الشارقة: الخليج أطلقت مؤسسة الشارقة للفنون، منصة نشر إلكترونية حملت اسم تماوج، وذلك ضمن المشروعات المصاحبة لبينالي الشارقة 13، إذ ستكون هذه المنصة مساحة لنشر سلسلة متواصلة من المقالات والصور وأعمال الفيديو والكتابات التجريبية والنصوص وغيرها من المواد السمعية - البصرية المتعلقة بثيمات بينالي الشارقة لهذا العام وهي: ماء، محاصيل، أرض، وطهي. كما صدر ضمن تماوج العدد الأول من نشرة الملخص الرقمي متناولة الماء أولى ثيمات البينالي، مسلطة الضوء على ما حمله أول المشروعات الأربعة الموازية للبينالي يحيا استقلال المياه الذي أقيم في جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار، السنغال. ومن المقرر أن تصدر ثلاثة أعداد أخرى تتناول باقي الكلمات المفتاحية للبينالي: محاصيل وأرض وطهي. و تضمن العدد الأول من الملخص الرقمي 4 أوراق بحثية وهي: الماء والهالة في التاريخ والمخيال بغرب إفريقيا للأكاديمي السنغالي إبراهيما وان، وأروع عجائب البحر العميق هي قساوته التي لا قعر لها لسلوى لوست بولبينة، وحوارية الماء.. على الطريق المؤدي إلى سطوة المال للقيّمة والباحثة فيكتوريا إيفانوفا، والماء هو الموت للفنان والقيّم الجزائري قادر عطية. ويستعرض إبراهيما وان دور الماء بوصفه فضاء لمخيال خصب، بينما قاربت سلوى لوست بولبينة الهجرة غير الشرعية التي راح ضحيتها الآلاف، والتي صارت اليوم تجارة بحرية مزدهرة على نحو مأساوي. وتناولت لوست في بحثها الطابع السياسي الذي تنطوي عليه تلك الحوادث مستعرضة عدة إحصائيات لأعداد الغرقى الذين قضوا نحبهم في تلك القوارب. مشيرة إلى أن أولئك الذين نجوا تعجز أذهانهم عن نقل تفاصيل جغرافية تتوافق مع الخرائط البحرية والأرضية لرحلتهم بل تنقل إلينا مخيلتهم سبل تنقلهم ووسائل النقل التي اعتمدوها. واقتبست بولبينة من إحدى المقابلات الصحفية التي أجريت مع الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو (1926 - 1984) والتي تنبأ خلالها بما أسماه الهجرة الكبرى في القرن الواحد والعشرين فقد رأى في عام 1979 أن اضطرابات ما بعد مرحلة الاستعمار ستؤدي إلى مشكلة الهجرة التي سيعانيها ملايين الأشخاص. ركز مشروع يحيا استقلال المياه على بُعدين رئيسيين للمياه هما البعد الثقافي المتمثل في استكشاف ما يرتبط بالماء من شعر ومعتقدات روحية، وآخر سياسي والذي يقدم الشؤون المتعلقة بالسلطة والسيطرة والاقتصاد والإرث الاستعماري، محاولاً تقديم مقاربات على اتصال بهذين البعدين. وقد أقيمت ورشة اليوم الأول في المشروع تحت عنوان المعتقدات واللامعرفة متناولة المياه بوصفها صلة وصل بين الروحانية التقليدية والمعتقدات العقلانية المعاصرة، وذلك عبر المعمار والسينما والصورة والنص، بما يتيح انفتاح البرنامج على مقترحات متعددة لتبادل المعرفة. بينما استعرضت ورشة اليوم الثاني التي حملت عنوان الحياة اليومية للسيطرة السياسية على السيولة الفهم السياسي والاجتماعي والتاريخي للمياه، مع التركيز بشكل خاص على الأبعاد الإثنية.
مشاركة :