». من جهته، قال عصام الريس، وهو من اعضاء الوفد المعارض: «من دون وقف إطلاق النار يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق (...) نحن هنا لبحث العملية العسكرية وهذا يعني وقفا للعنف ولاطلاق النار». بدوره، قال مصدر في المعارضة رفض الكشف عن اسمه: «ختمنا اجتماعاً استمر تقريباً ساعتين مع الأتراك والروس والأمم المتحدة. ناقشنا مسودة البيان الذي يتكلم عن ثلاث دول تراقب الهدنة». وتابع «ليس لدينا مشكلة ان يكون الروسي ضامناً، لكن ليس الإيرانيون. الليلة لدينا اجتماع داخلي ثم لقاء مع الامم المتحدة». وصرح الناطق باسم وفد المعارضة ان «الاجتماع الحالي هو مع الأطراف الضامنة والامم المتحدة»، موضحاً قدمنا مذكرة عن المناطق التي يتم فيها خرق وقف اطلاق النار». واشار الى «تعهدات لاتخاذ اجراءات جديدة لوقف العمليات الهجومية على منطقة وادي بردى». من جهته، قال سفير سورية لدى الامم المتحدة بشار الجعفري الذي يرأس وفد النظام، إن دمشق تأمل من خلال المحادثات في «تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة في التوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة، وبين تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما»، بحسب ما أوردت «وكالة الأنباء السورية» (سانا). ودعا مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا الذي يقوم بدور وسيط بين الطرفين في المحادثات، إلى انشاء آلية مراقبة وتطبيق لوقف إطلاق النار على الأرض. وقال «لم يكن لدينا مثل هذه الآلية في السابق ولهذا السبب فشلنا» في تسوية النزاع، مشيداً «بكل مبادرة تهدف الى تعزيز الثقة بين الطرفين». وأكدت الدولة المضيفة لمفاوضات آستانة في الجلسة الافتتاحية، أن الوضع في سورية لم يجلب إلا البؤس والصعوبات للمنطقة، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وقال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف خلال افتتاحه الجلسة، أن الهدف من المفاوضات هو رفع المعاناة عن السوريين. ويفترض أن ترسي مفاوضات آستانة أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف في 8 شباط (فبراير) المقبل.
مشاركة :