أكد بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات أستانة، أمس، إصرار النظام على مواصلة هجومه في منطقة وادي بردى إلى الشمال الغربي من دمشق طالما ظلت العاصمة محرومة من المياه، في وقت وجهت طائرات حربية روسية مجدداً، ضربات ضد مواقع لتنظيم داعش في دير الزور شرقي سوريا، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة معارضة بريفي حلب وإدلب شمالي البلاد، وذلك بالتزامن مع انتهاء محادثات استانة، وفق المرصد السوري، فيما أعلن الجيش التركي عن مقتل 13 عنصراً من داعش في شمال سوريا. ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها أمس إن ست طائرات حربية روسية نفذت ضربة منسقة على أهداف لتنظيم داعش في محافظة دير الزور السورية. وأضافت الوزارة أن طائرات توبوليف 22 انطلقت من قاعدة جوية في روسيا وحلقت فوق العراق وإيران قبل أن تنفذ الضربة. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن تدور اشتباكات على جبهات عدة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي بين جبهة فتح الشام وفصائل مسلحة. وأسفرت المعارك، وفق قوله، عن مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة أغلبيتهم أطفال في إحدى قرى ريف إدلب الشمالي. وبدأت الاشتباكات بهجوم لجبهة فتح الشام على معسكر لفصيل جيش المجاهدين، ما أسفر عن حملات اعتقال بين الطرفين ومعارك توسعت لاحقاً لتشمل فصائل مسلحة معارضة أخرى، بينها حركة أحرار الشام والجبهة الشامية وصقور الشام. وربط عبدالرحمن المعارك بمعلومات لدى جبهة فتح الشام أن هناك فصائل على الأرض تبلغ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بتحركات مقاتليها وقيادييها على الأرض. وتعرضت جبهة فتح الشام منذ بداية الشهر الحالي لقصف جوي عنيف نفذ الجزء الأكبر منه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأسفر عن مقتل اكثر من 130 عنصراً، بينهم قياديون، وفق حصيلة للمرصد. ورفض مدير العلاقات الخارجية السياسية لأحرار الشام لبيب النحاس اتهام الفصائل بالتواطؤ. وقال في تغريدة على تويتر الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة وتبغي عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة. واعتبر النحاس ان جبهة فتح الشام أمام مفرق طرق: إما أن تنضم بشكل نهائي للثورة أو تكون داعش جديدة. وفي إطار المعارك بين الطرفين طردت الفصائل جبهة فتح الشام من ثلاث مناطق في محافظة ادلب بينها بلدة احسم. وفي المقابل سيطرت جبهة فتح الشام على بلدات عندان وحريتان وكفر حمرة شمال مدينة حلب، بحسب المرصد. إلى ذلك، أعلن الجيش التركي امس قتل 13 مسلحا ينتمون إلى تنظيم داعش في قصف استهدف 116 موقعاً تابعاً للتنظيم في شمال سوريا. وقالت هيئة رئاسة الأركان التركية في بيان صحفي إن المدفعية التركية قصفت 107 مواقع تابعة لداعش فيما شنت المقاتلات التركية تسع غارات جوية على مواقع اخرى في إطار عملية درع الفرات. وأضافت ان القصف البري والجوي اسفر عن تدمير منصات دفاعية ومقار قيادة وسيارات مزودة بأسلحة وملاجئ للتنظيم. وكانت رئاسة الأركان أعلنت يوم الجمعة الماضي أن قواتها تمكنت من قتل 1667 مسلحا وإصابة 266 آخرين منذ انطلاق عملية درع الفرات في أغسطس الماضي. (وكالات)