بعد أيام من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اعتبر فيها الحلف الأطلسي «ناتو» عديم الأهمية، تحدث وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لتأكيد أهمية التحالف العسكري بين الطرفين. وقال الناطق باسم «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيز في بيان أمس (الإثنين) أن «القائدين بحثا أهمية قيمنا المشتركة، وأكد الوزير أنه حين تبحث الولايات المتحدة عن حلفاء للمساعدة في الدفاع عن هذه القيم، فإنها تبدأ دائماً بأوروبا». وأضاف أن الاثنين «تعهّدا استكمال المشاورات في الأشهر المقبلة، ويتطلعان للاجتماع شخصياً خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف الأطلسي في شباط (فبراير) المقبل». وذكر «البنتاغون» أن ماتيس تحدث أيضاً إلى نظيريه في بريطانيا وكندا. وكان ترامب قال في تصريح إلى صحيفة «تايمز أوف لندن» أن الحلف «عفا عليه الزمن» وعلى رغم أنه يمثل أهمية بالنسبة له، إلا أنه لا يواكب التطورات العالمية لأنه «لا يتصدى للهجمات الإرهابية»، وأضاف أن الكثير من الدول الأعضاء في الحلف لا يساهم في نصيب كاف في العبء المالي الذي تتحمله الولايات المتحدة لحمايتها. في سياق متصل ثبت مجلس الشيوخ الاميركي رسمياً تعيين مايك بومبيو مديراً لوكالة الاستخبارات «سي آي أي» بينما سيتم اقرار تثبيت مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية قريبا في اطار اجراءات تشكيل الإدارة الجديدة. وأقر مجلس الشيوخ بغالبية 66 صوتا مقابل 32 تعيين بومبيو (55 عاما)، معتمدا على دعم كبير من الخصوم الديموقراطيين، وقال رئيس مجلس النواب بول راين ان بومبيو «سيكون مديرا ممتازا لوكالة الاستخبارات». من جهة أخرى، سعى مستشار ترامب ستيفان شوارزمان إلى طمأنة كندا في شأن إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لأميركا الشمالية والتي تضم أيضاً الولايات المتحدة والمكسيك، بينما تتضح تدريجياً معالم السياسة الحمائية للجارة الشمالية. وكان ترامب أعلن أنه سيعيد التفاوض على اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية مع مسؤولي كندا والمكسيك الذين سيلتقيهم قريباً. ويجمع الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في كانون الثاني (يناير) 1994، البلدان الثلاثة في إطار منطقة واسعة للتبادل الحر، ويشكل إحدى أولويات ترامب الذي يحمله مسؤولية التشجيع على انتقال المصانع الأميركية إلى المكسيك. وقال شوارزمان، مدير «المنتدى الاستراتيجي» الذي أنشأه الرئيس الأميركي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي لتقييم السياسة الاقتصادية، إن «من الأمور المهمة هو الرأي الايجابي جداً» لترامب في شأن كندا. وكان شوارزمان رئيس مجلس إدارة الشركة الاستثمارية «بلاكستون غروب»، يتحدث أمس في كالغاري غرب كندا، بعد لقاء مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. وقال إن «كندا شريك كبير للولايات المتحدة منذ فترة طويلة»، مضيفاً أن «بعض التعديلات قد تجري لكن في الجوهر الأمور ستكون على ما يرام بالنسبة لكندا»، معتبراً أنه «نموذج لما يجب ان تكون عليه العلاقات التجارية، لعبة يخرج منها الجميع رابحين». وعبر ترودو عن ارتياحه لهذه التصريحات. وتعقد الحكومة الكندية ندوة لوضع استراتيجية للبلاد مع بداية عهد ترامب. وقال الناطق باسم الرئيس الأميركي شون سبايسر أمس، إن «إعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر سيكون أحد المواضيع الرئيسة التي يريد الرئيس الأميركي بحثها خلال لقاءات مع رئيس الوزراء الكندي ورئيس المكسيك انريكي بينيا نييتو» . وكانت الولايات المتحدة أكدت سابقاً أنها ستنسحب من الاتفاق إذا رفض شركاؤها مفاوضات «تؤدي إلى اتفاق عادل بالنسبة الى العمال الأميركيين». وقال سفير كندا في واشنطن الأحد انه يخشى ان تتكبد بلاده خسائر بسبب السياسة التجارية الحمائية التي يدعو اليها الرئيس الأميركي. إلا أن شوارزمان أكد أن هذه الفرضية غير مرجحة. وكندا والولايات المتحدة هم من أهم الشركاء التجاريين في العالم، إذ بلغت قيمة المبادلات بينهما حوالى 500 بليون دولار في الاشهر الـ11 الأولى من العام 2016. وكان ترامب وقع أمس قرار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الهادئ. من جانبه، أكد الرئيس المكسيكي أمس أنه لا يرغب «لا في مواجهة ولا في خضوع»، وأعلن عن مفاوضات ثنائية مع الدول الموقعة لاتفاق التبادل الحر عبر المحيط الهادىء. وقال إن بلاده ستبدأ «فوراً» مفاوضات ثنائية مع الدول الموقعة للاتفاق. وسيقوم الرئيس المكسيكي، والذي يثير مستقبل بلاده الاقتصادي شكوكاً وتضرر بتراجع سعر البيزو التاريخي مقابل الدولار منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري، بزيارة واشنطن الثلثاء المقبل للقاء ترامب. وأعلن نييتو توجهاً جديداً للسياسة التجارية لبلاده. وقال: «سنواصل تعزيز علاقاتنا مع الدول الاخرى»، مشدداً على أهمية تنويع الشركاء، بينما تصدر المكسيك حالياً 85 في المئة من منتجاتها الى الولايات المتحدة.
مشاركة :