أبوظبي: نجاة الفارس استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي بمقره في المسرح الوطني القاص حسّان سراي الدين الذي سلط الضوء على تجربته في كتابة القصة القصيرة، ثم وقّع مجموعته القصصية ذات وداع، وقرأ بعضاً من نتاجه القصصي من مجموعة قيد الطبع بعنوان النداء البعيد، وذلك بحضور سالم بوجمهور مدير فرع الاتحاد وعدد من الكتاب والأدباء. قدم الأمسية القاص أدهم سراي الدين قائلاً: الكلمة هي المبتدأ وهي المنتهى وأجمل حلة يلبسها الكلام حين يكون أدبا، مضيفا أن حسان يكتب بلغة رشيقة وهو يتميز بإحساس عال تجاه الناس والأشياء من حوله، فقصصه تتميز بصور بيانية ولغة رصينة متكئة على خياله الواسع وقدرته على الترميز. قرأ حسان عدة قصص حملت عناوين: ذات وداع، سر، نهب، عرش، منطق، فرصة، فراش وقمر و في مهب العاصفة، وكانت القصص متنوعة بعضها يميل إلى الواقعية وأخرى إلى الرمزية والرومانسية، وبرزت من خلال القصص قدرة حسان وبراعته في الوصف، بلغة صافية ناضجة مفعمة بالشاعرية، وفي قصة قصيرة جدا بعنوان نهب يقول: احتلت الشمس أبراجها، وأرسلت على الكون شلالات الضياء، عزفت السماء سيمفونية التغريد والبهاء، وامتلأ النهار بفيض من نور وألق، اختارت لنفسها ركنا تحت شجرة سنديان عتيقة، افترشت العشب الندي المخضب باليباس، تأملت فرح الطبيعة بهذا السلام المقدس، تاركة لأصابعها وحدها، أن تصوغ تاجا من قش. وأوضح حسان سراي الدين أنه يستقي كتاباته من بيئته، فبعض الصور تسكن الذاكرة إلى الأبد، مثل إشراقة القمر في قريته ورائحة البيدر والحصاد، جميعها ذكريات يحن الإنسان إليها كما يحن إلى خبز أمه، موضحاً أن الحالة النفسية تفرض نفسها على الكتابة، عندما تسكن الكاتب فكرة معينة، ويجسدها في قصة حسب مزاجه في ذلك الوقت، وأنه يستمتع جدا بالقراءة ويمارس الكتابة كالحياة، فالقراءة ممتعة والكتابة صعبة. وفي مداخلته أثناء الأمسية قال الشاعر سالم بوجمهور هذا ما تعودنا عليه من الشام أن تجود بمواهب أدبية متميزة، موضحاً أن مفردات حسان الخاصة في البيئة والمكان الذي ترعرع فيه، لامست قلبه.
مشاركة :