أطاحت خطبة يوم الجمعة الماضي بقاضي قضاة الأردن أحمد هليل بعد أن أجبر على تقديم استقالته إثر اللغط الذي أثارته الخطبة التي وصفت بأنها «مثيرة». ووجه هليل في الخطبة تحذيرات إلى دول الخليج من «تردي الأوضاع الاقتصادية للأردن»، الأمر الذي تسبب في فتح نقاش عام في الأوساط الشعبية والنخبوية حول الدوافع الحقيقية للخطبة. وبعد يومين من إلقاء الخطبة، نقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، خبر صدور إرادة ملكية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء الأردني بقبول استقالة هليل من مواقعه كافة، وتعيين مفتي المملكة عبدالكريم الخصاونة قاضياً للقضاة خلفاً لهليل. هليل الذي يشغل موقعه لدى العائلة المالكة كإمام للحضرة الهاشمية منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، أثار زوبعة من الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، عندما تحدث نحو نصف ساعة في خطبة الجمعة، ومن على منبر مسجد الملك الحسين بن طلال في العاصمة، حول ضرورة «إنقاذ» المملكة، محذراً من احتمال أن «يضعف الأردن أو أن يتأذى»، مستذكراً ما آلت إليه «أحوال سورية واليمن والعراق». وقال هليل مخاطباً دول الخليج: «أين عونكم أين هي أياديكم البيضاء... ألا نعتبر مما يجري في سورية؟...». ولم يخلُ حديث هليل الذي بدت عليه ملامح الانفعال خلال إلقاء الخطبة واستغراب بعض المصلين منه، من التحذير للأردنيين أيضاً من الخروج إلى الشوارع للاحتجاج، قائلاً: «حذار من دعاة الفتنة». واستقبل ناشطون وسياسيون ونواب حديث هليل بسخط كبير، وأطلق البعض تعليقات منددة بـ «استغلال المنابر»، وهاجم نواب تصريحات هليل بوصفها «استجداءً مرفوضاً»، كما اعتبروها «إنكاراً لمواقف تاريخية لدول خليجية قدمت مساعدات للمملكة في ظروف صعبة».
مشاركة :