الراحل تمتع بحس وطني عال وجمع بين الوزارة والبساطة

  • 4/8/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف أستاذ الاقتصاد الدكتور محمد سالم بن عبدالله سرور الصبان بعض الجوانب في شخصية عمه الشيخ محمد سرور الصبان، رحمه الله، وقال اجتمعت جوانب عدة في شخصية الراحل منها أنه كان رجل أعمال وصاحب منشآت اقتصادية عديدة، وبدأ هذه الأعمال قبل التحاقه بالعمل الحكومي كمستشار للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ووزير إدارة في وزارة المالية في عهد المرحوم عبدالله السليمان قبل أن يصبح ثاني وزير للمالية في المملكة»، وأضاف خلال كلمته في حفل تكريم اثنينية عبدالمقصود خوجة للشيخ محمد سرور الصبان البارحة، إن الحس الاقتصادي للراحل كان من أبرز ما ورثه عن والده، وبالاضافة لذلك فقد تحلى بشعور المسؤولية الاجتماعية وأنشأ العديد من مؤسسات المجتمع المدني من بينها جمعيات الخيرية، لافتا إلى أن الراحل كان رائدا ثقافيا مستدلا باحدى التغريدات التي رثى بها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الراحل قائلا فيها «محمد سرور الصبان هو شخصية عظيمة بكل المعايير فهو رجال في رجل الاقتصادي ورجل دولة والمثقف والمفكر والأديب والوجيه»، وذكر أن الراحل كان ثاني وزير للمالية، وأول وزير للمالية والاقتصاد الوطني، مضيفا أنه واجه صعوبة في اختيار من يتحدث عن عمه لموت معظم أبناء جيله، أو لظروف خاصة يمرون بها، وأنه اختار الدكتور عاصم حمدان، والمحامي الدكتور عبدالمحسن بن سعد الرويشد، والأديب حسين بافقيه، الدكتورة خديجة عبدالله سرور الصبان، المستشار محمد سعيد طيب، وأشار إلى أن التكريم يتزامن مع مرور 90 عاما على إصدار كتاب «المعرض»، للراحل و 91 عاما على إصدار كتابه «أدب الحجاز»، وهما من أوائل الكتب الصادرة في عصرنا الحديث. نموذج للكياسة والقيادة ومن جهته، استعرض مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة العديد من جوانب حياة الشيخ محمد سرور الصبان وكرمه معه، مستعينا بعدد من الوثائق إحداها تعود لنائب للملك فيصل رحمه الله، ومرفق بها تشكيلات مالية وورد فيها اسم محمود شلهوب، وخوجة عبدالمقصود، موضحا أن الخطاب كان موقعا من الشيخ محمد سرور الصبان عندما كان وزيرا للمالية، كما استعرض بعض أقوال بعض النخب فيه، وتساءل خوجة عن وكيل المالية إذ ورد آنذاك وكيلا آخر بالإضافة إلى الشيخ محمد سرور الصبان، وذكر أن الشيخ محمد سرور الصبان تميز بأناقة عبارته، وبشخصيته، مسترجعا قصة تعيينه أمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي، قائلا «لا يمكن أن نعثر على مثله في الكياسة والقيادة»، وتطرق إلى قصة الصبان في الواقعة التي حدثت بين مفتي المملكة سابقا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ومفتي الأباضية، ودور محمد سرور الصبان في إنهاء الخلاف إذ هدد بانسحاب عمان من رابطة العالم الإسلامي، وأبان خوجة أن العلاقة بين والده والشيخ محمد سرور الصبان شهدت بعض الحزازات بسبب رئاسة تحرير جريدة أم القرى، ساردا قصة عبدالله بلخير مع محمد سرور الصبان الذي كان يتحاشاه لموقف ما، حتى وجد منه كرما، إذ جعله أصغر موظف دولة في الماضي يتقاضى مبلغا كبيرا قرابته آنذاك 1200 ريال. إنشاء مطابع الرياض ومن جانبه، رأى الدكتور عاصم حمدان في مداخلته أن خطابات الراحل تميزت بالإبداع إذ كانت توجب احترام خصومه، مشبها الكتابة بالسياسة، قائلا «الرائد الصبان، نشر الأدب وهناك نصوص تعكس مدى قدرته على الابداع»، لافتا إلى أن كتاباته أثرت في جيل الرواد، وأن فاجعة رحيله أثرت على الكثيرين، مستعرضا بعض أبيات الرثاء التي جاءت في محمد سرور الصبان رحمه الله، مسترجعا صبره مع أصحاب الألسن، وكيف كان ظاهرة نادرة يتعذر أن تخضع للمألوف، مبينا أنه وبعد مرور أكثر من 40 عاما يحق لنا أن نتحدث عن رجل كان أمة لوحده. وبدوره، ذكر المحامي الدكتور عبدالمحسن الرويشد أن الصبان تمتع بالأخلاق، كاشفا عن أن والده حظي بصداقة وثيقة مع الراحل منذ أن التقى به في ديوانية الملك عبدالعزيز، مبينا أن الراحل رحمه الله مر بتجارب عديدة، أهمها وزارة المالية والاقتصاد الوطني، ثم أمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي، لافتا إلى أن الراحل ساهم مع غيره في إدخال الملايين من الأفارقة إلى الإسلام، وأسهم في إنشاء مطابع الرياض التي خرجت منها صحيفة الرياض والجزيرة. ومن ناحيتها أكدت ابنته فريدة أن الراحل اهتم بالعلم، وأرسل بناته إلى بيروت لاكمال تعليمهن ولم يكن هذا المسلك في ذلك الوقت تصرفا مقبولا، فيما وصف الناقد حسين بافقيه الراحل بـ «والد الثقافة الحديثة»، مسلطا الضوء على كتاب الراحل أدب الحجاز والذي كان إيذانا بموطن الثقافة الحديثة، مشيرا إلى أنه تناول موضوعات لم تكن مألوفة لأدباء زمنه، بينما اعتبرت الدكتورة خديجة عبدالله سرور الصبان أن الإنتاج الأدبي للراحل لم يتمتع بالاهتمام الكافي، عازية ذلك إلى طغيان جوانب أخرى في شخصيته وقالت «تمتع رحمه الله بحس وطني عال»، في حين قال المستشار محمد سعيد طيب «الراحل رحمه الله لم يأخذ عشر ما يستحقه، باعتباره شخصية فريدة»، وأبان أنه حصل على المركز الأول بجائزة أقامتها صحيفة «عكاظ» وساعده الشيخ محمد سرور الصبان على إلقاء كلمته بعد تحقيقه المركز الأول.

مشاركة :