بقلم : عبد اللطيف الملحم يعتبر برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي أكبر مشروع تعليمي في التاريخ الحديث. وتم رصد البلايين لهذا المشروع وتم تأهيل مكاتب للملحقيات الثقافية لمتابعة شؤون المبتعثين والمبتعثات ومن يرافقهن. واصبح أبناؤنا وبناتنا والذين هم شريحة تمثل جميع شرائح المجتمع السعودي ومن جميع مناطقه ليسوا فقط ينهلون من منابع العلم, بل أصبحوا سفراء يمثلون البلد خير تمثيل. ومنذ عدة سنوات بدأ هذا الوطن الغالي يستقبل الآلاف ممن تخرج من أبنائنا وبناتنا من أفضل الجامعات في العالم وفي كل عام يأتي المزيد. ولكن من المعلوم أن برامج الابتعاث في المملكة ليست شيئا جديدا على وطننا المعطاء, بل كان ذلك منذ أن رأى مؤسس هذه البلاد الطاهرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه بضرورة الاستفادة من جامعات دول سبقتنا في العلوم الحديثة. وتوالت البعثات وتزايدت أعدادها في العام 1974م مع الطفرة النفطية. ومع دخول المبتعث والمبتعثة من المملكة من ذلك الوقت وإلى هذا اليوم فقد تم تغيير الكثير من المفاهيم عن المملكة, إضافة لذلك كان لوجود هذه الأعداد أثر إيجابي كان أهمها زيادة أعداد المساجد في دول مثل أمريكا وزادت أعداد المسلمين. بل إن الجامعات الآن يوجد بها مساجد بسبب برامج الابتعاث السعودية. وكذلك كان هناك مردود إيجابي للجاليات العربية والمسلمة بتواجد العدد الكبير من المملكة والدارسين في الكثير من الدول. وما يثلج الصدر هو التمسك الواضح من أبنائنا وبناتنا بأخلاقهم الإسلامية وعاداتهم الاجتماعية. ومع كثرة أعداد منتسبي الابتعاث والتي تجاوزت عشرات الآلاف, فإنه من البديهي أن تكون هناك أخطاء فردية سببها في كثير من الأحيان عدم فهم قوانين البلاد أو أن تكون هناك رواسب مشاكل اجتماعية قبل الابتعاث. وما يحصل في بلاد الابتعاث هي أمور تحدث في كل مجتمع وتحدث أيضا نفس الأخطاء والأحداث في مؤسساتنا العلمية في المملكة والتي نسمع عنها في وسائلنا الإعلامية. ولكن وللأسف الشديد تقوم بعض الأقلام والأفواه ممن يتصيدون كل خطأ فردي ويقومون بتهويله وتضخيمه. وبعدها تأتي وسائل اعتراض على برنامج الابتعاث الذي تم له التخطيط السليم والدراسة المتعمقة. إلا أنه وللأسف الشديد تمادى البعض في اعتراضه على برامج الابتعاث بوسائل واضح منها أنها لإثارة البلبلة وحب الظهور, والأسوأ هو إلصاق تهم بكل مبتعث ومبتعثة لا يرضاها الدين أو العقل. فالمبتعث والمبتعثة من بلادنا يعرف عنهم محافظتهم على تعاليم دينهم واحترام عاداتهم وتقاليدهم. وأجبروا الكثير في بلاد الابتعاث على احترامهم بسبب تمسكهم بمبادئهم. ولذلك اتركوا كل مبتعث ومبتعثة لحاله ودعوهم ينهلوا من العلم دون التشكيك بهم. فلا تقوموا بالتشكيك حول هدف الابتعاث ولا تعطوا فتاوى بتحريمه. نقلا عن اليوم
مشاركة :