الدراما التلفزيونية الرمضانية.. خطاب حيوي يستفز الكتاب والمثقفين

  • 7/27/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا مفر من مواجهة خطاب الدراما التلفزيونية في رمضان، كنت مثقفاً أو لم تكن.. سيل المسلسلات تحاصرك من كل جانب؛ إلا أن المشتغلين في ميدان الثقافة والآداب، يجدون أنفسهم على الأغلب، مستفزين أمام خطاب لا يقدم نفسه كمادة مسلية وحسب، وإنما يعيد إنتاج الذائقة المجتمعية وفق ما يقدم من مستوى جيدٍ كان أو رديئاً. ولأن التلفزيون هو الجهاز الذي ابتلع كل الأشكال والمحتويات الإبداعية من مسرحٍ ورواية وتشكيل وسينما وأعاد توجيهها جماهيرياً، ضمن ألاعيب العرض والطلب التجارية، فإن هذا الجهاز المتربع في المنازل منذ عقود، يستحق وقفة وخاصة في رمضان حيث تزدهر المسلسلات في بيئة الثقافة العربية، لتأكد مديري المحطات التلفزيونية من تسمر المشاهدين في بيوتهم لساعات طويلة خلال الشهر الكريم. غير أن المسلسلات التلفزيونية ليست على وتيرة وشاكلة واحدة، فثمة الدراما الخليجية التي سجنت منذ سنوات في إطار الأعمال المنزلية الاجتماعية لأسباب تتعلق بضيق المجتمع والسلطات المؤسسية من الانفتاح على الأعمال التاريخية، كما قال لنا ذات يوم مخرجٌ خليجي. أما الدراما المصرية والسورية، فقد عبرت مبكراً، لتقدم أعمالاً فنية راقية، وهي تقتحم التاريخ والجغرافيا دون مواربة معتمدة على مكنوز إبداعي وبيئة صناعة دراما فنية، تشتد فيها المنافسة ويكون الانتصار فيها دوماً للأفضل. ولأن المثقفات والمثقفون، ليسوا بمعزل أمام هذا الخطاب التلفزيوني فقد توجهنا لهم لمناقشة هذه الظاهرة، خصوصاً وأن الدراما التلفزيونية ليست بعيدة عن الأدب، حسبنا أن نتذكر ثلاثية نجيب محفوظ عندما أعيد إنتاجها في التلفزيون المصري وأيضاً رواية الكاتب السوري حنا مينا، التي لم تعرف على نطاق جماهيري واسع إلا مع عرض المسلسل الشهير (نهاية رجل شجاع) في تسعينيات القرن العشرين. لقطة كبيرة إزاء كل هذا الطوفان الدرامي الرمضاني الحالي، يري الروائي السعودي محمد المزيني أن ما يقدم من دراما محلية هو أعمال عشوائية تفقد البوصلة الحقيقية لصناعة دراما تليق بالمتلقي المحلي الذي بدأ مبكرة بهجرة المسلسلات السعودية، لمشاهدة المسلسلات العربية. بينما يرى الكاتب المسرحي محمد المزيني: ما يقدم من دراما هو عمل عشوائي عبدالعزيز السماعيل أن "الارتباك في المشهد الدرامي المحلي واضح، إما في السيناريو والمونتاج والتصوير وحتى الحوار بحيث لا ترى تسلسل منطقياً للأحداث ولا كلام يحترم عقل المشاهد، ورغم ذلك لا تزال هذه الأعمال قوية المتابعة بسبب حب الناس للنجم الكوميدي وحضوره فقط وليس لأي شيء آخر وهو ما ينطبق بنسبة اقل على الاعمال العربية التي اعتمدت على النجم الواحد وفق السماعيل؛ إلا أن الكاتبة السعودية رنا الشهري، تذهب بعيداً في نقد المشهد الدرامي المحلي والخليجي، معتقدةً أن الدراما السعودية والخليجية عموما لا ترغب في أن تتطور، ولا تحاول أن تبحث عن ثغراتها لتحسين مستواها، والتفسير الوحيد لهذا الركود هو شعورها بالرضا عما وصلت إليه. وترى الكاتبة السعودية أن هناك (تدويراً) سنوياً في هذه الدراما لما كان يقدم منها سابقاً. مضيفة: عبدالعزيز السماعيل: حب الناس للنجم الكوميدي سر بقاء المتابعة وليس جودة العمل "استبشرنا كثيرا هذا الشهر بظهور ثنائيات عملاقة مثل (حياة الفهد مع سعاد عبدالله) و (حسين عبدالرضا مع ناصر القصبي) لكنها خذلت المشاهد، والسبب خنق موهبة ممثلين عظام ليتحركوا في القيود الضيقة التي صنعها لهم كاتب النص أو المخرج، دائما هناك عنصر طاغي، إما هيمنة كاتب النص على الممثلين أو هيمنة المخرج على كاتب النص.. إلخ، بالإضافة إلى إقحام وجوه لا علاقة لها بالتمثيل". غير أن الباحثة الأدبية آلاء منذر تعتقد أن الإنتاج الدرامي السعودي، قفز هذا العام ليتفوق على الأعمال الخليجية وليسحب البساط من الكوميديا الكويتية الشبه غائبة هذا العام عن المشهد". الدراما التلفزيونية والأدب وحول استثمار المنجز الروائي والأدبي في الدراما التلفزيونية المحلية والخليجية، ترى الروائية السعودية نداء أبوعلي أن تركيز الروائيين المحليين في أغلبه على اللغة أكثر من الحبكة والقص الذي تحتاجه الصورة الدرامية السينمائية أو التلفزيونية من أجل تحريك الأحداث وملء الزمن. مرجحة صعوبة نجاح تحويل أغلب الأعمال الروائية المحلية إلى الشاشة الدرامية؛ وتضيف صاحبة رواية (ظل ومرآة): "إلى جانب أن الرواية المحلية لا تشعر أنها تقدم صورة بانورامية واسعة تحكي المجتمع، كما في الأعمال الروائية المصرية أو السورية، رغم اختلاف التجربتين السورية والمصرية". مشيرة إلى أن الروائيين المحليين يحاولون التهرب من الواقع باستخدام الرموز والرمزية في الأدب، "أجل ثمة روايات سعودية ممتعة للقراءة مثل رواية (الحزام) و(الفردوس اليباب)، إلا أنه من الصعوبة بمكان عكسها ونقلها إلى عمل تلفزيوني مصور". أما الكاتب السعودي عماد أبو خمسين، يذكرنا بسؤال طرح على الأديب الراحل نجيب محفوظ وهو "ألا تلاحظ أن أعمالك الأدبية المكتوبة ينخفض مستواها عندما تتحوّل إلى الشاشة؟" فأجاب نجيب محفوظ: "صحيح، عماد بوخمسين: مستوى الإنتاج الخليجي المتدني لا يشجع على تحويل الرواية إلى مسلسل عندما ينتقل عمل أدبي إلى شاشة السينما أو التلفزيون فيجب أن يخضع لعملية تسطيح لتسهيل هضمه واستيعابه من قبل المشاهدين الذين يتفاوتون في ثقافتهم وقدرتهم على استيعاب رسالة العمل الأدبي، وهذا يبدو للوهلة الأولى أنه انتقاص من العمل الأدبي، ولكن هناك فائدة أخرى وهي انتشار العمل الأدبي في جميع الأقطار ووصوله لعدد هائل من المشاهدين، لا يمكن أن يصل لهم الكتاب المطبوع". وهنا يعلق عماد: "إذاً حتى لو حاول الوسط الدرامي الاستفادة من الأعمال الأدبية المحلية فإنه سيضطر أن يُخضِع العمل للمعالجة، و هذا أمر مشروع، و لكنه قد يبدو كأنه لم يستفد من التجربة، بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانيات الدراما الخليجية ما زالت أقل من المستوى المطلوب من حيث عدد معاهد تدريس الفنون وقلة تجارب المخرجين في التعامل مع الأعمال الأدبية الكبيرة.. إلخ. وهذا ما يجعل إمكانية إنتاج أعمال إبداعية عظيمة ومنافسة دولياً، ضئيلة". الأمر الذي يعترضه محمد المزيني وهو يرى أن من الضروري أن يستثمر المشهد الدرامي السعودي الكم الهائل من الروايات السعودية لتحويلها المناسب منها إلى مسلسلات تلفزيونية؛ مضيفا: "في هذا الأمر فائدة في اتجاهين، هي تخدم النص الأدبي السعودي وتساعده على الانتشار وأيضاً تضخ روحاً جديدة غير معتادة في الدراما التلفزيونية المحلية". سذاجة الجمهور! رنا الشهري وإن أيدت استثمار المنتج الأدبي المحلي والخليجي في صنع الرواية إلا أنها تنبه لأمر هام، إذ تقول: " المنتج الخليجي يتعمد تجاهل الأعمال الأدبية مفترضاً سذاجة الجمهور وتواضع ثقافته وقبوله لما يُقدم، ولذا فهو يركز على رنا الشهري: المنتج الخليجي يتعمد تجاهل «الأدب» مفترضاً سذاجة الجمهور التأثير فقط عن طريق طرح قضية ما، والبناء عليها بنصوص تنفيذية، ومن ثم انتظار المردود المادي، ومن هنا نجد تكثيف الموضوعات المستلهمة من قصص واقعة نشرت على صفحات الجرائد". مؤكدة أهمية الأدب في الدراما التلفزيونية، بالقول: " إذ كلما كانت الدراما أكثر اتجاها للأدب واستثمارا له بدت أكثر عمقاً وجاذبية". بينما تظن آلاء منذر أن المحاولات جارية في استثمار الرواية لمصلحة المسلسل, فعلى سبيل المثال استفادت الدراما السعودية من الأدب الروائي في مسلسل (لعبة المرأة رجل ) للروائية سارة العليوي, كما أخذت الدراما الكويتية قصة مسلسل (بين الماضي والحب) من قصة للكاتب البرازيلي دانيال أورتيز, لكن نتمنى مستقبلاً أن نجد تفاعلاً أكثر بين الدراما التلفزيونية والأعمال الأدبية الراقية. وعلى النقيض، لا يجد المؤلف المسرحي عبد العزيز السماعيل من الضرورة أن تستفيد الدراما من الأعمال الأدبية مثل القصة والرواية المحلية أو الخليجية لإنتاج أعمال مميزة. مضيفا: "هذا ليس شرطاً، لان المشكلة كما ألاحظ هي أن الكتابة الدرامية اليوم ليست حرة، فلا تملك مسافة كافية لقراءة الواقع بشكل صحيح، بل مقيدة تماماً بشروط الإنتاج والمنتجين الذين هم في الغالب تجار لا تعنيهم كثيرا القيمة الفنية والفكرية للعمل الفني، أو أنهم من الممثلين أو الممثلات الذين يرغبون في تفصيل العمل على مقاسهم ليس إلا، مهما علت قيمته الفكرية والفنية". المسلسلات الملفتة وحول متابعته للأعمال الرمضانية وما استوقفه منها.. يجيب السماعيل: "كنت مهتما ومازلت ابحث عن قيمة فنية كبيرة في الشراكة الفنية الجديدة المهمة التي حدثت هذا العام في دراما رمضان الكوميدية بين الفنانين الكبيرين عبدالحسين عبدالرضا وناصر القصبي، ولكني لم أجدها حتى الآن، إلا أن ما لفت انتباهي حاليا فقط مسلسل القاصرات بطولة صلاح السعدني من مصر لأهمية موضوعه وجديته. وهو المسلسل الذي لفت أيضا الكاتبة رنا الشهري، حيث نداء أبوعلي: يصعب تصوير الرواية المحلية لاعتمادها اللغة لا الحبكة تضيف: "فمن وجود هامش للاعتراف بحقيقة المشكلة إلى تكامل كافة أبطال المسلسل أمام الكاميرا". بينما لفت نداء أبو علي المسلسل السوري المثير للجدل (ولادة من الخاصرة) في جزئه الجديد (منبر الموتى)، حيث تعلق حوله قائلة: من المسلسلات السورية المفضلة لي الولادة من الخاصرة بجزئه الثالث الذي أبدع الكاتب سامر رضوان وأيضا عابد فهد بشخصية المقدم رؤوف ذي الشخصية النرجسية السادية الذي يهوى التعذيب والغطرسة وقصي خولي بشخصية جابر الذي يمثل طبقة الشعب ذوي الفقر المدقع وإن لم تتدرج شخصيته وأحداث حياته كثيرا كما حدث مع شخصية باسم ياخور (شيخ الوادي) الذي انعدمت ثقته بالسلطة فأضحى معادياً لها مرتكباً لأعمال إجرامية ذات صلة بالإرهاب، مع ملامسةٍ ذكي لسياق الوضع السياسي الراهن في سوريا". جمود درامي وعن سبب عدم تطور مضامين الأعمال الخليجية مقارنة بالدراما العربية، تعلق الكاتبة في صحيفة الرؤية الإماراتية رنا الشهري: "نستطيع أن نعطي الإنتاج الخليجي بعض العذر فيما لو قلنا أن الدراما الخليجية متأخرة لأن المجتمع كان يتجه إلى إساءة فهم طبيعة هذا الوسط، بينما نظيرتيها المصرية والسورية كانت تخطو خطوات واسعة إلى الأمام بدراما حارة تنبض بالحياة، وكان جمهورها من المتعلمين والمثقفين، ولذا فقد حظيت بفرص أكبر في التطوير والنقد والاستفادة من التجارب الأجنبية المتقدمة". وتؤكد الشهري أن "كلا المنتجين الدرامي السوري والمصري يحظيان بشعبية متقاربة، وحالة الاندماج بين الدراما المصرية والسورية التي جعلتنا نتعامل معها ككل واحد قد أذابت التنافس وصيغ التفضيل بينهما منذ وقت، حيث وجود الكثير من الممثلين السوريين في الدراما المصرية، يتبقى أن عيب الدراما السورية هو التألق في نفس الفكرة بينما المصرية تقدم دائماً تنوعاً مذهلًا. عنف الدراما المصرية في الضفة الأخرى من المشاهدات، أنتقد الروائي محمد المزيني المسلسلات المصرية "التي بدأت تلهث الواقع من أجل الإثارة والمنافسة" وفق صاحب رواية (إكليل الخلاص). مضيفا: "لماذا يقدم المجتمع المصري على انه مجتمع مستشر، إذ لا يعني أن تكون هذه الأحداث قد جرت في المجتمع أن يقوم صناع الدراما بتقديمها". مشيراً إلى أن مشاهد الجريمة برزت بقوة هذه السنة في الدراما المصرية، متناسين أن شهر رمضان هو أيضا شهر سكون واستراحة واسترخاء لا يحتمل تقديم أعمال تلفزيونية مستفزة، منوها أنه إلى جانب الجريمة ثمة موضوع طغت في الدراما العربية وهو تسلط وجبروت المرأة على الرجل"!. كوميديا شفهية! وحول الأعمال الخليجية، يرى المزيني أن مسلسل "أبو الملايين"، بطولة الفنان القدير حسين عبدالرضا والفنان ناصر القصبي يعد استثناء لأنه يقدم المحتوى الكوميدي الخفيف، الذي يناسب أجواء رمضان". مضيفا: "صحيح أنه مليء بالأفيهات الشفهية وليس كوميديا الموقف إلا أنه يبقى في خانة المسلسلات الخفيفة الظل على المشاهد وليس المستفزة له". أما عن استغلال القضايا الاجتماعية وتحويلها إلى أعمال كوميدية ضاحكة، يعلق المزيني: " جميل أن تلتقط بعض الأمور في المجتمع وتقدمها بفن الكوميديا إلى الناس وليس فقط من اجل اضحاك الناس الذي هو من السهولة بمكان". مضيفا "ولكن للأسف تحولت المسلسلات من فن إلى عملية تصفية حسابات وهو ما لا نتمناه وهو ايضا ما يكسب عداوة الآخرين لمجمل العمل الدرامي". مذكراً بأعمال الفنان السوري دوريد لحام مع الكاتب محمد الماغوط وما كانت تحوي من عمق ثقافي وسياسي ووعي فني درامي لذا كان المشاهد يضحك. منتقداً بعض مجمل الاعمال المحلية لكونها تقدم المجتمع بشكل مقزز لا تنم عن وعينا وكأنها تسخر بنا. أنا والدراما "بصفة خاصة، استهوتني متابعة الدراما التلفزيونية أثناء معيشتي خارج الوطن كحل مؤقت لأوجاع الغربة والابتعاد عن اللغة والحوار وجماليات تفاصيل المجتمع العربي". هكذا تصف نداء أبو علي، علاقتها الإنسانية مع الأعمال التلفزيونية من بعد آخر هو الاغتراب، مضيفة: "لقد بت أترقب تلك الأعمال كل رمضان، كطفل ينتظر قطعة حلوى بشغف واستمرت عادة متابعة الدراما الموسمية حتى الآن". مؤكدة أن أكثر ما يستفزها في الأحداث المكررة والحكايا المستهلكة التي يغلب طابعها على انتاجات هذا العام. معترفةً: "لا ألتفت كثيرا للدراما الخليجية والسعودية، قد يكون ذلك بسبب حكم مسبق من قبلي لها كونها إما تحمل أفكارا مهترئة ذات طابع كوميدي يستفزني حين يعتمد على حركات بهلوانية وأصوات مزعجة أو أحداث كئيبة كالدراما الكويتية التي كلما حاولت أن أتابعها وجدت نهاية أحداثها تحمل انتحارا وجنوناً؛ تستهويني الكوميديا السعودية التي تحمل سخرية مريرة من أحداث المجتمع ولأنني من هواة الدراما المصرية والسورية فإنني لم أتوقع الكثير من الأعمال الاستثنائية بحكم الاضطراب السياسي الذي تعيشه البلدين، حتى أن كثيراً من الأعمال السورية حاولت التهرب أو اتخاذ الحياد عن واقع الأحداث السياسية فظهرت شخصيات في أحد مسلسلاتها كمدللين مغتربين غير مهتمين بالتوجهات السياسية أو أقحمت هذه الشخصيات إقحاما". الدراما السورية وتنحاز الباحثة في نقد الرواية آلاء منذر، أيضا إلى الدراما السورية، التي ترى أنها تحتل الصدارة في الأعمال العربية لحداثة القصص والأفكار التي تطرحها, في حين تركز الأعمال المصرية - غالبا - على قضية واحدة حتى تأتي وكأنها نُسخ من أصل مُحدد. وحول ما يستفزها في العمل الدرامي التلفزيوني الخليجي: "عدم توازن الأحداث في العمل الدرامي الواحد، فتبدأ الأحداث بطيئة مغرقة بالتفاصيل اللامهمة وقد تصل إلى منتصف العمل ولم تفهم القصة بعد، وتظل كذلك حتى تصل إلى الحلقة الأخيرة أو ما قبلها التي تمر بها الأحداث بشكل سريع وكأن صاحب العمل قد تذكر فجأة أنه وصل إلى نهاية العمل وفكرته لم تصل بعد، يفترض أن يكون هناك توازن بالطرح". الدراما والتاريخ وأخيراً يرى الباحث السعودي في تاريخ الخليج العربي جلال الهارون أن الأعمال التاريخية على قلتها في الدراما الخليجية، إلا أنها كثيراً ما تقع في مغالطات، مفضلاً الاهتمام أكثر بالدراما التراثية، فهي تحيي الثقافة الأصيلة ولا تورط كاتب السيناريو مع التاريخ. مشيرا إلى مسلسل "برايحنا" البحريني، بوصفه مسلسلاً تراثياً يقدم "الحدوتة" الشعبية بتميز، بعد أن اكسب العمل التراثي مقومات جلال الهارون: الدراما التاريخية دوماً تقع في مغالطات الإقناع والنجاح، من حيث استعمال الألفاظ القديمة في الخليج العربي وخلق حكاية حولها. ويرى جلال الهارون أن من الضرورة اليوم ان نعيد النظر في الأعمال التراثية التي تستحق المزيد من الاهتمام كونها ترسخ لثقافة أصيلة، تتداعى أمام طوفان العولمة والتحولات السريعة في العالم. ويرى الهارون أن الفلكلور والتراث هو الاسهل في التقديم الدرامي التلفزيوني بخلاف الأعمال التاريخية التي تحتاج إلى وجود مؤرخ أو أكثر، لأن تجسيد الحدث يحتاج مصادقية. وأشاد الباحث السعودي بالمسلسل البحريني "برايحنا" كونه جاء منسجما مع حياة التقشف في ذلك الزمن من حيث الأزياء والمكياج و الديكور وهو ما ينسجم مع الحالة التراثية.

مشاركة :