إعداد: عمار عوض أولى الكتّاب ذوو الوزن الثقيل في كبريات الصحف الهندية الكثير من الاهتمام في كتاباتهم، بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للهند، بعد اختياره الضيف الرئيسي لعيد الجمهورية الهندية، التي اعتبروها زيارة مفصلية في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتدشن عهداً جديداً لمستقبل العلاقات الإقليمية والدولية، خاصة في اتفاق البلدين على محاربة الإرهاب العالمي كأولوية قصوى، في حين اعتبرها البعض محطة لتجاوز علاقات النفط والتجارة، والدخول في مرحلة تحالف استراتيجي، في وقت نظر لها آخرون على أنها نقطة ارتكاز في قانون الغرب لنيودلهي على غرار مبادرتها الحالية قانون الشرق. وكانت الصحافة الهندية قد احتفت بسماح الجيش الهندي للقوات الإماراتية بقيادة طابور موكب عيد الجمهورية عندما نقلت عن الميجور جنرال راجيش ساهي، رئيس الأركان أن دولة الإمارات هي الدولة الثانية بعد فرنسا التي ترسل قواتها للمشاركة في موكب الجمهورية وأنهم سيكونون في طليعة وقيادة الموكب وقال: لأنهم هم ضيوفنا، سوف يقودون المسيرة ونقلت وكالة راديف نيوز في تقرير إخباري كيف أن الجنود الهنود كانوا في حالة حماسية خلال البروفة، والتي بدأت أمس على طريق راج، مشيرة إلى أن القوة الإماراتية التي شاركت في البروفات وستقود العرض تتكون من المشاة والبحرية والجوية من بينهم 15 ضابطاً سيتقدمون العرض. ونشرت جميع الصحف الهندية البيان الصادر عن قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية الهندية بعد الاجتماع الذي عقد في نيودلهي، الجمعة الماضية، وشارك فيه وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش والذي جاء فيه: ناقش الجانبان عدداً من القضايا تتراوح من التعاون في مجالات التجارة والاستثمارات لتوسيع التعاون الثنائي، إلى مجالات جديدة في إطار الشراكة الاستراتيجية، وتشمل هذه المجالات الجديدة أمن الطاقة، والطاقة المتجددة، والدفاع والأمن، والإلكترونيات، وتكنولوجيا المعلومات والفضاء. كما لفت إلى أنه تمت مناقشة القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب الذي لا يزال يشكل مجال التركيز للبلدين، وفي هذا الخصوص سطّر الكاتب المعروف والمحرر الأول رودرونير غاوش، في صحيفة تايمز أوف انديا قائلاً: ليس هناك إنكار لحقيقة أن دولة الإمارات تدرك الحاجة إلى محاربة التطرف في المنطقة. فهي تعرف أن العالم يمر بعنف كبير حيث تتداعى القواعد الجيوسياسية والاقتصادية القائمة حالياً في مواجهة التقنيات والتهديدات الجديدة، التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لخلق الاضطرابات الاجتماعية، وهذا ما يفسر لماذا الإمارات العربية المتحدة حريصة على التعاون الأمني، مع التصميم على التأكيد أنها دولة إسلامية منفتحة على الأفكار الخارجية ومدى تأثيرها في الناس وقال في الواقع، لا بد من الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة رحلت بالفعل العديد من الهنود المرتبطين بتنظيم داعش، هذا هو جزء من التعاون الثنائي على الإرهاب الذي يضفى على الطابع المؤسسي تدريجياً. ولفت إلى أن هذا من شأنه أن يضيف تلقائياً بعداً آخر للشراكة الاستراتيجية، وتعزيز وجود الدبلوماسية الهندية في منطقة الشرق الأوسط، وختم بالقول يمكن للعلاقات بين الهند ودولة الإمارات أن تكون نقطة ارتكاز لسياسة قانون الغرب لنيودلهي على غرار المبادرة الحالية لقانون الشرق، وهي مبادرات وضعتها الحكومة الحالية للتعامل مع القضايا الدولية المعقدة في ظل ثنائية الشرق والغرب. بينما اعتبر الكاتب المختص في شؤون الأمن والدفاع، روي شودري، في مجلة تايمس أوف إنديا أن التوسع في التنسيق لمكافحة الإرهاب والتعاون، بما في ذلك التعاون بين الأجهزة الأمنية، يضيف زخماً إلى العلاقة بين اكبر بلدين مؤثرين في قارة آسيا، خاصة أن محاولة اغتيال سفير الإمارات التي قادت إلى مقتل عدد من الدبلوماسيين الإماراتيين وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها دبلوماسيون من هذا البلد في الخارج والتي اتهمت فيها شبكة حقاني معروفة الامتدادات بدول في الإقليم بأنها وراء الهجوم الإرهابي، يجعل الإمارات تعيد حساباتها في تحالفاتها ضد الإرهاب. لكنه أيضاً نوه في مقاله بأن هذه الزيارة يجب استثمارها في استكشاف الفرص والقدرات للتصنيع والبناء في مجالات السيارات والدفاع والطيران والمجالات المرتبطة بها، معدات الدفاع والتصنيع والتسلح والإلكترونيات الدفاعية والسفن التجارية والبحرية، المعدات/المنصات العسكرية، كما أشار نقلاً عن مصادره إلى أن الجانبين يعتزمان إعطاء دفعة للتدريب والدفاع المشترك، منوهاً في هذا الخصوص بأن البلدين الكبيرين عادا بعد توقف دام ثماني سنوات لاستئناف المناورات المشتركة عبر نسر الصحراء العام الماضي الذي كان التمرين الثاني في سلسلة من التدريبات الثنائية بين قوة سلاح الجو الهندي والإماراتي التي جرت خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2016. واسترسل في الإشادة بسلاح الجو الإماراتي والقدرات التي أبرزها خلال هذه التمرينات التي استمرت عشرة أيام في قاعدة الظفرة الجوية، مشيراً إلى أن هناك وحدة من القوات المسلحة الإماراتية من المتوقع أن تشارك في العرض العسكري في احتفالات يوم الجمهورية هذا الأسبوع.
مشاركة :