على الرغم من المخاطر التي تحوف البلاد شرقاً وغرباً ، وعلى كل الأحداث السياسية والتقلبات الجديدة على أرض الواقع ، لم يأبه لها أولئك الذين يعشقون النزاع داخل البلاد ، وهم أشبه بالأطفال الصغار حينما يعلبون تلك الرياضة الشعبية وهي شد الحبل تارةً يشد الحبل طرفاً بقسوة ، وتارةً ينتصر الطرف الآخر ، على أن الأطفال في دقائق ينهون تلك المنافسة البسيطة ، أما من هم على أرض الواقع لن ينتهون لأن كل جهة تعتقد أنها هي الأجدر بالحق . من الأمثلة البسيطة التي جعلت شعب الله محتاراً ، الليبراليين أو المنفتحين كما يحبون أن يطلق عليهم يريدون أن تُفتح دور السينما ، وأن تقود المرآة ولايزالون مؤيدين ويصفقون بحرارة لحد الآن بعد قرار تنظيم عمل الهيئة ، أما الطرف الآخر وهم الإسلاميون فلا يزالون معارضين للطرف الآخر بكل شيء ، ويقف بعضهم ندا بعض ، ضاربين بمصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط ، ومتجاهلين كل الأمور التي هي أولى وأهم . عند النظر بعين الدقة والحياد في جميع الأمور التي يقفون عليها سوف تجدها أولاً لم تكن في السابق محط خلاف كبير ، كان كلُ طرف لديه إهتماماته وكل يعمل على شاكلته ، وهذه النزاعات الداخلية لن تقدمنا بل سوف توقف عجلة النمو والتطور في بلادنا ، ولو تمعنا قليلاً سوف نلاحظ أن أي خبر يشغل الرأي العام لابد أن يكون الطرفين مختلفا حتى وإن كان أساس الإختلاف باهتاً ومضحكاً . أنا -ولله الحمد- لا أميل لتلك التيارات ولا أؤمن بها ، ولا أرى نفسي سوى شخص مسلم سعودي عربي يهمني مصلحة وطني وشبابها فقط . إن الأمر الذي يرسم في مخيلتي علامات إستفهام عديدة ويعبر عن تشاؤمي ، عندما أرى في كل جهة أناس يتبعهم الكثير لأنهم أصحاب نظرة بُعدية ، وأقلاماً قوية ومقولات يرددها الأغلبية وقد دونها التاريخ ، ولكن مع الأسف أنهم لم يستغلوا جميع هذه الهبات بشكل أفضل تخدم الوطن والمجتمع ، ومايجعلني أقف حائراً عندما أرى أناساً كالقطيع يمشون ويطبلون بلا إستعاب ويهاجمون كل من يخالف بحجج واهية ووهمية ، وهنا دائماً لساني حالي يردد : صدق القائل حين قال : الحماقةُ أعيت من يداويها . الرأي صالح العبدلي كتاب أنحاء
مشاركة :