الدراما التلفزيونية.. خطاب سردي يتطلب مشرط النقد

  • 5/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» هل آن للنقد العربي أن يدخل الدراما التلفزيونية في حيز اهتمامه؟ هذا السؤال تجيب عنه سميرة أبو طالب في كتابها «الخطاب السردي في الدراما التلفزيونية» معترفة بأن الإجابة عن السؤال تأخرت لسنوات عدة، وإن بدت بعض الإشارات في كتابات العديد من النقاد، التي تناولت كيفية الإفادة من هذا الوسيط في دعم قضايا اللغة العربية والتراث، ومن ثم الحفاظ على الهوية الوطنية، على النحو الذي جاء في كتابات الدكتور علي الراعي وشوقي ضيف، وجملة من الكتاب والمبدعين الذي رأوا في الوافد الجديد سلاحاً ذا حدين، يمكن من خلاله توسيع قاعدة التلقي للنصوص الإبداعية، وتوظيف إمكانات هذا الوسيط، لفتح مجال أوسع أمام اللغة العربية كي تكتسب بعداً إيحائياً يضيف بصيرة أخرى للمتلقي، وهو الأمر الذي يمكن استثماره في إعادة إنتاج روائع الأدب العربي، بل وإعادة تقديم فترات تاريخية بقراءة أخرى نابضة، اعتماداً على لغة الصورة، التي تتجه إلى الكشف والإبانة عن الخفي والكامن وراء لغة النص، ومن ثم تعطي النص وسائل تعبيرية تمكنه من الوصول إلى المتلقي في كافة مستوياته.ونصوص الكاتب محفوظ عبدالرحمن - كما ترى سميرة أبو طالب - تتيح هذا التناول النقدي، وتقدم أكثر من وجه للتعامل مع الإبداع الدرامي التلفزيوني، وتحديداً التاريخي، إذ نجد أن كل نص يقدم خطابه من خلال مفردات عديدة تعرف طريقها إلى لغة الوسيط، الأمر الذي يجعل تناول مثل هذه النصوص يأخذ بعداً مزدوجاً، نحو النص، الذي يركز على قواعد الكتابة، وبالتالي يضع الناقد على المحك بين استثمار منجزات النقد الأدبي وحسن توظيفها في تناغم ينسجم مع تلك التنظيرات التي تناولت لغة الصورة.أتاحت نصوص محفوظ عبدالرحمن المختارة لهذه الدراسة الفرصة لتقديم تلك الجوانب، وتلمس الحدود الفاصلة بين الأنواع الأدبية التي تنصهر في بوتقة النص الدرامي التلفزيوني لديه، وكيف تتضافر هذه الأنواع في نسيج جديد، ويؤسس لبناء درامي تنسجم فيه الكلمة مع الصورة، وتؤشر كل واحدة إلى الأخرى، كي تكتسب حياة نابضة على شاشة العرض التلفزيوني، ليس ذلك فحسب وإنما تفتح المجال الدلالي واسعا لإعادة قراءة التاريخ والتراث العربي قراءة واعية، تهدف إلى إثراء اللحظة الراهنة.

مشاركة :