كشفت الأستاذة ريم السويدي، مديرة مركز بداية للتطوير المهني وريادة الأعمال، عن أن عدد المستفيدين من خدمات المركز يبلغ 15000 شخص، بعد أن كان لا يتجاوز 6 آلاف وقت أن تولت إدارة المركز. وأكدت في حوار خاص مع «العرب» أن المركز لديه فريق عمل متميز يقدم الخدمات الاستشارية في مجال التطوير المهني وطرح الأفكار ودراسات الجدوى ودعم التسويق للمشروعات في مجال ريادة الأعمال فقط، وأوضحت أن الدولة هي الأكثر تقديماً للتسهيلات في مجال المشاريع الخاصة الذي لا نزال حديثي العهد به، وأضافت: أن السيدات هن الأكثر إقبالاً على المشروعات.. بينما الرجال يحتاجون إلى الاستشارات التسويقية، وأوضحت أن هناك تطوراً كبيراً لا نستطيع أن نغفل عنه في مجال ريادة الأعمال وتنفيذ المشروعات، وقالت: «عندما بدأنا في عام 2011 لم يكن لدي الكثير من الفهم الوافي والجرأة الكافية لدخول هذا المجال، وقد حقق عدد كبير من الشباب نجاحا واضحاً في هذا المجال.. وتابعت: إن مركز ريادة يسعى لتطوير قدرات الشباب القطري في مجال ريادة الأعمال .. وإلى تفاصيل الحوار: حدثينا عن نشأتك، وكيف كان لكل مرحلة من حياتك تأثيرها الحالي عليكِ؟ - نظراً لطبيعة عمل والدي كسفير كنا دائماً نتنقل من بلد لآخر، ودرست بين المملكة العربية السعودية والبحرين وأكملت دراستي بقطر، حيث التحقت بالمدرسة العلمية في المرحلة الثانوية، وكنت في البداية أحلم بدراسة الطب لأصبح طبيبة، ولكن عندما وصلت للمرحلة الجامعية اختلفت ميولي كلياً، وبدأت بدراسة علوم الحاسب الآلي بجامعة كارنيجي ميلون ولكن لم يكن لدي ذلك الشغف لإتمام دراستي بهذا المجال أيضاً، وقمت باستشارة والدي الذي نصحني باختيار التخصص الأقرب لشخصيتي وطريقة تفكيري، والتحقت بعدها بجامعة ستدن الهولندية بقطر وحصلت على بكالوريوس بإدارة الأعمال الدولية، وكانت المرحلة الجامعية هي العامل الأقوى تأثيراً على شخصيتي، طورت بداخلي حب التعلم لكل ما هو جديد ومفيد، كما اكتسبت خلال هذه الفترة العديد من الخبرات العملية في أكثر من شركة في قطر وأصبحت أمتلك معرفة عامة بمختلف الثقافات من كل مكان. ما هو الحافز الذي جعلك تحققين هذا القدر من النجاح؟ - أكثر ما يحفزني للعمل وتعلم المزيد عن مجالي هو تطوير عقلية الشباب القطري وتغيير اتجاهاتهم الفكرية بما يخدمهم علمياً وعملياً لتطوير المجتمع والنهوض به، بالإضافة إلى اكتشاف شخصيات مثقفة وناجحة يحتذي بها الشباب لتحقيق طموحاتهم. هلّا شرحت لنا طبيعة عملك كمديرة لمركز بداية للتطوير المهني؟ وما هي المهام التي تسند إليكِ؟ - أنا متخصصة في التخطيط لريادة الأعمال والتنمية، وأعمل في المركز بجانب فريقي في العمل كمرشدة ومستشارة وداعمة للشركات الحديثة الإنشاء والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطر، كما أعد أحد المتحدثين الرسميين بالنيابة عن المركز في العديد من الفعاليات في الدولة. ما مدى قدرتك على التوفيق بين عملك وبين حياتك الاجتماعية؟ - بالطبع أواجه بعض الصعوبات ولكن أحاول دائماً التغلب عليها معظم الوقت إلى أن استطعت التوفيق بين حياتي العملية والشخصية بفضل الله. ما هو تقييمك للقدرات القطرية في مجال التجارة وريادة الأعمال؟ - لا شك أن هناك تطوراً كبيراً لا نستطيع أن نغفل عنه، فعندما بدأنا في عام 2011 لم يكن لدي الكثير من الفهم الوافي والجرأة الكافية لريادة الأعمال وتنفيذ المشاريع التجارية وما شابه، ولكن الآن يوجد عدد كبير ممن حققوا نجاحاً واضحاً في هذا المجال من الشباب. بعيداً عن مركز بداية هل لديك مشاريعك الخاصة بك أو أعمال أخرى تقومين بها باعتبارك سيدة أعمال في المقام الأول؟ - قبل أن أصبح مديرة المركز كان لدي مشروعي الخاص ولكن نظراً لضيق الوقت أوقفته، وأقوم حالياً بدراسة الماجستير بجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris، إلى جانب عملي بالمركز، بالإضافة إلى أنني عضو في رابطة الخريجين بجامعة قطر، وانضممت مؤخراً لمؤسسة المرأة التخصصية على مستوى جامعة الدول العربية كنائب البرامج بالإدارة والتجارة، فضلاً عن ممارسة الرياضة مرتين أسبوعياً. هل تعتقدين أن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة بشأن منح التراخيص لمزاولة العمل التجاري من المنزل قد يساهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة على المدى القريب؟ - بالتأكيد سوف يساهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة وخاصة إذا كان هناك رصد دوري للمشاريع التي تم تنفيذها والمشاريع المقترحة للتنفيذ مستقبلاً. برأيك ما مدى وضوح وسهولة تطبيق الشروط التي وضعتها الوزارة ضمن القرار؟ - أعتقد أنه ما زال هناك بعض البنود غير الواضحة للجمهور، ولكن أتوقع أن الوزارة ستقوم بإصدار قرار آخر قريباً يشرح هذه الشروط ويحتوي على تفاصيل توضيحية لآلية التنفيذ. خلال الفترة الأخيرة قمتِ بمقابلة العديد من القائمين والقائمات على مشاريعهم الخاصة، واقترحوا أن يكون هناك تسهيلات أكثر بخصوص قوانين تنفيذ المشاريع الخاصة، ما رأيك بذلك؟ وما هي التسهيلات الممكنة من خلال مركز بداية التي تسعون لتقديمها لرواد المشاريع؟ - بشكل عام حتى الآن تقدم الحكومة تسهيلات في مجال المشاريع الخاصة ونحن لا نزال حديثي العهد به، لذلك قد يصعب على الجميع فهم القوانين وتطبيقها بشكل واضح ولكن لا ننكر وجود قوانين قد تقيد أصحاب المشاريع إلى حد ما، ومن جانبنا في مركز بداية نقدم خدمات استشارية بخصوص فهم هذه القوانين ودراسة الجدوى، كما نقوم بطرح الأفكار ومساعدتهم في التسويق للمشروع وزيادة المبيعات وتقليل التكاليف عن طريق خلق روح التعاون وتبادل الخبرات ما بين الشركات. أي الفئتين الأكثر تفاعلاً في مجال المشاريع السيدات والفتيات أم الشباب والرجال؟ - غالباً السيدات والفتيات يأتون لنا لأن لديهم الوقت والمال ويحتاجون إلى الاستشارة والدعم من ناحية التسويق والأفكار لكن الشباب يحتاجون إلى الدعم المادي أكثر، ولكن هناك تفاعل من الفئتين بنسبة كبيرة. إذا لم تكوني مديرة مركز بداية فأين ترين «ريم السويدي» في 2017؟ - مدرسة في رياض أطفال لأنني أحبهم جداً. الإعلام مقصر في دعم المشروعات دعت الأستاذة ريم السويدي، مديرة مركز بداية للتطوير المهني وريادة الأعمال، وسائل الإعلام لتشجيع الشباب من مؤسسي المشاريع الريادية، من خلال تخصيص فقرات إعلانية لدعم المشاريع الجديدة والإعلان عنها من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية أو تخصيص صفحة توضع بها الإعلانات الخاصة بالمشاريع وكل جديد يخصها من أخبار وفعاليات في الصحف والمجلات الرسمية، وقالت في بعض الأحيان تكون الجهة الإعلامية هي الراعي الرسمي لأحد فعالياتنا كما يقومون بالتغطية الإعلامية لأخبار وفعاليات المركز، ولكن لا زال هناك تقصير فيما يتعلق بدعم الإعلام لمشروعات ريادة الأعمال. مستشارون لدعم الشباب وأصحاب المشاريع تحدثت الأستادة ريم السويدي عن آليات اختيار المشاريع التي تقدمون لها الدعم من قبل مركز «ريادة»، وقالت: «نعمل على التطوير المهني بمساعدة الشباب في اختيار مجالهم المهني في المستقبل، وريادة الأعمال، كما نحاول قدر المستطاع أن ندعم أصحاب المشاريع من خلال تقديم الاستشارات، ولدينا 4 مستشارين يختصون بذلك، بالإضافة إلى إقامة فعاليات متنوعة. وتابعت: «نقوم بزيارات للمدارس وإعطاء محاضرات بخصوص التطوير المهني لتوعية الشباب بفرص العمل المتوفرة وكيفية الاختيار فيما بينها، كما نقوم بعقد ملتقى شهري يتجمع فيه أصحاب المشاريع ورواد الأعمال للتفاعل مع بعضهم وتبادل الخبرات وعرض الأفكار الجديدة، ونهدف دائماً من خلال فعالياتنا إلى الجمع بين المتعة والإفادة حتى نجذب أكبر عدد من الشباب، وأحياناً نتلقى دعوات خاصة من أصحاب المشاريع لتقييم المشروع وطبيعة العمل كما نقوم بتشجيع الصغار وتوعيتهم لريادة الأعمال من خلال برنامج التاجر الصغير».;
مشاركة :